مقديشو: في الأسابيع الأخيرة صعد المتمردون في الصومال هجماتهم على الجيش الإثيوبي والحكومة الانتقالية الصومالية، وقد استولوا على عدد من البلدات وقتلوا عددا من الجنود الصوماليين واستولوا على أسلحتهم قبل أن ينسحبوا.

ولكن اتضح ان هناك خلافات في أوساط المتمردين حول الإتجاه الذي يأخذونه.

وينسب العديد من الهجمات الأخيرة الى تنظيم أصولي يدعى quot;الشبابquot;.

ومنذ بداية التمرد نادرا ما التقى أفراد من هذا التنظيم صحافيين غربيين، ولكن أحد أفراد هذا التنظيم الذي لا أستطيع ذكر اسمه، وهو قائد خلية وافق على أن يلتقيني. سأشير اليه باستخدام ضمير الغائب المفرد.

قال لي:quot;هناك مقاتلون من الشباب في أنحاء البلادquot; وأضاف قائلا:quot;حين وصل الإثيوبيون كنا أقوياء، أما الآن فنحن أقوى لأننا نتمتع بدعم الشعب في كل مكانquot;.

الشريعة
ككل المتمردين، توجه إلى مقاديشو لمحاربة الإثيوبيين منذ دخولهم العاصمة في ديسمبر/كانون أول عام 2006.

قال:quot;هاجمناهم ليلة وصولنا، وهزمناهم بحول الله.كنت سعيدا لأنني كنت آمل أن أصبح شهيداquot;.

قال لي ان لديه هدفين: أن يصبح شهيدا، وان تحكم البلاد بالشريعة الإسلامية، وأضاف:quot;نحن في تنظيم الشباب لا نأبه لأولئك الذين لا يرغبون بالشريعة الإسلامية، وهدفنا هو أن نطبق تلك الشريعة في بلدنا ونطرد الكفار سواء كانوا إثيوبين أو أميركيينquot;.

كانت رسالته الى أولئك الذين لا يصلون واضحة:quot; في البداية سندعوهم للصلاة، فالصلاة هي ما يميز المسلم عن غير المسلم، فإن لم يستجيبوا سندعوهم مرة ثانية وثالثة، واذا رفضوا نهائيا سنسجنهم ونمنع عنهم الطعام حتى يعودوا إلى الصلاةquot;.

إغلاق السينما
وأنكر أن تكون هناك أي علاقة بين تنظسم الشباب وتنظيم القاعدة، مع أنه قال quot;هم مسلمون على أي حال، إذن هم إخواننا، ولدينا هدف مشترك، هو تطبيق الشريعةquot;.

ولكن الكثير من الصوماليين لا يشاركون تنظيم الشباب رغبته في إقامة دولة إسلامية في الصومال.

كانت الصومال دائما تطبق القواعد الإسلامية بشكل معتدل ومتسامح، فدور السينما مثلا مزدهرة وتعرض أفلاما من بوليوود.

لم تكن الحركات الأصولية تحظى بدعم واسع، لذلك فمعتقدات تنظيم الشباب تتناقض مع معتقدات الكثير من الصوماليين.

ولكن حركة الشباب لا تتسامح مع المعارضين.

امرأة لم ترد التصريح عن إسمها قالت ان الشباب أمروا بإغلاق دار للسينما عام 2006، أثناء وجود المحاكم الشرعية في السلطة، وحين عبر فتى من أقربائها كان يقيم مع عائلتها عن اعتراضه جاء أفراد من quot;الشبابquot; للبحث عنه، وحين أخبرتهم أنه غير موجود بدأوا بركلها ، ثم طرحوها أرضا وبدأوا بإطلاق النار، أطلقوا ثلاث رصاصات على ساقيها.

وحين صرخت بهم أمها قائلة quot;لماذا تطلقون النار على ابنتي ؟ بدأوا بضرب الوالدة، ثم طرحوها أرضا وبدأوا بركلها.

خوف
في النهاية أغلقت دار السينما وحلقت رؤوس من كانوا يرتادونها.

تحدث إلي أشخاص في الصومال وخارجها قتل الشباب افراد من عائلاتهم.

بعضهم قتلوا لاتهامهم بالتعاون مع الحكومة المؤقتة أو الإثيوبيين حتى ولو في قضايا بسيطة، فأحد الذين تحدثت اليهم قال لي إن شقيقه قتل لأنه باع بطاقات هاتف جوال للإثيوبيين.

لم يوافق أي من أقارب الضحايا على إعطائي مقابلة، حيث قالوا إنهم يخشون من الإنتقام منهم أو من عائلاتهم.

خلال عشر سنوات من زياراتي للصومال ليس نمو التطرف هو الذي لفت انتباهي بل خوف الصومايين من الحديث عن ذلك.

واحد من أكبر قادة تنظيم quot;الشبابquot; هو مختار علي روبو، الذي يغير مكان وجوده وأرقام هاتفه باستمرار لأسباب أمنية.

حين وصلت اليه أخيرا قال ان الإعلام يبالغ في الحديث عن قتل تنظيم الشباب لمواطنين صوماليين، وقال انهم يقتلون الاثيوبيين الذين وصفهم بـ quot;أعداء اللهquot; ولا يقتلون مدنيين صوماليين الا اذا كانوا من المتعاونين مع الإثيوبيين.

وقال ان عدم حديث الناس ليس سببه الخوف بل دعمهم للشباب.

وأضاف ان خير دليل على دعم الشعب لتنظيم الشباب وكراهيتهم للإثيوبيين ان الناس يفرون أينما حل الإثيوبيون بينما يستقبلون الشباب بالتكبير.

أما الواقع فهو أن الناس واقعون بين القوات الإثيوبية والحكومة الانتقالية من جهة والمتمردين من جهة أخرى.