طلال سلامة من روما: يواصل سيلفيو برلسكوني محادثاته لتعيين وزراء الحكومة الايطالية الجديدة. والتقى أمس أومبرتو بوسي، رئيس حزب quot;رابطة الشمالquot; في المقر الرئيسي لهذه الأخيرة بمدينة ميلانو، من أجل اختيار الوزراء الجدد المنتمين الى quot;رابطة الشمالquot;. يبدو أن برلسكوني سيلغي منصبين رفيعين، متعلقين بمنصب نائب رئيس الوزراء. لذلك، سيكون جياني ليتا، الذي كان مرشحاً لتولي أحد هذين المنصبين، وهو وكيل رئاسة الوزراء الإيطالية بالتكليف، في الحكومة الجديدة.

أما روبرتو كالديرولي من quot;رابطة الشمالquot;، الذي كان مرشحاً بدوره لتولي منصب نائب رئيس الوزراء سوية مع جياني ليتا، فسيكون له مركزاً رفيع المستوى لتفعيل برنامج برلسكوني. ويعزي المحللون السياسيون هنا إلغاء منصبي نيابة رئاسة الوزراء الى خلافات أيديولوجية معقدة بين كالديرولي وليتا. ومن المتوقع أن يتولى أومبرتو بوسي منصب وزير الإصلاحات وروبرتو ماروني(دوماً من رابطة الشمال) منصب وزير الداخلية.

وتعتبر نظرية الفيدرالية الضريبية والسياسية قاعدة جوهرية للتشكيلة الحكومية الجديدة التي ترى وصول شخصيات مرموقة في quot;رابطة الشمالquot; الى روما للهيمنة على النفوذ والسلطة. وتطفو على السطح اليوم مفاجأة غير متوقعة، إذ عرض سيلفيو برلسكوني على لوكا مونتيزيمولو، رئيس جمعية الصناعيين الإيطاليين quot;كونفيندوسترياquot;، تولي منصب وزير التنمية الاقتصادية.

ويبدو أن برلسكوني يراهن على هذه الشخصية الصناعية الإيطالية التي تمثل وجهاً رابحاً لإيطاليا يتميز بصلات وصل متفرعة دولياً. ولا شك في أن استقطاب مونتيزيمولو، ليكون جزًء من الفريق الوزاري الجديد، يعني الكثير بالنسبة الى برلسكوني، بعد ان راكم على مر السنين خبرة في المواضيع السياسية . ويحاول برلسكوني الاستفادة من أخطاء الماضي فتجده اليوم متريثا في اختيار الوزراء الجدد، كي يضمن الحصول على ثقة عمياء بحكومته.