الياس توما من براغ،موسكو، وكالات: نفى المسؤولون التشيك اليوم المعلومات التي ذكرتها صحيفة كازيتا فيبورتشا البولندية عن بدء الاميركيين مفاوضات مع التشيك بشأن وضع قاعدة صاروخية مضادة إضافة إلى الرادار في الأراضي التشيكية بعد أن تعرقلت المفاوضات البولونية الاميركية الخاصة بوضع 10 صواريخ اميركيــة مضادة في بولندا .

ووصف وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ معلومات الصحيفة البولندية بأنها عبارة عن كلام وإشاعات مؤكدا أن الاميركيين لم يطلبوا من تشيكيا هذا الأمر.
وبالتوازي مع هذا الموقف قال نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوروبية ألكسندر فوندرا بان الحكومة التشيكية لا تجري أي مفاوضات بشان وضع صواريخ في الأراضي التشيكية وان من تفاوض عن ذلك حسب قوله كانت حكومة الحزب الاجتماعي السابقة برئاسة ييرجي باروبيك وحكومة فلاديمير شبيدلا الاجتماعية الديمقراطية التي حكمت قبل باروبيك .

وأكد أن حكومته تتفاوض مع الاميركيين فقط بشأن وضع رادار الأمر الذي يعتبر أكثر قبولا من الرأي العام التشيكي من وضع الصواريخ .

من جهاتها أكدت وزيرة الدفاع فلاستا باركانوفا أن لا احد من الحكومة التشيكية يتفاوض مع الاميركيين بشان وضع صواريخ فيما قال الناطق الصحفي باسم الوزارة اندرية تشيرتيك بان لا احد من مسؤولي الوزارة يتفاوض عن هذا الأمر على أي مستوى .

وعلى خلاف هذا النفي التشيكي تؤكد الصحيفة البولندية بان الاميركيين جسوا نبض التشيك في مسالة وضع الصواريخ وان جواب براغ لم يكن رافضا غير أن المسؤولين التشيك أعطوا للأميركيين انطباعا بأنه بالنظر لقوة المعارضة التشيكية فإنهم يفضلون البقاء عند موضوع وضع الرادار فقط .

وتؤكد الصحيفة البولندية نقلا عن مصادر دبلوماسية بان العرض الذي قدمه مفاوضون اميركيون إلى وارسو بداية نيسان ابريل الحالي بشأن تحديث سلاح الدفاع الجوي البولندي كان مثيرا لكنه لم يكن كافيا للبولنديين لأنهم طلبوا مساعدات عسكرية اميركية طويلة الأمد والحصول بسعر رخيص على أنظمة باتريوت مقابل السماح بوضع الصواريخ الاميركية المضادة في إطار مشروع الدرع الصاروخي في وسط أوروبا .

من جهته قال رئيس اللجنة الخارجية لمجلس النواب التشيكي يان هاماتشيك اليوم لصحيفة برافو بعد عودته من زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة بأنه تكون لديه انطباع بان الأميركيين يعتبرون المطالب البولندية بأنها غير واقعية وذلك لسببين الأول يتعلق بالقوانين الاميركية والثاني بعاداتهم لان مثل هذه المساعدات العسكرية الكبيرة تتطلب على الأرجح موافقة الكونغرس الأمر الذي سيكون إشكاليا.

ولم يستبعد هاماتشيك أن يكون الأميركيون يبحثون عن خيار أخر أو أن يكون توجههم لوضع الصواريخ في مكان آخر محاولة للضغط على المفاوضين البولنديين وأكد أن الانطباع الذي كونه من خلال محادثاته مع الاميركين أن البولنديين لن يحصلوا على ما يطلبون وان الأميركيين يعتبرون إمكانية عدم لتوصل إلى اتفاق مع البولنديين بأنه أمر واقعي .

لافروف لا يستبعد إمكانية أن يخف قلق روسيا من المخططات الأميركية بشأن الدرع الصاروخي

من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لا تستبعد إمكانية أن يخف قلق روسيا من مخططات الولايات المتحدة لنشر عناصر من منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في تشيكيا وبولندا.

وأشار لافروف إلى أن الأميركان اعترفوا في قمة الناتو في بوخارست وفي لقاء الرئيسين الروسي والأميركي في سوتشي، بحق روسيا في إبداء القلق من نشر الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا.

فقال لافروف في تصريح لصحيفة quot;كومسمولسكايا برافداquot; نشر اليوم: quot;إننا نرى أنه لا يمكن إزالة هذا القلق بصورة تامة بسهولة ـ عدم نشر الدرع الصاروخي في أوروبا. وطالما لا يقدم شركاؤنا على هذا، فمن المهم بالنسبة لنا أن تقتنع روسيا بأن المنظومة التي يجري نشرها لا تستهدفهاquot;.

كما قال وزير الخارجية الروسي: quot;باستيعابهم هذا، عرض الأميركان علينا إجراءات الشفافية والثقة، كما توجد لدينا مقترحا بالمقابل وكذلك أسئلة بشأن عدد من الأفكار الأميركية. وإذا اتفقا فإن قلقنا قد يخف. وأنا أقول quot;قدquot;، لأني لا أعرف النتيجة التي سيتسنى لنا التوصل إليها، والحوار مستمرquot;.