طلال سلامة من روما: لم يعلن سيلفيو برلسكوني بعد عن قائمة الوزراء الجدد، ومن المؤكد أن ائتلاف الوسط اليميني الذي يقوده برلسكوني، سوية مع quot;جان فرانكو فينيquot; من حزب الاتحاد الوطني quot;أليانتسا ناتسيوناليquot; وquot;أومبرتو بوسيquot; من رابطة الشمال، سيواجه مطبات وأوقات صعبة مما سيستدعي حركة تحديث قوية للقيام بإصلاحات ضرورية قد تحمل معها محتويات غير معهودة في تاريخ ايطاليا. لذلك، يبدو أن سيلفيو برلسكوني ينوي إحداث تغيير جذري في شخصيته السياسية ووعوده أمام الإيطاليين بعيداً كل البعد عن خطه السابق، المتهور قليلاً.

ويلاحظ الخبراء السياسيين الحذر الذي يبديه برلسكوني في اختيار الوزراء الجدد، الذي سيتم تعيين أربعة منهم من صفوف رابطة الشمال quot;ليغا نوردquot; المتشددة حيال المهاجرين غير الشرعيين. في النهاية، تعود الموافقة على تعيين الوزراء الجدد الى الرئيس الإيطالي quot;جورجيو نابوليتانوquot; بناء على توصيات سيرفعها إليه برلسكوني لدى تسلمه زمام السلطة هنا. علماً أنه سيعتمد على شخصيات مرموقة تنتمي الى حزب الاتحاد الوطني اليميني. وما زال أمر الهيمنة على الquot;فيميناليquot;، أي وزارة الداخلية الإيطالية، معلقاً بين quot;روبرتو مارونيquot;، المنتمي الى حزب quot;رابطة الشمالquot; الذي سبق له أن شغل منصب وزير الداخلية في السابق، وquot;كلاوديو سكايولاquot; المنتمي الى حزب برلسكوني. في سياق متصل، يشير برلسكوني الى أن وجود quot;رابطة الشمالquot; في ائتلافه لن يسبب له ولحلفائه أي مشاكل. إذ تم الاتفاق مسبقاً على البرنامج السياسي ولن يكون هنالك أي شائكة في تكوين الفريق الحاكم الجديد.

هذا ويعترف برلسكوني بوجود كفاءات تقنية استثنائية في ائتلاف الوسط اليساري، ولا يستبعد تعيين بعض الشخصيات اليسارية، في مراكز تنفيذية ووزارية، في الحكومة الجديدة على غرار quot;نموذج ساركوزيquot; الفرنسي. في الوقت الحاضر، ثمة أربع أولويات فورية تواجه برلسكوني، هي تفادي إفلاس شركة quot;أليتالياquot; للطيران الوطنية، وبناء جسر يربط جزيرة صقليا بباقي ايطاليا، ومسألة الحضور العسكري الإيطالي في لبنان حيث تعتزم الحكومة الجديدة إعادة دراسة مهمات عساكرها في الجنوب اللبناني وصلاحيات المصرف الأوروبي المركزي حيث يعتقد برلسكوني أنه ينبغي توسيع وظائف هذا المصرف خارج مهام مراقبة مسار التضخم المالي الأوروبي.