أسامة مهدي من لندن: أكد وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي ان القوات المسلحة قادرة على اجتياح مدينة الصدر في بغداد معقل انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر موضحا ان هناك 400 مسلح دعاهم الى الاستسلام وتجنيب المدينة التي يسكنها مليونا مواطن ما وصفها بقرارات وصفها بالقاسية ،بينما قال الرئيس جلال طالباني ان انجازات الجيش في البصرة حققت أصطفافات وطنية مشجعة وابرزت اجواء من التآلف والتآخي الوطني.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الوزير عقب اجتماع مع الرئيس جلال طالباني يرافقه الامين العام للوزراة الفريق صباح احمد رمضان وامين السر العام الفريق صباح سرحان و معاون رئيس اركان الجيش للشؤون الادارية الفريق عثمان علي صالح وقادة القوات الجوية والبرية والبحرية وعدد من كبار القادة العسكريين الاخرين حيث اشاد الرئيس بدور وجهود وزارة الدفاع والجيش العراقي عموما في العمليات العسكرية الاخيرة التي جرت في البصرة والمناطق الساخنة الاخرى من اجل فرض النظام وهيبة الدولة وسيادة القانون.

وثمن quot;الدور البارز للجيش العراقي في هذه الانجازات الامنية والتي ادت بدورها الى فتح صفحة جديدة على الساحة العراقية وخلق أصطفافات وطنية مشجعة و بروز جو من التآلف والتآخي الوطنيquot; كما نقل عنه بيان لرئاسة الجمهورية الى quot;ايلافquot; . واشار الى ان العراق يحتاج الى جيش وطني واحد ومتمكن ومقتدر يستطيع ان يدافع عن الوطن وسيادة البلاد و كرامتها و المكتسبات الوطنية العليا.

وقال الرئيس طالباني quot;ان العراق بلد غني بتأريخه العريق ورجالاته و ثرواته الهائلة ومراكزه المقدسة المتنوعة وشعبه الصابر، فباستطاعته أن يزدهر ويقدم نموذجا حيا للديمقراطية والتعايش الاخوي والحضاري بين مكوناته المختلفةquot;. وأكد على ضرورة توسيع دائرة الخدمات التي تقدم للمواطنين خاصة في المناطق الفقيرة والمحرومة الامر الذي من شأنه ان يكون تتمة وتطويرا واستثمارا للمنجزات السياسية والامنية.

ومن جهته قال وزير الدفاع عقب انتهاء الاجتماع انه جرى استعراض الاوضاع الامنية في العراق وفي مختلف المناطق. و أضاف quot;إننا أوضحنا لفخامته صورة خططنا المستقبلية سواء على الصعيد التعبوي او على صعيد التسليح والتجهيزquot;.

واكد ان الرئيس اظهر دعما غيرمحدود لتكوين جيش عراقي يتمتع بقدرات تؤمن حماية المواطن والوطن في كل ارجاء العراق. و أشار إلى ما تم خلال اللقاء من تقييم جدي وجيد لما قامت به القوات المسلحة في مختلف مناطق العراق خلال الشهر الفائت. وأشار العبيدي الى ان ال طالباني يريد ان يكون لدى العراق جيش حقيقي قوي و وطني يؤمن بالقيم الرفيعة ويعمل من اجلها .

واضاف quot;اننا نفخر بتقييم الرئيس طالباني لنا ونعتبره وساماquot;. وتطرق وزير الدفاع الى الاوضاع في مدينة الصدر مشيرا الى ان القوات المسلحة العراقية قادرة على ان تقوم بعملية عسكرية واسعة هناك لكنه قال انه ينبغي الا يغيب عن البال ان مدينة الصدر يسكنها مليونا مواطن عراقي لا بد من الحرص على ارواحهم . وشدد على أن المجموعة المستهدفة لايتعدى عدد عناصرها اربعمائة شخص quot;ولا بد من العمل بهدوء وبروية تامة وتنفيذ الواجبات بشكل دقيق جدا . ودعا quot;عناصر الزمر المسلحة الى ان يرعووا و يتجهوا الى السلم و الا يدفعوا الدولة الى اتخاذ قرارات قاسيةquot;.

وحول إمكانية تطهير الموصل من الارهابيين أوضح وزير الدفاع بان الاسبقية كانت للموصل ولكن المعلومات التي تواردت كانت مقلقة جدا بالنسبة للبصرة التي تعتبرquot;سلة خبزquot; العراق لذلك تقرر الاتجاه نحو البصرة، ولكن وزير الدفاع اكد في الوقت نفسه ان موضوع الموصل ليس مؤجلا. وفي وقت سابق اليوم دعا الصدر اتباعه الى مزيد من الصبر في الالتزام بقرار تجميد نشاط جيش المهدي الذي اعلنه قبل نحو ثمانية اشهر مؤكدا في الوقت نفسه أن اعلان الحرب المفتوحة التي هدد بشنها قبل اسبوعين انما هي موجهة ضد quot;المحتل ليس إلا.

وقال الصدر في بيان له ان الحرب المفتوحة التي هدد بشنها quot; قصدنا حربا ضد المحتل ليس إلا فلا حرب بيننا وبين اخواننا العراقيين مهما كان جنسهم او طائفتهم او عرقهم.quot; واضاف quot; وفي نفس الوقت اوجه كلامي الى القوى الحكومية الامنية والقوى السياسية بالقول نحن نريد تحريركم من المحتل ونريد حكومتنا ذات سيادة كاملة غير مشكوك فيها.quot;

ورفض الصدر في البيان المباحثات التي طرفاها العراق والادارة الامريكية والتي تهدف الى التوصل الى اتفاقية طويلة المدى بين الطرفين تهدف الى وضع العلاقة بينهما في إطار وتحديد مستوى القوات الامريكية في العراق ومهماتها المستقبلية. ودعا الصدر اتباعه الى عدم مهاجمة القوات العراقية وقال quot; لا اقبل باي شخص يمد يده ضد عراقي.quot; واضاف quot;ياإخواننا في جيش المهدي والقوات العراقية كونوا يدا واحدة وكفاكم اراقة للدماء وكونوا داعمين للمقاومة بجميع انواعها لكي يكون العراق آمنا ارضا وشعبا.quot;

ومضى يقول quot; اناشد جميع الاطراف ان يجتمعوا على كلمة سواء والا يرفعوا السلاح بوجه العراقي والا نوجه سلاحنا ضد القانون والحكومة.quot; وشنت القوات العراقية والاميركية اواخر الشهر الماضي حربا في مدينة البصرة الجنوبية استهدفت فيها ميليشيات جيش المهدي في محاولة وصفها رئيس الحكومة نوري المالكي انذاك بانها تستهدف الخارجين عن القانون وتهدف الى نزع السلاح من الميليشيات المسلحة.

وامتدت المواجهات لتشمل مناطق اخرى كان من ضمنها واهمها مدينة الصدر التي تقع شرقي بغداد . وادت المواجهات المسلحة التي ماتزال مستمرة حتى الان الى مقتل واصابة المئات من اتباع الصدر حيث شهدت مدينة الصدر وحدها مقتل حوالي 400 شخصا واصابة الف و200 اخرين. وجراء هذه الحملة هدد الصدر الحكومة العراقية مؤخرا بشن quot;حرب مفتوحة حتى التحريرquot; وقال الصدر في بيانه quot; اني اوجه اخر تحذير وكلام للحكومة العراقية ان ترعوي.. وان لم ترعو ولم تكبح جماحها وجماح الميليشيات المندسة فيها فسنعلنها حربا مفتوحة حتى التحرير.quot;