إسرائيل تعتبر أن سوريا تحاول فرض مفاوضات علنية عليها
الأسد: إردوغان أبلغني إستعداد أولمرت للإنسحاب من الجولان
رام الله -وكالات: كشف الرئيس السوري بشار الأسد النقاب، لأول مرة، عن تفاصيل الرسائل السورية الإسرائيلية المتبادلة، التي تتم منذ شهر نيسان ( إبريل ) 2007 عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والذي نسب إليه إبلاغه استعداد إسرائيل للإنسحاب من الجولان المحتل منذ العام 1967.
تكثيف للإتصالات بعد صيف 2006
وقال الأسد في حديث لصحيفة الوطن القطرية نشر اليوم الخميس أن أردوغان quot; أبلغني استعداد إسرائيل للانسحاب من الجولان مقابل سلام مع سوريا quot;.
وأضاف أن quot; الوساطات بين دمشق وتل أبيب تكثفت بشكل أساسي بعد العدوان على لبنان في صيف 2006، وبعد انتصار المقاومة، لكن دخول تركيا على الخط منذ العام الماضي، وبالتحديد في شهر إبريل 2007، أثمر تفاصيل إيجابية جديدة، حيث أكد أولمرت لرئيس الوزراء التركي استعداده لإعادة الجولان، وقد تلقينا هذا الخبر منذ أسبوع، وبعد ذلك سمعنا تصريحًا لأولمرت يقول فيه: نحن نعرف ماذا تريد سوريا، وهي تعرف ماذا نريد quot;.
الدور التركيّ
وقال الأسد إن quot;ما نحتاج إليه الآن هو إيجاد الأرضية المشتركة من خلال الوسيط التركيquot;، لكنه أكد أنه quot;لن تكون هناك مفاوضات سرية مع إسرائيل، بل ستكون معلنة إن حصلت، ولن تكون مباشرة بل عبر الطرف التركي، وسنبحث أولا في موضوع استرجاع الأرض لنرى المصداقية الإسرائيلية، لأن علينا أن نكون حذرين ودقيقين في مناقشة هذا الموضوع، وربما مع إدارة مقبلة في الولايات المتحدة، نستطيع أن نتحدث بعد ذلك عن مفاوضات مباشرةquot;.
واشار إلى أن زيارة أردوغان المزمعة يوم السبت المقبل إلى دمشق رغم أنها تتم في إطار لقاء مجلس رجال الأعمال السوري - التركي quot;لكن بكل تأكيد سنتحدث بهذه النقطةquot;. وأضاف أن quot;إسرائيل تطرح فكرة المفاوضات المباشرة وهذه لها أسس مختلفة ونحن الآن لا نتحدث عن ذلك ولكن نتحدث عن دور تركي. إنها وساطة تركية تقوم بنقل المعطيات والمعلومات الأساسية من أجل إيجاد أرضية مشتركة وهذه تكون القاعدة لانطلاق مفاوضات مباشرة لاحقةquot;.
رعاية أميركيّة للمفاوضات
وأشار الأسد إلى أن quot;المفاوضات المباشرة بحاجة إلى راع ولا يمكن أن يكون هذا الراعي سوى الولايات المتحدة مع كل أسف، ولكن هذا أمر واقع، فهذه الإدارة لا تمتلك لا رؤية ولا إرادة لعملية السلام إنها لا تمتلك شيئاًquot;.
دعوات اسرائيلية رافضة
في المقابل، دعا النائب افشالوم فيلان من حزب ميرتس اليوم الخميس رئيسة الكنيست داليا ايتسيك، الى عدم الاستجابة للمبادرة لعقد جلسة استثنائية للمجلس التشريعي خلال عطلته، لمناقشة المفاوضات التي تكتنفها السرية مع سوريا. ونقلت إذاعة quot;صوت إسرائيلquot; عن النائب فيلان اعتباره ان خطوة من هذا القبيل تهدف الى منع اجراء عملية تفاوضية مع سوريا.
وطلب اكثر من 25 نائبًا من المعارضة اليمينية عقد هذه الجلسة قريبًا.
استفتاء عام قبل بلورة أي اتفاق
والى ذلك كان الوزير شالوم سمحون قد دعا إلى إدراج الملف السوري ـ الاسرائيلي على جدول اعمال المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، فيما قال زميله الوزير رافي ايتان انه يجب اجراء استفتاء عام قبل بلورة اي اتفاق مع سوريا.
ونقلت quot;صوت إسرائيلquot; عن سمحون وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية انه يجب ادراج الملف السوري الاسرائيلي على جدول اعمال المجلس الوزاري لمناقشته. ورأى سمحون ان اي تغيير في السياسة الاسرائيلية ازاء سوريا يستوجب اجراء مثل هذا النقاش.
وبدوره، قال الوزير رافي ايتان إن هضبة الجولان هي منطقة تخضع للسيادة الاسرائيلية، ويجب اجراء استفتاء عام قبل بلورة اي اتفاق مع سوريا .
واردف الوزير ايتان يقول ان التخلي عن اي قطعة ارض من هضبة الجولان مثله مثل التخلي عن قطعة ارض في تل ابيب.
كما اعلن رئيس لجنة الكنيست الاسرائيلى ديفيد طال انه سيدفع باتجاه تقديم مشروع قانون للكنيست يقضي بإجراء استفتاء عام قبل المضي قدمًا في ما اشار إليه رئيس الوزراء ايهود اولمرت عن استعداد اسرائيل للانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة لقاء التوصل الى سلام مع سوريا.
وقد شن أعضاء من الجناح اليمنى فى الكنيست هجوما عنيفا على اولمرت وبدأوا فى جمع التوقيعات منذ يوم امس الاربعاء لاجباره على حضور جلسة خاصة يعقدها الكنيست حول هذا الموضوع.
إسرائيل تعتبر أن سوريا تحاول فرض مفاوضات علنية عليها
من جانبها، إعتبرت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة أن إعلان دمشق عن تلقيها رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بخصوص استعداده للانسحاب الكامل من هضبة الجولان، ليس أكثر من محاولة سوريّة لفرض مفاوضات علنية بينها وبين إسرائيل خلافًا لرغبة الأخيرة في أن تكون المفاوضات سرية.
ونقلت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; اليوم الخميس عن المصادر الإسرائيلية قولها إن quot;تسريب الرسالة التي نقلها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان باسم أولمرت للرئيس السوري بشار الأسد هي محاولة لفرض الشرط السوري على إسرائيل بفتح مفاوضات مكشوفة وعلنية، فيما تطلب إسرائيل إجراء هذه المفاوضات بصورة سريةquot;.وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل وسوريا تتبادلان الرسائل بواسطة مبعوثين منذ أكثر من نصف سنة، وبعد وقت قصير من تولي ايهود باراك وزارة الدفاع في صيف العام الماضي.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل بعثت الرسائل إلى سوريا عبر عدد من المبعوثين الدوليين وتضمنت هذه الرسائل أسئلة طرحها أولمرت على الأسد.
وتناولت الرسائل ما إذا كان الاسد quot;مستعدًا، في إطار اتفاق سلام مع إسرائيل، أن تعزل حماس عن مصادر أسلحتها؟ وهل في إطار اتفاق سلام ndash; يشمل انسحابا من الجولان ndash; ستكون مستعدًا لتبريد أو قطع العلاقات مع حزب الله والتوقف عن نقل ذخيرة له؟ وماذا بخصوص العلاقات مع إيران؟quot;.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن السوريين اعتبروا الأسئلة الإسرائيلية شروطا وليست أسئلة لتلمس مواقف وأن عرض السوريين للأمور على شكل quot;انسحاب من الجولان مقابل سلام كاملquot; هو تبسيط للأمور ولا يعكس الرسالة الإسرائيلية، التي وصفوها بأنها quot;معقدة أكثر ولا تشمل موضوع الانسحاب فقط وإنما تشمل شروطا أخرى تم عرضها على السوريينquot;.
وتقول يديعوت : quot;لنبدأ من النهاية: رغم الرسائل بين اولمرت والأسد فمن شبه اليقين أن المفاوضات لن تستأنف في الفترة القريبة القادمة ndash; ليس قبل أن يجلس النزيل الجديد في البيت الأبيض في كانون الثاني 2009 ويبادر إلى خطوة لتحريك المفاوضات برعاية وإخراج الولايات المتحدةquot;.
وبحسب يديعوت فأن اولمرت والأسد يتبادلان الرسائل انطلاقا من المعرفة بان المغازلة حاليا لن تؤدي إلى عرس قريب. وتضيف: quot;ويتخذ اولمرت الحذر من المساس بكبرياء الأسد ولا يتباهى بالنجاحات، التي كانت حسب منشورات أجنبية في الهجوم على المنشأة النووية في سوريا. فللدولتين مصالح واضحة في الإبقاء على الاتصال وتسريب تفاصيل عنه للأغراض الداخلية. فاولمرت معني بان يبث للجمهور بأنه يبحث عن المسار للتسوية، والأسد معني بان يلمح للأميركيين بان الصورة الوحشية التي يعزونها له ليست دقيقةquot;.
وتحت عنوان quot;لا تفزعوا من السلام مع سورياquot; كتبت صحيفة أسرة التحرير في هآرتس تقول: السلام مع سوريا يدق الباب مرة أخرى، ونشأ انطباع بأنه يحظى حتى برد فعل أقل برودة من الجانب الإسرائيلي. اللحظة مناسبة للمفاوضات مع سوريا، ولا سيما حين تقترب ولاية جورج بوش في البيت الأبيض من نهايتها، وفي أوساط خلفائه المحتملين، الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، يوجد استعداد للتفاوض مع بشار الأسد بدلا من مقاطعتهquot;.
وتضيف هآرتس: quot;سواء جون ماكين ام هيلاري كلينتون وبراك اوباما يرون في اتفاق السلام بين إسرائيل وسوريا صيغة لتبديد التوتر الإقليمي. إزاحة سوريا عن محور الشر كفيلة بان تسرق مرة أخرى الأوراق في الشرق الأوسط، أن تحطم الأحلاف وان تخلق مصالح جديدة. إسرائيل يمكنها أن تستخلص مزيدا من الأمن من مثل هذا الوضعquot;.
وتتابع الصحيفة: quot;ثمن السلام مع سوريا معروف منذ سنين، ولا داعٍ للفزع منه. المزايا الأمنية للسلام اكبر من القيمة الإستراتيجية لهضبة الجولان. المشكلة هي انه حتى في كديما يصعب إيجاد تأييد كاف لهذه الخطوة المباركة من رئيس الوزراءquot;.
وتقول يديعوت في تقرير آخر لها: quot;الانفعال الذي يتملك الساحة السياسية في إسرائيل في ضوء نشر الرسائل بين ديوان رئيس الوزراء والقصر الرئاسي في دمشق سابق لأوانه جدا. فالأجوبة السورية على أسئلة جس النبض التي نقلتها إسرائيل تتضمن عدة مزاعم، هي بفهم محافل في إسرائيل، تثير الشك الكبير في دمشق بالنسبة لـ quot;جدية الخطوة الإسرائيليةquot;.
quot;والتلميحات التي ينثرونها في تل أبيب عن استئناف الاتصالات والتسريب السوري المقصود لرسالة اولمرت إلى الرئيس الأسد والتي يتعهد فيها بالنزول من هضبة الجولان ndash; هي بالكاد أطراف خيوط. الطريق إلى السلام مع سوريا لا تزال مرصوفة بالعراقيل، وفي المرحلة الحالية لا يزال الطرفان يتحسسان طريقهما بالنسبة للشكل الذي سيكون ممكنا فيه على الإطلاق إدارة المفاوضاتquot;، حسب يديعوت.
من جهة أخرى، وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن الإجابات السورية بما فيها تلك التي وصلت إسرائيل مؤخرًا، كانت مشككة جدًا في ما يتعلق quot;بمدى جدية الخطوات الإسرائيليةquot;.
وأضافوا أن سوريا قالت إن المبعوثين لم يوضحوا ما الذي تقصده إسرائيل عندما تتحدث عن انسحاب من الجولان، كذلك أشارت الإجابات السوريا إلى أن دمشق مُطالبة بتوفير إجابات دقيقة على الأسئلة الإسرائيلية فيما المبعوثون الذين يحضرون الرسائل الإسرائيلية إلى سوريا ليسو مخولين بالرد على الأسئلة السورية، الأمر الذي يمنع حدوث تقدم.
ولفتت سوريا في رسائلها إلى كونها مُهدَدة من جانب إسرائيل وأنه في الوقت الذي تطلق فيه إسرائيل تصريحات سلام وأخرى لغرض التهدئة، فإنها من الجهة الأخرى هاجمت سوريا مرتين، في إشارة إلى تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق قصر الأسد في اللاذقية وإلى قصف منشأة دير الزور في أيلول/سبتمبر الماضي وهذا الوضع يجعل سوريا غير واثقة من التصريحات الإسرائيلية.
وفي موضوع آخر، ترى سوريا أن مطالبة إسرائيل بفك حلفها مع إيران وحزب الله وحماس ليس واقعيا وأن سوريا لا يمكنها قطع علاقاتها مع هذا المحور بصورة مباشرة وسريعة، إضافة إلى ألا تثق بالبدائل التي تعرضها إسرائيل.
من جهة أخرى، أشار المراسل السياسي ليديعوت أحرونوت، شمعون شيفر، إلى أن إسرائيل وسوريا لن تستأنفان المفاوضات بينهما إلا بعد دخول رئيس أميركي جديد إلى البيت الأبيض، مطلع العام المقبل، لتجري مفاوضات كهذه تحت رعاية الولايات المتحدة وبتمويلها.
وأضاف شيفر أن الوسطاء الأتراك أبلغوا إسرائيل بأن الأسد يدرك جيدا أن المفاوضات لن تستأنف قبل أن يوضح أن اتفاق سلام يُلزم سوريا بإغلاق مقرات المنظمات الفلسطينية في دمشق ووقف دعم حزب الله وتبريد العلاقات مع إيران.
مسؤول فرنسي: الصراع مع إسرائيل لم يعد محوريا
على صعيد آخر قال المدير السياسي في وزارة الخارجية الفرنسية جيرار آرو إن الصراع مع إسرائيل لم يعد يشكل النقطة المركزية في السياسات الخارجية لمعظم الدول العربية. وأشار إلى صعوبة الحديث اليوم عن صراع عربي ـ إسرائيلي بل عن صراع فلسطيني ـ إسرائيلي. وأعتبر آرو، السفير الأسبق في إسرائيل، أن حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي لابد أن يكون quot;تفاوضيًا بين الفلسطينيين والإسرائيليينquot;.
وقال quot;لقد طرأ تغير على الوضع الإقليمي، ومن الصعب اليوم الحديث عن صراع إسرائيلي ـ عربي، لأن هناك اتفاقات سلام مع مصر والأردن، ونعرف جيدا أيضا أن الصراع مع إسرائيل لم يعد في مركز السياسات الخارجية بالنسبة لمعظم الدول العربية، باستثناء سوريةquot;. ورأى آرو خلال نقاش تلفزيوني حول فرنسا وإسرائيل على قناة (أي تيلي) الفرنسية أن المشكلة اليوم هي quot;مشكلة إسرائيلية ـ فلسطينيةquot;، موضحًا أن حلها يعتمد على مفاوضات الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
واعتبر آرو، الذي يتولى الملف الإيراني في الخارجية الفرنسية، أنه quot;لن يتم التوصل إلى اتفاق سلام دون الولايات المتحدةquot;، وأوضح أن quot;فرنسا وأوروبا لا يدعيان أنهما سيأخذان دور الولايات المتحدةquot;. وأَضاف quot;الولايات المتحدة وأوروبا لهما دور يلعبانه، وهذا ما ننوي القيام به اليوم وغدًاquot;، وتابع quot;هذه كانت رسالة الرئيس (نيكولا) ساركوزي عندما ذهب إلى واشنطن حيث دعا ولازال يدعو إلى تعاون بين أوروبا والولايات المتحدةquot;، لحل قضية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
اسرائيل مرتاحة لرد فعل فرنسا على تصريحات ليبية في الامم المتحدة
إلى ذلك عبرت اسرائيل الخميس عن ارتياحها لموقف مندوب فرنسا ومندوبين غربيين اخرين الذين غادروا القاعة خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي ردًا على تصريحات للسفير الليبي في الامم المتحدة حول الوضع في قطاع غزة.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية اريه ميكيل quot;فعلوا ما كان عليهم فعله بالتأكيد في وضع كهذا ونحن مرتاحون لذلكquot;.واضاف quot;نحن قلقون جدًا لما حدث مؤخرًا في مجلس الامن الذي اصبح رهينة دول غير مسؤولة تورطت في الماضي في الارهابquot;.
وكان دبلوماسيون قدذكروا ان فرنسا تلتها بلدان غربية اخرى انسحبت من اجتماع لمجلس الامن حول الشرق الاوسط بعدما قارنت ليبيا الوضع في غزة بالوضع في معسكرات التعذيب النازية.

وقال احد هؤلاء الدبلوماسيين طالبًا بعدم الكشف عن هويته في تصريح صحافي ان سفير ليبيا جادالله الطلحي quot;قارن الوضع في غزة بالوضع في معسكرات التعذيبquot; النازية خلال الحرب العالمية الثانية.واضاف ان سفير فرنسا جان موريس ريبير quot;انتزع عندئذ السماعة عن اذنه وغادر القاعة وتلاه السفراء الغربيون الاخرونquot;.وانهى الحادث فورًا الاجتماع الذي عقد بناء على طلب بضعة وفود لمناقشة الوضع في غزة.