الهاشمي يبحث مع المالكي عودة التوافق الى الحكومة
عشرات النواب يبدأون اعتصاما بمدينة الصدر ضد حصارها
أسامة مهدي من لندن :
بدأ عشرات النواب العراقيين اليوم يمثلون مختلف الكتل السياسية اعتصاما في مدينة الصدر الحي الشعبي الكبير في بغداد معقل انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مطالبين بفك الحصار المفروض عليها منذ شهر ووقف العمليات المسلحة التي ادت الى مقتل واصابة اكثر من الف و500 شخصا من سكانها الذين يزيد عددهم على المليونين .. في وقت بحث طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي الامين العام للحزب الاسلامي احد ثلاث مكونات تشكل جبهة التوافق السنية مع رئيس الوزراء نوري المالكي ملف عودة وزراء الجبهة الى الحكومة .
وابلغ مصدر مقرب من التيار الصدري quot;ايلافquot; اليوم ان الاعتصام الذي يشارك فيه حوالي 80 نائبا عراقيا يمثلون مختلف الكتل السياسية البرلمانية quot;يستهدف لفت انتباه الرأي العام الى الاوضاع المأساوية التي تعيشها مدينة الصدر وسكانها الذين يعانون حصار عسكريا تفرضه القوات العراقية والاميركية وتمنع خروجهم ودخولهم اليها الا من منفذ واحدquot; . واكد quot;ان المدينة تفتقد الى الظروف الصحية التي توفر العلاج لمئات المصابين في العمليات المسلحة التي تشهدها اضافة الى فقد الخدمات الضروريةquot; . واوضح ان الاعتصام الذي يستمر حتى المساء هو بمثابة انذار الى السلطات لتنفيذ اعتصام مستمر في حالة عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لانهاء الحصار نهائيا واخراج القناصة الاميركيين من المدينة .
وتشهد مدينة الصدر منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي مواجهات مسلحة دامية بين القوات العراقية والاميركية من جهة ومسلحي جيش المهدي بقيادة الصدر وذلك مع بدء الهجوم العسكري ضد المسلحين في مدينة البصرة الجنوبية . وبرغم الهدوء النسبي الذي تشهده البصرة حاليا الا ان مدينة الصدر مازالت تعيش اجواء الاشتباكات والقصف الجوي الاميركي لاهداف بداخلها . وقال وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي الجمعة ان الاجراءات العسكرية في مدينة الصدر تستهدف 400 مسلحا بداخلها مؤكدا قدرة قواته على اجتياحها لكنه اوضح ان ذلك قد يعرض سكانها الابرياء للاذى داعيا المسلحين الى القاء اسلحتهم وعدم ارغام القوات الحكومية على قرارات وصفها بالقاسية .
ويبذل مجلس النواب العراقي حاليا جهودا لانهاء التوتر بين التيار الصدري والحكومة واعلن رئيسه محمود المشهداني ان التيار وافق على عقد اجتماع مع اعضاء المجلس التنفيذي (3+1) الذي يضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ثم رئيس الوزراء نوري المالكي وذلك بحضور اعضاء من مجلس النواب لكنه لم يحدد في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; موعد الاجتماع .
وقال بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان الرئيس جلال طالباني بحث ظهر اليوم مع المشهداني الجهود التي تبذل من أجل انهاء الأزمة الدائرة بين الحكومة والتيار الصدري عبر حلول و معالجات سلمية. وأشار رئيس مجلس النواب الى أن وفدا برلمانيا يضم نوابا عن الكتلة الصدرية ينوي اللقاء بأعضاء المجلس التنفيذي لغرض أنهاء هذه الازمة عن طرق الحوار وأعتماد الحل السياسي. ومن جانبه رحب طالباني بهذه الخطوة مؤكدا quot;على أن العصر الحالي هو عصر الحوار وتبني الحلول السياسية والدبلوماسية لحل المشاكل والمسائل الخلافيةquot;.
وقدا تم الأتفاق على ضرورة وجود جيش عراقي وطني واحد يستطيع أن يدافع عن الانجازات والمكتسبات الوطنية وعن هيبة الدولة والتشديد على أهمية فرض سيادة القانون وبسط الأمن والأمان والطمأنينة في كل أرجاء البلاد. واكد طالباني والمشهداني على ضرورة متابعة الأوضاع الانسانية في مدينة الصدر وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين فيها .
ويتهم التيار الصدري القوات الاميركية باستخدام اسلحة محرمة في عملياته العسكرية بمدينة الصدر . وقالت عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب العراقي لقاء آل ياسين ان القوات الأميركية تستخدم الأسلحة quot;المحرمة دولياquot; خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها في مدينة الصدر شرقي بغداد برغم النفي الاميركي لذلك .

واضافت النائبة آل ياسين النائبة عن الكتلة الصدرية quot;لقد ثبت بالدليل القاطع استخدام قوات الاحتلال للأسلحة الانشطارية خلال قصفهم لمدينة الصدر حيث أثبتت الأدلة الجنائية وتحقيقات الطب العدلي ذلكquot;. وللكتلة الصدرية 30 عضوا في مجلس النواب الذي يضم 275 عضوا . وابلغت النائبة آل ياسين وكالة اصوات العراق أن quot;القنابل الانشطارية عند انفلاقها تصيب أعدادا كبيرة من الضحايا كما تنتشر على جسم المصاب وهذا ما ظهر على جثث الشهداء والمصابين من أبناء مدينة الصدرquot; . لكن المستشار الإعلامي للجيش الأميركي عبد اللطيف ريان نفى ذلك مؤكدا إن quot;هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة لان ما نقوم به في مدينة الصدر هو استهداف جماعات مسلحة تقوم باطلاق الصواريخ على المنطقة الخضراء وسط بغدادquot; .
وتتصاعد في هذا الوقت المواجهات الكلامية بين الحكومة والتيار الصدري ففي حين اعلن المالكي عن 4 شروط لوقف الهجوم ضد مسلحي جيش المهدي رفض التيار الصدري ذلك .
وطرح المالكي اربعة شروط لوقف الهجوم الذي يشنه الجيش العراقي على ميليشيات جيش المهدي وقال quot;لدينا اربعة مطالب ليس اكثر من هذا تلتزمون بها جميعا ليس فقط جيش المهدي بل كل من يحمل السلاحquot;. وطالب هذه الميليشيات بتسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة وعدم التدخل في شؤون دوائر الدولة وعدم التدخل في مهام الشرطة والجيش ابدا وان تعمل الشرطة والجيش في كل مكان في مدينة الصدر والبصرة والموصل ولا اعتراض عليها اضافة الى تسليم المطلوبين او تسليم قوائم بمن تقولون انهم عصابات المجرمينquot; .
وعلى الفور رفض المتحدث باسم التيار الصدري صلاح العبيدي هذه الشروط واشار الى خطورة استمرار استهداف الصدريين على الرغم مما وصفه بدعوات التهدئة التي أطلقها زعيم التيار مقتدى الصدر. واتهم العبيدي الحكومة بالتستر على العناصر المسيئة في صفوف التيار الصدري وقال ان المالكي quot;لا يعلم بحقيقة ما يجري في البلدquot; .
وكان الصدر اكد الجمعة الماضي ان حربه المفتوحة التي هدد بها مؤخرا تستهدف المحتل وليس العراقيين داعيا انصاره الى الصبر مطالبا جيش المهدي والقوات العراقية لان يكونوا يدا واحدة ويكفوا عن اراقة الدماء .
واليوم الاحد اعلن عن مقتل 10 اشخاص في غارة جوية اميركية على مدينة الصدر .
فقد اعلن الجيش الاميركي ان طائرة من دون طيار تابعة للقوات الاميركية قتلت اثنين من عناصر جيش المهدي فيما قالت مصادر امنية واخرى طبية عراقية مقتل ثمانية اشخاص بينهم طفلا وامرأة وجرح 27 اخرين بينهم نساء واطفال .
واشار مصدر عسكري عراقي الى ان quot;ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 27 آخرون بجروح جراء اشتباكات وقصف جوي اميركي وقع في مدينة الصدر منذ مساء امس وحتى صباح اليومquot;. وقال شهود عيان من سكان المدينة ان الاشتباكات اندلعت عندما حاول الجيش الاميركي بناء حواجز اسمنتية جديدة في وسط المدينة واشاروا الى ان جيش المهدي هاجم الجنود الاميركيين موضحين ان مواجهات متقطعة استمرت حتى منتصف ليلة امس .
الهاشمي يبحث مع المالكي عودة جبهة التوافق الى الحكومة
بحث طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي الامين العام للحزب الاسلامي احد ثلاث مكونات تشكل جبهة التوافق السنية مع رئيس الوزراء نوري المالكي ملف عودة وزراء الجبهة الى الحكومة .
كما ناقش المسؤولان العراقيان quot;مستقبل العملية السياسية وإعادة ترميم وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تتفق على برنامج سياسي وطنيquot; كما قال بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم اليوم مشيرا الى انه تم ايضا quot;بحث آخر التطورات في المشهد السياسي والأمني في البلادquot;. وقال ان الطرفين اتفقا quot;على مواصلة اللقاءات في الأيام القليلة القادمة للانتهاء من ملف عودة وزراء جبهة التوافق العراقية.
وعقدت قيادة الجبهة الليلة الماضية اجتماعا للاتفاق على اسماء الوزراء الخمسة الذين سترشحهم لتولي حقائب وزارية في الحكومة الجديدة التي يجري العمل لتشكيلها برئاسة المالكي نفسه . ومن ابرز امرشحي الجبهة للوزارة الجديدة رافع العيساوي وزير الشؤون الخارجية السابق نائبا لرئيس الوزراء وظافر العاني لوزارة الثقافة وسلمان الجميلي وزير الثقافة السابق لوزارة التعليم العالي وعبد الكريم السامرائي لوزارة النقل .
وسحبيت جبهة التوافق وزراءها الخمسة ونائب رئيس الوزراء من الحكومة في اب ( اغسطس) الماضي تبعتها القائمة العراقية بقيادة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي بسحب وزرائها الخمسة ايضا بعد ان كان التيار الصدر قد سحب في نيسان (ابريل) من العام الماضي 2007 وزرائه الستة .
ولجبهة التوافق نائبا في مجلس النواب بينما للقائمة العراقية 23 نائبا وللكتلة الصدرية 30 نائبا من مجموع اعضاء المجلس البالغ 275 عضوا .
ومن جهته قال النائب عن حزب الفضيلة الاسلامية الذي رفض المشاركة في الحكومة الحالية لدى تشكيلها مطلع عام 2006 محمد كاظم الحميداوي إن حزبه يفكر جديا بالمشاركة في الحكومة الجديدة .
وقال الحميداوي في تصريح صحافي اليوم ان الموقف السياسي العراقي بصورة عامة بدأ يتغير وأغلب الكتل السياسية تتجه نحو المشاركة في التشكيلة الوزارية المقبلة. واضاف ان الخطاب الحكومي الأخير للانفتاح على القوى السياسية يعد خطوة على طريق حلحلة العقبات التي كانت تقف في وجه عودة الكتل المنسحبة . وأشار إلى أنه لا يوجد حاليا ما يمنع مشاركة حزب الفضيلة في التشكيلة الوزارية المقبلة مؤكدا عدم وجود اي خط أحمر على التحاق حزب الفضيلة بالتشكيلة الوزارية المقبلة .