تقرير بريطاني يتوقع ثورة شعبية جنوبا وتمزقا جغرافيا :
اليمن في صراع شرس مع مستقبل quot;غامض quot; وواقع دموي


إيلاف من صنعاء ndash;وكالات :لا يلوح في الافق اليمني اي حلول قريبة ..التظاهرات الشعبية استكانت بفعل دبلوماسية الدبابات والاعتقالات ، اما صعدة فما تزال الوكر الذي كانت عليه ليضاف اليها امس سقوط النائب صالح هندي ونجله برصاص مجهولين . وان كان الواقع اليمني يبدو مرتبكا فان المستقبل لا يبدو اقل ارتباكا ، إذ إنه وفق تقرير بريطاني فان لجوء صنعاء إلى استخدام القوة العسكرية سيؤدي الى تمرد واسع وكبير يصل الى الثورة التي ستمزق البلاد . ويقول التقرير البريطاني ان استخدام صنعاء للقوة العسكرية سيعمل بشكل رئيس على استثارة الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية لشن تمرد واسع وكبير، والقيام بثورة مفتوحة في البلاد برمتها، ولن يستفيد من هذا سوى جيل جديد من تنظيم القاعدة في اليمنquot;.

والتقرير الصادر عن وحدة الاستخبارات البريطانية الاقتصادية من لجوء الحكومة اليمنية إلى استخدام السلاح في وجه المتظاهرين الساخطين من أبناء المحافظات الجنوبية quot;إن لجوء صنعاء إلى استخدام القوة العسكرية سيعمل بشكل رئيس على استثارة الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية لشن تمرد واسع وكبير، والقيام بثورة مفتوحة في البلاد برمتها، ولن يستفيد من هذا سوى جيل جديد من تنظيم القاعدة في اليمنquot;.

وكشفت أن السخط الشعبي في المحافظات الجنوبية يتصاعد بوتيرة عالية، ما يشكل خطرا عظيما يهدد استقرار النظام السياسي الحاكم في اليمن. وقالت إن أحد أسباب تجاهل الحكومة اليمنية لضم وتجنيد شباب وعسكريين من المحافظات الجنوبية في الجيش؛ يرجع إلى حقيقة مفادها أن عدم امتلاك الجنوبيين للسلاح يحجّم قدرتهم على شن أي نوع من أنواع الهجوم العسكري المسلح ضد النظام السياسي الحاكم في الشمال، ولكن هذا لا يعني أن المعارضة الجنوبية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء ndash; حسب وحدة الاستخبارات - تتخذ طريقها بسرعة ومرونة للتعمق في كامل الامتداد الجغرافي للمحافظات الجنوبية في اليمن.

وتواجه الحكومة اليمنية ضغوطا متزايدة جراء الشغب والانفلات الأمني المتصاعد في طول البلاد وعرضها والذي يشتت سيطرة الحكومة ويستنفد مواردها. حيث لم تشهد اليمن منذ حرب صيف 1994 صراعا مثل ما هو جار حاليا في صعدة شمال اليمن، أو السخط الشعبي العارم الذي يجتاح العديد من المحافظات الجنوبية، علاوة على تزايد هجمات تنظيم القاعدة في شتى أنحاء البلاد. وهذه الأزمات -وفقاً للتقرير- لم تسببها فقط جماعات أيديولوجية وعنصرية أقلية، بل هي صراعات تتوسع تدريجيا على امتداد جغرافي شامل لكل الأراضي اليمنية، موجهة تحديها ضد نظام الرئيس صالح الذي يواجه فعليا صعوبة في احتوائها بشكل متزامن.


وتقول وحدة الاستخبارات الاقتصادية إن هذه الجماعات المناهضة لنظام الحكم في شمال اليمن رغم اختلافها أيديولوجياً إلا أنها تكسب تأييدا شعبيا وتأييد بعضها البعض ضمن هدف موحد. وهو ما جعل الولايات المتحدة تأمر سفارتها في صنعاء بإجلاء رعاياها وموظفي سفارتها غير الأساسيين وترحيلهم إلى الولايات المتحدة الأميركية خاصة بعد موجة الهجمات العنيفة للقاعدة مؤخرا في العاصمة صنعاء.

استهداف للشرطة في 16 نيسان 2008

وهذا الأمر ndash; بحسب وحدة الاستخبارات البريطانية - يعكس قلق الحكومة الأميركية المتزايد حول التدهور الأمني في اليمن الذي على الأرجح قد يؤثرفي أمن واستقرار دول الخليج العربي المجاورة.

وتشير وحدة الاستخبارات إلى أن ما يزيد حدة التوتر والعنف في البلاد، هو أن مقاتلي الجيل الجديد من تنظيم القاعدة قد كثفوا نشاطاتهم بشكل امتد إلى العديد من المناطق والمحافظات، مشتملة على وسط وشمال وشرق وجنوب اليمن.

حيث نفذ تنظيم القاعدة في منتصف مارس الماضي هجوما بقذائف الهاون على مبنى سفارة الولايات المتحدة الأميركية في صنعاء ما أسفر عن جرح 13 تلميذة نتيجة لسقوط القذائف بشكل خطأ على مدرسة للبنات مجاورة لمبنى السفارة. وفي أواخر مارس أيضا تبنت القاعدة في بيان لها على أحد المواقع التابعة للإسلاميين المتشددين عملية تفجير أنبوب نفط وهجوم بالقنابل على حقل نفطي تابع لشركة صينية في محافظة حضرموت. وفي مطلع أبريل الجاري، قصفت القاعدة بقذائف هاون مجمعاً سكنياً في العاصمة صنعاء يقطنه غربيون ومهندسو نفط أجانب مع عائلاتهم.

وتنقل وحدة الاستخبارات الاقتصادية البريطانية عن خبراء غربيين في مكافحة الإرهاب قولهم: إن جيل القاعدة الجديد في اليمن قد كثف تواجده ونشاطاته بأسلوب أشد خطورة من ذي قبل بعد أن انشق وانفصل كليا عن محاربي القاعدة القدامى في اليمن الذين نبذوا العنف وتصالحوا مع النظام الحاكم وانخرطوا في المجتمع.

ويحتفظ الجيل الأول للقاعدة -طبقاً للتقرير- باتصال وثيق مع السلطات الحكومية خاصة بعد أن ألزمتهم الحكومة اليمنية بمعاهدات تقضي بعدم قيامهم بأي عمليات ونشاطات داخل الأراضي اليمنية، مع إمكانية خوض الجهاد في الدول الأجنبية بعيدا من اليمن ومن المصالح الغربية والأجنبية داخل الأراضي اليمنية.

ويتزعم جيل القاعدة الجديد quot;ناصر الوحيشيquot; الذي ليس له أي اتصال أو ارتباط مع أي جهة في الحكومة اليمنية، وقد فك جميع ارتباطاته والتزاماته مع الجيل الأول للقاعدة بسبب ارتباطاتهم بالسلطات الحكومية والأمنية، وأنشأ جماعته الجديدة الذين معظمهم شباب صغار السن ولا تعرفهم الدوائر الأمنية، ويرتبط أيديولوجيا بفكر تنظيم القاعدة العالمي، وترتكز عملياته على تنفيذ هجمات ضد مصالح محلية يمنية وغربية من داخل الأراضي اليمنية. وتطلق هذه الجماعة على نفسها اسم quot;تنظيم قاعدة الجهاد في جنوب الجزيرة العربيةquot;.

إجراءات أمنية مكثفة

ويتبنى التنظيم الجديد للقاعدة في اليمن شن هجمات ضد كل المؤسسات والمصالح المحلية اليمنية والأجنبية التي تدعم أو تتعاون مع الدول الغربية والأجنبية ويهدف إلى طرد جميع التواجد الأجنبي والغربي من على الأراضي اليمنية.

وبحسب وحدة الاستخبارات الاقتصادية، فقد كانت الحكومة اليمنية في وقت سابق تسيطر على المقاتلين الإسلاميين وتملك القدرة على التعامل معهم عن طريق عدة وسائل منها الحوار والتفاهم والوصول إلى حلول وسطية معهم، أما الآن فقد فقدت الحكومة تماما سيطرتها على زمام الإرهاب لتتحول إلى مواجهة عدو شرس لا يقر بالهزيمة، ولا يرضخ لحوار أو تهديد، ولا يعترف بشرعية نظام مسلم حاكم أو دستور أو قانون.

وبالنسبة إلى تجدد التمرد الشيعي الزيدي مؤخرا في شمال اليمن، تقول وحدة الاستخبارات الاقتصادية إن مضاعفة الجهود لم تسفر سوى عن إيجاد اتفاقية هشة لوقف إطلاق النار بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية والتي فشلت في إخماد حرب دامت رحاها على مدى أربع سنوات متتالية. وتقول وحدة الاستخبارات البريطانية: إن تجدد الاشتباكات بين الجانبين يشير إلى سقوط كامل لما تم الاتفاق عليه بين الجانبين وهو أمر ينبئ بتوسع دائرة القتال مستقبلا بين الحوثيين والحكومة اليمنية التي يبدو أيضا انها أوشكت على فقدان سيطرتها العسكرية أمام التمرد الشيعي في شمال اليمن.

وفي الجنوب، فقد أجبر تصاعد وتيرة السخط الجنوبي وأعمال الشغب والعنف من عدن إلى منطقة ردفان على قيام الحكومة بإرسال تعزيزات عسكرية مدعمة بسلاح الدبابات إلى تلك المناطق في سبيل المحاولة على الحفاظ على الأمن والاستقرار. وقد أدى الحرمان الاقتصادي والفقر المدقع وتفاقم البطالة وارتفاع الأسعار بالجنوبيين، وعدم المساواة إلى شن ثورات بدائية احتجاجية ضد نظام الحكم في صنعاء الذي يتهمونه علانية بأنه يمارس سياسة التمييز ضدهم.

حميد الأحمر: ما يحدث في الجنوب وغيرها لن يحل بالدبابات

من جهته قال الشيخ حميد الأحمر إن ما يجري في الجنوب وغيرها في بعض المحافظات الشمالية لن يكون حلها بالمواجهات العسكرية وإخراج الدبابات إلى الشوارع، والاعتقالات خارج القانون.. ولكن الحل الحقيقي والعملي سيكون من خلال الاعتراف بوجود مشاكل حقيقية يجب حلها بشجاعة، وذلك يتطلب أولا صدقاً مع الله ومع النفس والوطن.

المعارضة تقاطع الانتخابات

وأضاف quot;: لكن هذا لا يعني أبداً رضانا عن بعض المطالب الشاذة التي ترفع شعارات انفصالية ضد وحدة الوطن، أو مع التخريب والتكسير.. فنحن مع استقرار الوطن والحفاظ على وحدته. واستدرك قائلاً: ما أريد أن أؤكده هنا هو أننا مع كل مطالب عادلة لأي فرد من أفراد الشعب، بطريقة سلمية، وضد أي ممارسات خاطئة سواء أتت من السلطة أو من المواطنين أنفسهم. وحول الاعتقالات التي تمت في محافظات عدة نتيجة لتلك الأحداث، أكد أن السلطة ليست بحاجة لمثل تلك التصرفات وليس من مصلحتها ذلك، وأنه بمقدورها تجنب ذلك كله من خلال اختيارها حلولا أخرى سلمية كما تعمل الكثير من الدول الديمقراطية في مثل هذه الأزمات والتظاهرات.واعتبر الشيخ حميد الأحمر أن ما تقوم به السلطة حاليا من اعتقالات - لا تتفق مع روح القانون - إلى جانب عدم إدراكها أو تجاهلها لما يمكن أن يقع من نتائج، وهي في الحقيقة بتلك التصرفات تزيد من منسوب الاحتقانات.

أما ما يمكن اعتباره حلا من قبل السلطة بالتعجيل في انتخاب المحافظين من الهيئات المحلية للمجالس نفسها، فيرى أن مثل هذا الإجراء ndash; كما تحدث الكثير قبله- ما يزال منقوصا وغير مكتمل. وقال: كان الأولى التأني وإعداد مشروع قانون بديل للحكم المحلي يتم فيه معالجة كافة المشاكل القائمة، ويترك فيه انتخاب المحافظين للمواطنين مباشرة. ويعتقد أن هذا الاستعجال المفاجئ من قبل السلطة، قد يكون وراءه أهداف مخفية ربما تسعى من خلالها إلى تمرير الانتخابات بالطريقة التي تريدها. ودعا السلطة للنظر بصدق ومسؤولية وطنية إلى المشاكل من كافة النواحي والزوايا، حتى تستطيع أن تقدم حلولا مناسبة كلية لا جزئية. وذلك إن كانت حقاً تسعى إلى تجنيب البلاد المزيد من الكوارث

بدء التحقيقات باغتيال النائب هندي

استياء شعبي يهدد بالانفجار الاكبر

وشيع الالاف امس في محافظة صعدة جثمان النائب صالح هندي عضو مجلس النواب ونجله ومرافقيه الذين تم اغتيالهم صباح امس برصاص مجهولين في منطقة الخيام .وقد باشرت أجهزة الأمن عقب حادث الاغتيال تحقيقاتها وتحرياتها ونعى مجلس النواب وهيئة رئاسته وأمانته العامة البرلماني دغسان ، ووصف الحادث بأنه quot; كمين غادر وجبان من قبل عناصر خارجة عن النظام والقانون في منطقة المهاذر في مديرية سحار في محافظة صعدةquot;.
وقال في بلاغ صحافي quot; إن المرحوم المغفور له بإذن الله قد انتخب عضوا في مجلس النواب لثلاث دورات انتخابية، وكان مثالا للإخلاص والوفاء وحب الوطن والدفاع عنه quot;.

وطالب أجهزة الأمن quot;بسرعة تعقب العناصر الخارجة عن النظام والقانون المتورطة بالوقوف وراء هذا العمل الإجرامي لضبطها وتقديمها للعدالة لتنال جزاءها الرادعquot;.وكانت قيادة محافظة صعده قد نعت الشيخ صالح بن صالح هندي دغسان ونوه البيان quot;بالعطاءات الوطنية الخيرة للفقيد الراحل ومواقفه المشرفة في الدفاع عن قضايا الوطن وجهوده في خدمة التنمية والاستقرار في المحافظةquot;