نبيل شرف الدين من القاهرة,وكالات: أجرى الرئيس المصري حسني مبارك اليوم الاحد محادثات مع نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، وعقب اللقاء قال مصدر رئاسي مصري إن اللقاء شهد استعراض آخر التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة للوفاق بين القوى السياسية واللبنانية للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي هناك .
وأكدت دبلوماسي مصري أن مساعي بلاده بشأن المسألة اللبنانية تستهدف إنهاء الأزمة السياسية، غير أنه نفى وجود أي مبادرة مصرية في هذا السياق، لكن quot;مجرد جهود تبذلها مصر في هذا الاتجاه بالتعاون مع أطراف عربية على أساس من الثقة والاحترامquot;، لافتاً إلى أن هذه الجهود مستمرة على أساس التوافق اللبناني واستعادة الثقة بين كافة الفرقاء، وقال: quot;هناك عناوين رئيسية لهذه الجهود هي تنفيذ الشرعية الدولية والحفاظ على المصالح الوطنية ومنع قيام بؤر توتر جديدة في المنطقة، ودعم العلاقات بين الشعبين السوري واللبنانيquot; حسب تعبيره .
ويرى مراقبون في القاهرة أن الدور المصري يستهدف البحث عن صيغة وسط لائقة تحفظ ماء وجه النظام السوري، بحيث لا يبدو الأمر كأنه مثول أمام لجنة التحقيق الدولية الخاصة بقضية اغتيال الحريري، وتركز الاتصالات المصرية مع الأطراف الدولية والعربية على تأكيد مغبة استجواب رئيس عربي ومدى ما يلحقه ذلك من استياء، كما ستكون سابقة خطيرة ربما تؤدي لأعمال عنف، وفق رؤية الدبلوماسية المصرية في هذا المضمار .
وزار وزير الخارجية المصري السعودية أمس السبت في رحلة خاطفة استقبله خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث سلمه رسالة خطية من الرئيس المصري حسني مبارك اكتفت مصادر دبلوماسية مصرية بالقول إنها تتشمن تطورات الأوضاع في المنطقة غير أنها ركزت على المسألة اللبنانية بمختلف جوانبها في سياق استمرار الجهود المصرية - السعودية الرامية إلى دفع مختلف الأطراف على الساحة اللبنانية إلى توافق ينهي أزمة الاستحقاق الرئاسي ويصل بهذه الأطراف إلى سرعة حسم الأمر باختيار رئيس للبلاد .
يذكر أن كلاً من مصر والسعودية تؤيدان موقف الأغلبية النيابية في لبنان، الداعي إلى إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي، وانتخاب المرشح التوافقي للرئاسة العماد ميشال سليمان بأسرع وقت ممكن، بينما تطالب المعارضة بالاتفاق على ماتصفه بسلة حلول كاملة، تشمل التشكيلة الحكومة الجديدة، وتقضي المبادرة العربية بانتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية، والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وصياغة قانون جديد للانتخابات .
بري يدعو الى حوار لبناني لبناني حتى تخرج المبادرة العربية من النفق المسدود



بدوره دعا رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى اليوم الى حوار لبناني - لبناني quot; حتى تخرج المبادرة العربية بشأن أزمة لبنان من النفق المسدود الذى وصلت اليه quot;مؤكدا ضرورة أن يكون هناك quot; توافق لبناني داخلي quot; يعتمد على المبادرة العربية التى تحظى بالاجماع العربي .
واكد قناعته فى تصريح للصحافيين عقب اجتماعه الى الرئيس حسني مبارك ان مصر والسعودية وسوريا تستطيع مساعدة لبنان مضيفا quot; ولكنهم ليسوا بدلاء عن اللبنانيينquot; ومعتبرا quot;أن الحل لا يملكه وحده كرئيس لمجلس النواب ولكنه بيد المجموعة اللبنانيةquot;.
وقال quot;انه يدعو لجلسات مجلس النواب اللبنانى التى وصل عددها حتى الان الى 17 دعوة لانتخاب رئيس الجمهورية الا أنه لا يملك اجبار النواب على المشاركة فى الجلساتquot; بيد انه اضاف quot;ان الكل فى لبنان عائلة واحدة وان هناك مطالب للمعارضة وأيضا للموالاة لا يمكن أن تحل الا من خلال الحوارquot;.
ونوه بانه طرح عقد جلسة لمجلس النواب يوم 22 ابريل الحالى وانه بهذا الصدد يدعو لبدء حوار بين الاطراف فى 18و19 ابريل الحالى quot;حتى يتم التوافق قبل موعد الجلسةquot; مضيفا quot; واذا لم يحدث هذا التوافق فانه يدعو لاستمرار هذا الحوار حتى بعد موعد انعقاد جلسة مجلس النواب المقرر عقدها فى 22 ابريلquot;.
وحول موقفه من حكومة رئيس الوزراء فؤاد السينورة قال برىquot; ان القادة العرب يعترفون بهذه الحكومة التى يجب التعامل معها حتى لا يكون هناك فراغ فى لبنان وأننى أتعامل معها لانها حكومة موجودة حتى الان كأمر واقعquot;.
وعن امكانيات تأجيل الحوار حتى يعقب انتخاب الرئيس اللبنانى قال برىquot; اذا تم التوصل لانتخاب رئيس الجمهورية فاننا لا نحتاج للحوارquot; مضيفاquot; أنه عندما يدعو للحوار فهو حكم بالرغم أنه من المعارضة وأنه عندما يجلس على مائدة الحوار يكون محاوراquot;.
كما اكد برى فى رده على سؤال quot; انه لم يحمل رسالة من الرئيس السورى بشار الاسد للرئيس مباركquot; منوها بانه وضع الرئيس مبارك فى اجواء اللقاءات التى عقدها فى دمشق أخيراquot; خاصة ان سوريا أكدت له فى هذه اللقاءات التزامها بنتائج الحوار اللبنانى اللبنانىquot;.
وراى ان الازمة اللبنانية لها اعتبارات كثيرة منها العلاقات السورية والسعودية واعتبار الصراع الفلسطينى الاسرائيلى بالاضافة الى المعطيات الاقليمية مثل ما تفعله وتقوم به اسرائيل على سبيل المثال مناوراتها الأخيرة التى تعتبر أحد أهدافها الانتقام من الانتصار اللبنانى الأخير عليها وكذلك الاعتبار الامريكى الذى يهمه فى المقام الاول quot;ميزان الحرارة فى بغدادquot;.
وفيما يتعلق بدعوة رئيس الوزراء اللبنانى الى اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الازمة اللبنانية اعتبر برىquot; انه لا مجال الان لنجاح هذه الدعوة وهذا الاجتماع خاصة أنه يأتى بعد قمة عربية لم تشارك فيها لبنانquot;.واضاف quot;وفى رأيى أن هذا الموضوع بحاجة الى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وليس اعادة النظرquot; معتبرا quot;أن لبنان بعيدة عن شبح الحرب الاهلية لانه يوجد اتفاق بين كافة القيادات اللبنانية على عدم ايقاظ الفتنة مرة أخرىquot;.
وقالquot; ان لقاءه الرئيس مبارك ركز بشكل اساسى على الوضع فى لبنان وتطرق الى مجمل الهم العربى الكبير والذى يؤثر بدوره على الوضع اللبنانى مثل الشأن الفلسطينى وما يحدث فى قطاع غزة وكذلك الخلاف الفلسطينى الفلسطينى وكذلك مناقشة الوضع فى العراقquot;.
وأثنى فى هذا الاطار على الجهود التى تبذلها القيادة المصرية برئاسة الرئيس مبارك تجاه حل الأزمة فى لبنان واصفا اللقاءه بأنه كانquot; حميميا وصريحا وطويلاquot; لمس خلاله كل التشجيع من لاستمرار العمل من أجل التوصل الى حل للوضع اللبنانى.
وقال quot;ان جولته الحالية للدول الفاعلة وعلى رأسها مصر تأتى نظرا لتأزم الوضع فى لبنان الذى يعد استقراره ضرورة ليس للبنانيين فقط بل لكل عربى وكل مسلم وكل مسيحىquot;.