واشنطن: بعد نقاش مثير للنزاع في الكونجرس الأميركي حول العراق يلقي الرئيس جورج بوش بيانا في البيت الأبيض يوم الخميس يدافع فيه عن استراتيجيته في الحرب تاركا أمر حسم هذا الصراع المكلف الذي لا يلقى تأييدا لمن سيخلفه في الرئاسة.
ومن المتوقع أن يؤيد بوش في بيانه توصية الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الاميركية في العراق باستكمال سحب محدود للقوات القتالية بحلول يوليو تموز ثم فرض تجميد لحجم القوات مدته 45 يوما لتقييم الموقف الامني.
وصرح الرئيس الاميركي مرارا بأن قراره بشأن القوات الاميركية في العراق سيستند الى نصيحة القادة الميدانيين ورفض وضع جدول زمني ملزم لسحب القوات.
ومن المتوقع أيضا ان يعلن بوش في خطابه خفض مدة الخدمة للقوات الاميركية في العراق وأفغانستان من 15 شهرا كما هو مطبق الان الى عام.
ويلتقي بوش مع قائد القوات الاميركية في العراق ومع ريان كروكر السفير الاميركي في العراق على مأدبة افطار في البيت الابيض صباح الخميس قبل أن يدلي ببيانه بشأن العراق الساعة 11.30 صباحا بالتوقيت المحلي (1530 بتوقيت جرينتش) قبل ان يتوجه الى ضيعته في كروفورد بولاية تكساس لقضاء عطلة نهاية الاسبوع.
وقدم قائد القوات الاميركية في العراق والسفير الاميركي هناك على مدى يومي الثلاثاء والاربعاء تقريرا قاتما للكونجرس عن العراق وقال الديمقراطيون المعارضون انهما لم يقدما اي استراتيجية للخروج من العراق بعد خمس سنوات على الغزو الاميركي للبلاد عام 2003.
وقال بتريوس في شهادته للكونجرس quot;الذي اختبر منا هذا لفترة طويلة من المؤكد انه يريد لهذه الحرب ان تنتهي مثله مثل اي شخص اخر بل ربما أكثر. ما نريد ان نفعله هو ان نعود الى الوطن بطريقة صحيحة لا تقوض المكاسب التي حاربنا لتحقيقها.quot;
وحرب العراق هي قضية محورية في انتخابات الرئاسة الاميركية وجلسات الكونجرس التي قدم خلالها بتريوس وكروكر شهادتيهما تعطي المرشح الجمهوري جون مكين والمتنافسين الديمقراطيين السناتور باراك أوباما والسناتور هيلاري كلينتون فرصة لكشف رأيهم في القضية.
وسئلت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض عما اذا كان الرئيس الاميركي الجمهوري يود انهاء الحرب قبل ان يترك الرئاسة في يناير كانون الثاني القادم فقالت quot;من المستحيل فعل ذلك قبل نهاية العام. المرشحون (للرئاسة) أقروا بذلك.
quot;سيكون لدينا قوات في العراق بعد عام 2009 بعد ان يترك (بوش) منصبه وما يعمل الرئيس عليه هو اتخاذ قرارات صعبة الان تساعد على انتقال سلس للسلطة للرئيس القادم.quot;
وفي خطابه في البيت الابيض يوم الخميس من المتوقع ان يكرر بوش انه رغم التقدم الذي تحقق في العراق مازال هناك حاجة للقيام بكثير من العمل.
وقال بتريوس وكروكر أمام الكونجرس ان القوات الاضافية التي أرسلت الى العراق العام الماضي وقوامها 30 ألفا ساعدت على تراجع كبير في العنف لكن هناك حاجة الى تحقيق تقدم على الجبهة السياسية لاعادة الاستقرار الى البلاد.
وفي اليوم الثاني من شهادتيهما امام الكونجرس يوم الاربعاء قال قائد القوات الاميركية في العراق والسفير الاميركي لدى بغداد ان زيادة القوات المقاتلة خفضت العنف وان الفصائل العراقية تتجه نحو المصالحة على الرغم من أن ذلك يجري بخطى بطيئة.
وقال بتريوس في شهادته ان قادة القاعدة ما زالوا quot;يعتبرون العراق جبهة مركزية في استراتيجيتهم العالمية ويرسلون التمويل والتوجيه والمقاتلين الاجانب الى العراقquot;.
وأضاف أن من الواجب الاستمرار في ممارسة ضغوط لا تكل لمنع القاعدة من تجميع صفوفها في العراق.
وللولايات المتحدة 160 الف جندي في العراق بعد تعزيز القوة بنحو 30 الفا العام الماضي بموجب استراتيجية تهدف الى خفض العنف لتوفير هدوء كاف للمشرعين العراقيين لكي يسنوا قوانين ينظر اليها على انها حاسمة للاستقرار طويل المدى في العراق.
وبعد استكمال سحب 20 ألف جندي من العراق في يوليو تموز أوصى بتريوس بتجميد في حجم القوات مدته 45 يوما لتقييم الموقف الامني ومعرفة ما اذا كان يسمح بمزيد من خفض القوات.
وقال نواب ديمقراطيون لاكبر مسؤولين اميركيين في العراق يوم الاربعاء ان الولايات المتحدة لا يمكنها التغلب على التهديد الحقيقي لأمنها والذي تمثله القاعدة في باكستان وافغانستان وهي لا تزال مقيدة في العراق.
وذكروا ان بوش الذي بدأ الحرب قبل خمسة اعوام وسيترك منصبه في يناير كانون الثاني المقبل تقاعس عن التركيز على التهديد الاكبر للقاعدة القادم من الحدود الافغانية الباكستانية.
واجتمع زعماء الكونجرس مع بوش في البيت الابيض يوم الاربعاء.
وأدت زيادة العنف الى دفع العراق مرة اخرى الى صدارة حملة انتخابات الرئاسة الاميركية التي تجرى في نوفمبر تشرين الثاني.
وقتل نحو 70 شخصا في حي مدينة الصدر الشيعي بالعاصمة العراقية بغداد منذ يوم الاحد الماضي في معارك بين القوات الاميركية والعراقية من جانب ومقاتلين تابعين للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة من جانب اخر.
وقتل منذ الغزو الاميركي للعراق عام 2003 عشرات الالاف من المواطنين العراقيين وأكثر من 4000 جندي أميركي.