إسماعيل دبارة من تونس: حظي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم باستقبال رسمي وشعبي كبير في تونس.

وكان في استقباله بمطار تونس قرطاج الدولي الرئيس زين العابدين بن علي،وزيّن شارع الحبيب بورقيبة بوسط العاصمة بالأعلام الفرنسية والتونسية ورفعت عدّة يافطات وشعارات كتب على بعضها بالغة الفرنسية quot;أهلا بالضيف الكريمquot;، فيما اصطف الآلاف من المواطنين على أرصفة الشارع لتحيته والترحيب به .

وترجل الرئيس زين العابدين بن علي وضيفه وقرينته عبر شارع الحبيب بورقيبة حيث تجمعت أعداد غفيرة من المواطنين رافعين صور الرئيسين وهاتفين بحماس quot;بحياة تونس وحياة رئيسها والرئيس الفرنسي وبالصداقة التونسية الفرنسيةquot;.

وشهدت مختلف شوارع العاصمة إجراءات أمنية مشددة منذ الصباح الباكر وقال المواطن حسين ذوادي لإيلاف:اضطررت لتغيير اتجاهي عدة مرات و انا في طريقي إلى مقر عملي ...عناصر الأمن يجوبون كل شوارع العاصمة و أزقتها و يطالبون بوثائق الهوية.quot;

ويرافق ساكوزى خلال الزيارة قرينته كارلا وسبعة وزراء ومديرو نحو 120 شركة وهو ما اعتبره مراقبون دعما كبيرا وغير مشروط تقدمه فرنسا إلى تونس البلد المتوسطي القريب من النهج الغربي و الفرنسي على وجه الخصوص.

وقال ساركوزى quot;هذه ثاني زيارة لي إلى تونس في أقل من عام، وهذا مؤشر على اهتمامي بمتابعة وتعميق العلاقات الثنائية. لقد جئت لأعبر عن تقديري ودعمي للرئيس بن على ...العلاقات الفرنسية التونسية ممتازة من حيث قوتها وتنوعهاquot;.

أما الرئيس التونسي زين العابدين بن على فقد جدد يوم الأحد الماضي التأكيد على مساندته لمبادرة الاتحاد من أجل المتوسط التي أطلقها ساركوزى مطالبا بمشاركة على نفس الدرجة لمجمل الدول المعنية بهذا المشروع. وقال مصدر رسمي تونسي إن ساركوزي اتفق مع بن علي على تعزيز الشراكة الإستراتيجية في عدة مجالات من بينها التكنولوجيا كما وقعا اتفاقا للطاقة النووية المدنيّة.

وانضمت بذلك تونس إلى عدة بلدان أُخرى وقعت معها فرنسا اتفاقات للطاقة النووية السلمية منها الجزائر والمغرب وليبيا . كما تم توقيع اتفاقين في مجال الهجرة عقب لقاء الرئيسين في قصر الرئاسة بقرطاج quot;بهدف تحقيق توازن بين مسائل تنقل الأشخاص ومكافحة الهجرة غير الشرعيةquot;.

الإعلام الفرنسي يزور المضربين عن الطعام

وغير بعيد عن الشارع الذي تمشىّ فيه الرئيسان جنبا إلى جنب وسط هتافات المواطنين وترحيبهم، قامت عدد من وسائل الإعلام الفرنسية بزيارة إلى مقر صحيفة quot;الموقفquot; المعارضة ndash;التي لا تبعد سوى بضعة أمتار عن شارع الرئيس بورقيبة- حيث يواصل صحافيان معارضان الإضراب المفتوح عن الطعام الذي أعلناه يوم السبت الماضي.

و أدلى كل من quot;رشيد خشانةquot; رئيس تحرير صحيفة quot;الموقف quot;ومنجي اللوز مدير تحريرها بأحاديث صحفية إلى كل من تلفزيون quot;فرنسا 24quot; باللغتين العربية والفرنسية وتلفزيون TV5 ORIENT والمحطة الأولى للتلفزة الفرنسية ) TF1 (وإذاعة quot;فرنسا الدوليةquot; وإذاعة quot;الشرق بباريسquot; ومحطة quot;مونت كارلوquot; ومحطة France INFOquot; quot;ولمراسل INFO SUD.

ويخشى متابعون مقربون من الحكومة التونسية أن يؤثر إضراب الجوع الذي يشنه الصحافيان على زيارة الرئيس الفرنسي إلى تونس مما قد يدفعه إلى الحديث في ندوته الصحفية إلى سجل حقوق الانسان مما قد يحرج الحكومة التونسية .

وكانت جماعات ومنظمات حقوق الإنسان قد اتهمت الحكومة التونسية quot;بقمع الصحافة وضرب وحبس خصومهاquot;. الأمر الذي تنفيه تونس بشدة بل و اعتبرته في تصريحات سابقة quot;تضليلا ديماغوجيا يستهدف سمعة تونس وانجازاتها في ميدان حقوق الإنسان والحريات الفردية والإصلاح الاقتصاديquot;.

وأ وضح مصدر آخر بالقول : تونس تضمن استقلال العدالة... والدستور والقوانين التونسية تحمي وتشجع حقوق الإنسان... التعذيب وغيره من المعاملات غير الإنسانية محظور في تونس بشكل قاطع.quot;
وقال رشيد خشانة أحد الصحافيين المضربين اليوم في تصريحات لإيلاف:quot;تحدثنا مع وسائل الإعلام الفرنسية المختلفة التي رافقت ساركوزي في زيارته إلى تونس ،تطرقنا إلى المضلة التي سلطتها حكومتنا على صحيفة الموقف الأسبوعية والى مصادرتها من الأكشاك بصفة متكررة ، وقلنا لهم أن زيارة ساركوزي إلى الصين من قبل جوبهت بانتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان لأن ساركوزي أعطى أولوية لمصالح فرنسا الاقتصادية على قضايا الحريات وحقوق الإنسان في الصين ...لا أظن أن حقوق الإنسان في تونس تختلف في شيء عن مثيلتها في الصين.quot;

من جهته قال المعارض التونسي منصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (ليبيرالي غير قانوني) من منفاه في باريس quot;ان النظام التونسي سيستخدم هذه الزيارة كمؤشر على الدعم.quot;
و أضاف المرزوقي الذي بعث برسالة تضامن ومساندة إلى المضربين عن الطعام :نأمل ألا يسقط ساركوزي في ذلك الفخ ويبدأ في كيل المديح.. سيكون هذا شيئا سيئا للديمقراطيين وخصومهم.quot;