على أثر مشاركة أحد قياديي التقدمي فيه
مؤتمر الدوحة يفجّر أزمة بين قيادات أبرز حزب معارض في تونس

إسماعيل دبارة من تونس: قال محمد القوماني عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض لإيلاف، إن مشاركته في مؤتمر الدوحة حول التنمية والديمقراطية أيام 13/14/15 أبريل الجاري quot; تأتي تلبية لدعوة من دولة قطرquot;. وإن شخصيات تونسية عديدة سبقته بالمشاركة في الدورات السبعة الماضية، كان من بينهم قيادات بالحزب الديمقراطي التقدمي الذي ينتمي إليه. وتأتي تصريحات القوماني بعد صدور إدانة من قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي (يسار الوسط) لمشاركته في المنتدى الذي حضرته وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبني ليفني. وقال القوماني الذي يقود تيارًا أقليًا داخل الحزب، وبرز منذ المؤتمر السادس الأخير الذي عقد في 2006، أنه يتعجب من الزوبعة التي حاول بعضهم إثارتها حول حضوره العلني بمنتدى الدوحة الدولي، ومن تحمس بعض عناصر القيادة لإدانته ممن لا يمانعون في التردد على السفارات الأجنبية ومقابلة السفير الأميركي داخل مقر حزبنا، لطرح قضايا وطنية في مرحلة لا تخفى خصوصياتهاquot;.

وتشهد علاقة القوماني وعدد من أعضاء الحزب المحسوبين على تياره الذي يدعو إلى quot;إعادة النظر في العلاقة بين حزبه والحكم التي تقوم على القطيعة ورفض الحوارquot;، توترًا ملحوظًا خصوصًا بعد تصويتهم ضدّ ترشّح الأستاذ احمد نجيب الشابي الأمين العام السابق للحزب للانتخابات الرئاسية 2009 وذلك خلال اللجنة المركزية الأخيرة التي انعقدت في شباط/فبراير الماضي.

ويضيف القوماني لـ quot;إيلافquot;: أن استغلال حضور وزيرة خارجية العدو الإسرائيلي وإلقائها كلمة في إحدى الجلسات، من بين عشرات المتدخلين من جنسيات مختلفة في فعاليات المنتدى، لإدانة مشاركتي الشخصية والتبرؤ منها كما جاء في البيان الذي صدر عن الأمينة العامة للديمقراطي التقدمي، إنما هدفه الأساسي التشويه والتشهير، والإعلان الرسمي من قبل الهيئة القيادية في الحزب على إطلاق حملة ضدي وضد من يشاركونني الرؤية السياسية المعبر عنها في نصوص معلومة لدى المتابعينquot;.

من جهة أخرى قالت الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي في تصريحات خصت بها quot;إيلافquot; إن: أغلب المناضلين الحزب الديمقراطي التقدمي يدينون ويتبرؤون من مشاركة السيد محمد القوماني في هذا المنتدى و نؤكد أن ذلك تم بمبادرة فردية منه دون استشارة هياكل الحزب في خرق واضح لثوابته المعروفة والمضمنة في لوائح مؤتمراته بشأن الصراع العربي الصهيوني.

وتضيف الجريبي :quot;نحن نرفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، في تونس وفي الوطن العربي، باعتباره تشريعًا للعدوان وتأبيدًا للاحتلال الذي يكتوي بنارهما شعبنا الفلسطيني كل يوم، كما أننا نعتبر مشاركة وزيرة خارجية دولة إسرائيل في فعاليات منتدى الدوحة للتنمية والديمقراطية خطوة متقدمة في مسار التطبيع الرسمي العربي وإختراقًا غير مسبوق للنخب العربية.

يذكر أن الحزب الديمقراطي التقدمي يضم في منخرطيه وقياداته شخصيات متعددة الانتماءات الإيديولوجية والفكرية كالإسلاميين التقدميين الذين ينتمي إليهم محمد القوماني وعددًا من أبرز وجوه اليسار التونسي، إضافة إلى مستقلين وقوميين. ويرى بعض المتابعين أن هذا التنوّع في المرجعيات الفكرية للحزب الذي كان يسمى في السابق quot;التجمع الاشتراكي التقدميquot;، يسبب اختلافات وتنوعًا في الرؤى والأطروحات السياسية يمكن للمتابعين اكتشافها بسهولة داخل الحزب.