القاهرة: قال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط اليوم ان مصر لن تعين سفيرا لها في العاصمة العراقية بغداد قبل تحسن الاوضاع الامنية هناك.ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن أبو الغيط قوله خلال وجوده في واشنطن إن مصر سترسل وفدا امنيا الى بغداد قريبا ليدرس امكانية عودة السفير المصري.

الا انه أكد بأن الحديث عن فتح سفارة مصرية أو إيفاد سفير يأتي تاليا لنتائج زيارة الوفد الامني المصري، مؤكدا quot;أن مصر التي فقدت سفيرا على الأرض العراقية لن تعود بدون توفير كافة الضمانات الأمنية لأبنائها حينما تقرر عودتهمquot;.

وسبق لأبو الغيط ان اعلن في يناير/كانون الثاني الماضي ان مصر سوف ترسل وفدا أمنيا للكشف عن وضع المباني التابعة للبعثة المصرية في العراق بما في ذلك مقر السفارة ومقر اقامة السفير.

وكان تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين تبنى في يوليو/تموز عام 2005 خطف وقتل السفير المصري في العراق ايهاب الشريف،الامر الذي دعا القاهرة إلى سحب عدد من دبلوماسيها من بغداد.

وقال أبو الغيط انه لن يشارك في اجتماع دول الجوار العراقي الموسع المزمع عقده يوم 22 ابريل/نيسان الجاري في الكويت لارتباطاته مع الرئيس المصري حسني مبارك الذي يبدأ يوم الاحد المقبل زيارة إلى كل من فرنسا والمانيا.وقال أبو الغيط إن مساعد وزير الخارجية محمد بدر الدين والمتحدث باسم الخارجية حسام زكي سينوبان عنه في الاجتماع.

من جهة اخرى، أعرب أبو الغيط عن اعتقاده بإمكانية توصل الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى تقدم في مفاوضات السلام quot;إلا أنهما لا يرغبان في الكشف عنهquot;.وقال ان quot;ثمة شيء يتم في مفاوضات السلام الفلسطينية-الاسرائيليةquot;، موضحا أن quot;الأطراف ربما تكون قد نجحت في الحفاظ على سرية التقدم الذي ربما يجري إحرازهquot;.

وأضاف الوزير المصري الذي بدأ زيارة للولايات المتحدة الاربعاء الماضي quot;أن الأسابيع القليلة المقبلة كفيلة بالكشف عن حقيقة ذلك، ولدينا إفادات من الأطراف الثلاثة-الفلسطينية والإسرائيلية والأميركية-بأن هناك أفكارا محددة يجري البحث فيها بقدر من التفصيلquot;.

الا ان أبو الغيط أكد بانه أبلغ المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم بان التوصل الى quot;اعلان مبادىءquot; في عام 2008 لن يكون كافيا بل المطلوب هو اتفاق تفصيلي.

وقال أبو الغيط انه أبلغ وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس quot;بأن مصر ترغب في أن ترى نتائج فعلية وسريعة للمفاوضات الجاريةquot;، مشددا على quot;أن صدور مجرد إعلان مبادىء لايحقق هدف التوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية بنهاية عام 2008quot;.

وقال ان المطلوب هو quot;التوصل إلى اتفاق تفصيلي يتم تنفيذه سواء في إطار زمني أو بالتدريجquot;.

واشار أبو الغيط إلى ان مصر حققت تقدما في جهودها للوساطة بين اسرائيل وحركة حماس حول فتح المعابر ووقف اطلاق النار واطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين واخلاء سبيل الجندي الاسرائيلي المختطف لدى حماس جلعاد شاليط.

إلا أن أبو الغيط أعرب عن أمله في أن quot;تتجاوب الأطراف بموضوعية ومصداقية مع الطروحات التي تقدمها مصر وألا تناور حماس أو إسرائيلquot; حول هذا الطرح الذي رأى أنه quot;بمثابة مدخل للتهدئة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وفتح المعابر حسب اتفاق أكتوبر 2005quot;.

وأضاف أن quot;محاولة البعض كسب أو إضاعة الوقت أو الاستماع إلى ناصحين من خارج المنطقة من شأنه أن يضر بالجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي ولايحقق التهدئة التي تستهدف إتاحة فرصة للجانبين للتفاوض بعيدا عن الصدام المسلحquot;.

وكانت سلسلة من المحادثات بين وفدي حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي مع مسؤولي المخابرات المصرية خلال الاسابيع الستة الماضية قد فشلت في حل مشكلة معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة والتوصل لاتفاق تهدئة مع اسرائيل.

وتصر مصر والسلطة الفلسطينية على العودة إلى اتفاقية عام 2005 التي يقوم بموجبها الحرس الرئاسي الفلسطيني التابع للرئيس محمود عباس بالاشراف على المعبر وسط إشراف اوروبي.

الا ان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيو/حزيران الماضي تطالب بان يكون لها دور في تنظيم حركة المرور عبر المعبر.