بوش: اتهم قادة الحزب الديمقراطي الرئيس الأميركي جورج بوش بترحيل القرارات الصعبة في العراق الى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية. وفي ردهم على قرار بوش تعليق عمليات السحب الاضافي للقوات الأميركية من العراق، قالت رئيسة مجلس النواب الاميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي quot;ان بوش فشل في الاجابة على اسئلة محورية، من بينها الاوضاع التي ستسمح للقوات الأميركية بالعودة للوطنquot;.

وقالت بيلوسي ان بوش قد quot;قادنا الى حرب فاشلة، وقادنا بعمق الى الاستدانة، وهذه الاستدانة تقودنا الى الكسادquot;. واضافت بيلوسي quot;نحن في حاجة الى بعض الاجابات من الرئيسquot;. يشارالى ان الولايات المتحدة على وشك ان تخفض اعداد قواتها في العراق بحوالي 20 الف جندي بحلول يوليو/ تموز المقبل، الا ن بوش قال ان عملية quot; الانسحابquot; ستعلق. واضاف بوش انه عند الوصول الى تلك المرحلة فان الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القوات الأميركية في العراق، سيمتلك quot;كل الوقت الذي يحتاجهquot; لتقدير الخطوة المقبلةquot;.

وقال بوش ان العراق شهد quot; تغييرا استراتيجيا رئيسياquot; في اعقاب زيادة عدد القوات الأميركية اواخر عام 2006. وقال ان الولايات المتحدة تمتلك المبادرة الان وتتطلع لالحاق quot; ضربة كاسحةquot; لتنظيم القاعدة في العراق. واضاف ان العنف الطائفي تراجع وان العراقيين يتحولون بشكل متزايد ضد تنظيم القاعدة.

وقال بوش انه ابتداء من الاول من اغسطس/ آب 2008 المقبل ستخفض مدة الخدمة للجنود في العراق وافغانستان الى 12 شهرا بدلا من المدة الحالية التي تبلغ 15 شهرا. ويقول مراسل بي بي سي ادم بروكس في بغداد ان بوش يصور الانسحاب الجزئي باعتباره علامة نجاح على زيادة اعداد القوات ويحاول جني اكبر مكسب ممكن من هذا الانسحاب.

وقد تماشى خطاب بوش بخصوص مستوى القوات الأميركية في العراق مع توصيات قائده في العراق الجنرال ديفيد بتريوس الذي قدم شهادته امام الكونجرس حول الاوضاع في العراق خلال اليومين الماضيين. وطالب بتريوس في شهادته بتعليق سحب مزيد من القوات من العراق الى بعد القيام بتقييم امني للاوضاع الميدانية.

تحذيرات لايران

وحذر بوش ايران وقال ان امامها خياران وهما اما العيش مع جيرانها بسلام، او ان تكون في وضع تعريض المنطقة للخطر، مشيرا الى ان الولايات المتحدة سوف تتحرك لحماية مصالحها. وقال بوش ان العراق هو المكان الذي يأتي منه خطران محدقان بالولايات المتحدة: الاول هو القاعدة والثاني هو ايران، معتبرا ان النجاح في العراق يعني حماية الولايات المتحدة اما الخسارة فتعني تعريض الامن القومي للخطر ومواجهة quot;هجمات ارهابية جديدة على الاراضي الأميركيةquot;

من جهته توقع وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس، الخميس، ان يستمر تخفيض اعداد القوات الأميركية في العراق اذا تحسنت الاوضاع الامنية، في الوقت الذي حذر فيه من التحدي المتصاعد في افغانستان. وقال جيتس انه لا يعتقد بامكانية تخفيض اعداد القوات الأميركية الى مستوى الـ100 الف جندي بحلول نهاية العام الجاري، كما اعرب عن امله ذات مرة.

ويبدو ان هذه التصريحات تضع جيتس في خلاف مع قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس الذي دعا الى تعليق غير محدد لتخفيض القوات الأميركية في اعقاب التخفيض المقرر حاليا. وذكر جيتس في شهادته امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ انه سيكون هناك quot; توقف وجيز للدعم والتقييمquot;.

واضاف quot; لا اتوقع ان تكون فترة المراجعة هذه طويلة، واؤكد ان الامل، اعتمادا على الوضع على الارض، هو تخفيض وجودنا الى مدى ابعد الخريف الحاليquot;. واضاف جيتس quot; اذا استمرت الاوضاع في التحسن في العراق كما شاهدنا ذلك خلال الـ14 أو الـ15 شهرا الاخيرة اذن نعتقد ان الظروف ستكون ملائمة له ( بتريوس) كي يكون قادرا على التوصية بانسحابات مستمرةquot;.

يشار الى ان تخفيض خمسة الوية من القوات الاضافية التي دعمت القوات الأميركية بالعراق سيؤدي الى تخفيض عدد القوات الأميركية الى نحو 140 الفا- وهوعدد يظل اكبر من عدد القوات قبل الزيادة الاخيرة في عدد القوات.