روما : قد تحمل الانتخابات التشريعية التي ستجري في ايطاليا يومي الاحد والاثنين المقبلين سيلفيو برلوسكوني مجددا الى السلطة لكن هجماته المتكررة على خصمه اليساري فالتر فلتروني قد لا تكون كافية لحصوله على الغالبية لممارسة السلطة دون قيود.ومساء الجمعة يختتم المسؤولان حملتهما الانتخابية بظهور تلفزيوني في برنامج سياسي قبل quot;الصمت الاعلاميquot; الالزامي للمرشحين حتى الساعة 00،13 ت غ من نهار الاثنين موعد اغلاق مكاتب الاقتراع.

وقال برلوسكوني زعيم حزب quot;شعب الحريةquot; خلال مهرجانه الاخير مساء الخميس في روما ان فلتروني quot;كذاب محترف نظم حملة تقوم على الاكاذيبquot; والحزب الديموقراطي الذي يقوده quot;ليس سوى وجه جديد للحزب الشيوعي الايطاليquot;.فرد فلتروني صباح الجمعة على قناة quot;رايquot; الاخبارية بقوله ان برلوسكوني لم يظهر بانه quot;رجل دولةquot;.

وسجلت الهجمات الكلامية العنيفة التي اطلقها برلوسكوني على خصمه الذي رفض الرد عليها بشكل منهجي، انتهاء حملة انتخابية وصفت بانها الاكثر مللا منذ سنوات والتي لم تتطرق الى مواضيع جوهرية اقتصادية واجتماعية.وان توقعت اخر استطلاعات للرأي التي نشرت قبل 15 يوما ان يحقق حزبه quot;شعب الحريةquot; تقدما بست او سبع نقاط على الحزب الديموقراطي، دعا برلوسكوني الى التصويت له بكثافة للحصول على غالبية في مجلس الشيوخ لممارسة السلطة بدون اي قيود.

وكتبت صحيفة quot;لا ستامباquot; الجمعة ان quot;الحملة الانتخابية تنتهي اليوم مع توقع تعادل نتائج المرشحين وهو امر نادرا ما يحصل في المعترك السياسيquot;.من جهتها قالت quot;لا ريبوبليكاquot; انه quot;اذا تبينت صحة توقعات استطلاعات الرأي الاثنين سيتمكن برلوسكوني من الاعتماد على غالبية متينة في مجلس النواب لكن الغموض ما زال يلف حجم الغالبية التي قد يحظى بها في مجلس الشيوخ لا بل من الممكن الا يحظى باي غالبية في مجلس الشيوخquot;.

وخاض برلوسكوني حملته بالنبرة الشعبوية التي يعتمدها منذ دخوله المعترك السياسي فركز بصورة خاصة على نقاط ضعف خصومه اليساريين منددا بانقساماتهم وبالوعود التي قطعوها بتحريك عجلة الاقتصاد بدون ان تتحقق. وفي ما يتعلق بمحاولة شركة اير فرانس-كاي ال ام لشراء اليطاليا، لم يتردد برلوسكوني المعروف بتأييده الليبرالية المطلقة في الاقتصاد، في تحريك المشاعر الوطنية مؤكدا انه سيعمد فور انتخابه الى تشكيل كونسورسيوم من المقاولين الايطاليين للحفاظ على الطابع الوطني للشركة.

وفي حال فوزه، سيتولى برلوسكوني للمرة الثالثة رئاسة الوزراء في بلد يواجه وضعا اقتصاديا صعبا اضافة الى تباطؤ في وتيرة النمو وازمة النفايات في نابولي وضرورة تصحيح وضع شركة اليطاليا. واشار برلوسكوني (71 عاما) مساء الخميس خلال تجمع انتخابي في روما الى quot;كافة الكوارث التي تواجهها ايطاليا ويجب تسويتهاquot;. لكن المفارقة بالنسبة الى الحملة الانتخابية في نيسان/ابريل 2006 هي انه لم يتردد في التطرق الى quot;القرارات الصعبة وغير الشعبيةquot; التي سيضطر الى اتخاذها في حال وصوله الى السلطة.

وقال مخرج الافلام السينمائية ناني موريتي الجمعة على موقع مجلة quot;مايكروميغاquot; الالكتروني quot;لا احب عبارة او مفهوم التصويت المفيد . لكن الحزب الديموقراطي قد يكون الفرصة الاخيرة لانقاذ ايطاليا نهائيا من تطرف برلوسكوني وبوسيquot; زعيم رابطة الشمال (شعبوي).