غوانتانامو: رفض المعتقل السعودي في معسكر غوانتانامو الأميركي، أحمد الدربي، وهو من أقرباء خالد المحضار، أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، المثول أمام المحكمة العسكرية التي عُقدت لمحاكمته في التهم المنسوبة إليها، ومنها الانتماء لتنظيم القاعدة والتخطيط لمهاجمة سفينة في الخليج، واصفاً المحاكمة بأنها quot;مهزلة سياسية.quot;
وقال الدربي إن هيئة المحكمة غير صالحة دولياً للنظر في قضيته، كما رفض أن تختار له المحكمة محامياً للدفاع عنه أو أن يحضر هو شخصياً الجلسات، وإن كان قد أبقى الباب مفتوحاً لحضور محام سعودي، مما خلق جدلاً قانونياً وسياسياً حول إمكانية استمرار الدعوى التي يبدو أنها تتجه نحو المزيد التعطيل.
وقال الدربي، 33 عاماً، للقاضي العسكري، العقيد جيمس بول، عبر مترجم: quot;أعلن اعتراضي على هذه المحكمة ولن أمثل أمامها.quot;
ورد بول بسؤال الدربي لأكثر من مرة حول حقيقة رغبته بعدم وجود من يدافع عنه، مذكراً إياه بأنه أمضى ست سنوات في السجن وقد يقضي عمره فيه، غير أن الدربي رد قائلا: quot;سيسجل التاريخ أن هذه المحاكمة كانت فضيحة.quot;
وأضاف الدربي، الذي ظهر مرتدياً بذلة رياضية عادة ما تمنح للمساجين من ذوي السلوك الحسن: quot;أنصحك أيها القاضي وأنصح سائر الموجودين بعدم مواصلة هذه المسرحية، المهزلة.quot;
ورغم أن القاضي أكد للدربي أنه سيواصل السير بالمحاكمة حتى في غيابه، إلا ظهور بعض العقبات القانونية قد يؤخر ذلك، إذ قال محامي المتهم السعودي، المقدم براين بروليس، إن أصول مهنة المحاماة في ولاية كنتاكي التي ينتسب إليها قد تمنعه من الاستمرار في تمثيل شخص لا يرغب بذلك.
وكشف أنه سيسعى إلى تعيين أحد المحامين السعوديين للمرافعة عن الدربي، إلا أن ذلك سيصطدم بعقبة قانونية إضافية تتمثل في أن أنظمة المحكمة العسكرية في غوانتانامو تحظر على غير الأميركيين تولي الدفاع وذلك بسبب وجود أدلة سرية، وفقاً لأسوشيتد برس.
وكان الإدعاء العسكري الأميركي قد وجه في ديسمبر/كانون الأول الماضي اتهامات بـquot;الإرهابquot;، إلى الدربي الذين يُعتقد أنه متورط في التخطيط لمهاجمة سفينة أثناء عبورها مضيق quot;هرمزquot; في الخليج، أو قبالة السواحل اليمنية.
وحسبما أكد مكتب اللجنة العسكرية الأميركية ، فإن الدربي، والذي يُعتقد أنه على علاقة بتنظيم quot;القاعدةquot;، اتهم بالمشاركة مع آخرين بـquot;الإعداد لمهاجمة أهداف مدنية، والتخطيط لشن هجمات إرهابية، وتقديم دعم مادي لجماعات إرهابية.quot;
ويتهم الدربي بأنه سافر نهاية تسعينات القرن الماضي إلى مدينة quot;جلال أبادquot; شرقي أفغانستان، حيث التقى زعيم تنظيم quot;القاعدةquot; أسامة بن لادن، حيث تم تدريبه على القتال بأحد معسكرات القاعدة، قبل أن يشارك في تدريب عناصر أخرى بالتنظيم على حمل السلاح.
وتعتقد السلطات الأميركية أن المعتقل السعودي، قام خلال الفترة بين عامي 2001 و2002، بتحويل مبالغ مالية هائلة من تنظيم القاعدة إلى حسابات أخرى بعدد من المؤسسات المالية، بهدف توفير التمويل المطلوب لتنفيذ مخطط الهجوم على سفينة تجارية في الخليج.
وأضاف أن الدربي غادر دولة الإمارات العربية المتحدة، في ربيع العام 2002، على متن قاربه الخاص، متوجهاً إلى اليمن، إلا أنه اضطر إلى الذهاب إلى الصومال لأسباب تتعلق بجواز سفره، حيث كان يتصل بزملائه باستخدام هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية.
كما أن المتهم على صلة مصاهرة مع خالد المحضار، أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، والذي كان ضمن المجموعة التي اختطفت طائرة الرحلة 77 لشركة quot;أميركان إيرلاينزquot;، حسبما أكد البيان العسكري.