حرب إعلامية مع إقتراب موعد الإنتخابات: شاركوا... لا تشاركوا
اليمن وإضطراب أمني جديد: إنفجار قرب السفارة الإيطالية في صنعاء

ايلاف من صنعاء -وكالات:مع إقتراب موعد انتخابات المحافظين ارتفعت وتيرة السباق الإعلامي ترافقها وتيرة مرتفعة من الإضطرابات الأمنية. فبعد حادثة محاصرة مركز للشرطة في المنطقة العسكرية التابعة لمديرية يافع ظهر أمس، هز إنفجار كبير العاصمة صنعاء اليوم. وأفاد شهود عيان أن إنفجارًا قويا هز صباح اليوم حيًا سكنيًا واداريًا في وسط صنعاء تقع فيه السفارة الإيطالية في اليمن، من دون أن يتمكنوا من تحديد مصدر الإنفجار.وسارعت قوات الأمن إلى تطويق القطاع الذي وقع فيه الإنفجار في حي الصافية الذي يضم مقرّي وزارة المالية وإدارة الجمارك في اليمن.ووقع الإنفجار قبيل فتح الإدارات في العاصمة اليمنية.وقال شاهد عيان إنه ناجم عن عبوة متفجرة وضعت داخل مقر مديرية الجمارك المجاورة لسفارة ايطاليا على ما يبدو.

وعلى صعيد متصل، وفي ما يتعلق بحادثة يافع، صرح مصدر مسؤول بأن أفراد الدوريتين تمكنوا من ضبط أحد المسلحين مع سلاحه، فيما استمر الآخر بمقاومة رجال الأمن، وتبادل إطلاق النار معهم ما أدى إلى مقتلهquot;.

وأضاف المصدر: quot;إن أجهزة الأمن باشرت تحقيقاتها مع الشخص المضبوط لمعرفة أسباب ودوافع قيامه مع الشخص الأخر الذي لقي حتفه، بإطلاق النار على دورتي الشرطة تمهيدًا لإحالة القضية على النيابة ومن ثم إلى القضاءquot;.

وكانتبادلاً لإطلاق النار بين مواطنين حاصروا مركز الشرطة في منطقة العسكرية التابعة لمديرية يافع محافظة لحج ظهر امس قد ادى إلى مقتل مواطنيين واخرين من رجال الامن .

وقالت وكالة مأرب برس إن الجموع المسلحة حاصرت قسم الشرطة مطالبين بالافراج عن شخصإعتقل على خلفية الملاحقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية لقادة ونشطاء الحراك الشعبي في مديريات لحج، وبعد ان رفضت الشرطة الانصياع لمطالبهم تفجر الموقف وتطور الى تبادل لاطلاق النار بين الطرفين ولا تزال المنطقة تعيش أجواء متوترة وتواجدًا كثيفًا للأمن، تحسبًا لأي ردة فعل في الأوقات القادمة، كما تتأهب أجهزة الأمن للقيام بملاحقة من يقفون خلف الحادث من المواطنين .

وتشهد صنعاء منذ عدة اسابيع سلسلة من الاعتداءات.واعلنت سفارة الولايات المتحدة في صنعاء في الثامن من نيسان/ابريل انها تلقت امرًا من وزارة الخارجية بإجلاء موظفيها غير الضروريين بعد الهجمات التي شهدتها العاصمة اليمنية وتبناها تنظيم القاعدة.وفي الثامن عشر من اذار/مارس قتل شرطي وطالبة في صنعاء في تفجير مدرسة للبنات قرب السفارة الاميركية. وبعد ثلاثة اسابيع تبنى تنظيم القاعدة عملية اطلاق قذائف على فيلات يسكنها خبراء نفطيون اميركيون في صنعاء.وانضم اليمن البلد الاصلي لعائلة اسامة بن لادن الى الولايات المتحدة في كفاحها الارهاب اثر اعتداء وقع في الثاني عشر من تشرين الاول/اكتوبر 2000 في ميناء عدن (جنوب) واستهفد المدمرة الاميركية كول وخلف 17 قتيلاً و38 جريحًا بين جنود البحرية الاميركية.

لجنة ثالثة لتنفيد اتفاق الدوحة


وعلى صعيد آخر، شكل الرئيس علي عبد الله صالح لجنة ثالثة للإشراف على اتفاق ترعاه دولة قطر لوقف النزاع بين الحكومة وأتباع الزعيم الديني المتمرد عبد الملك الحوثي . وقال مصدر يمني إن اللجنة الجديدة الثالثة تم تشكيلها من كل من محافظ محافظة الجوف منصور سيف وعلي أبو حليقة عضو البرلمان وعلي القشيشي ويحيي قحطان كأعضاء في اللجنة .

وكان صالح أعفى أعضاء الجانب الحكومي من اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق المصالحة بين السلطة وأنصار الحوثي من مهامهم الخميس الماضي . وبدورها قالت مصادر بوزارة الدفاع إن اللجنة القطرية المشرفة على تنفيذ الاتفاق عادت لاستئناف جهودها لإنهاء النزاع مع الحوثيين، بعد انسحابها الثلاثاء الماضي من محافظة صعدة. وقالت الوزارة في موقعها على شبكة الإنترنت إن هناك خطوات ستتخذ خلال الأيام المقبلة لتفعيل الخطوات والإجراءات الكفيلة بإحلال السلام. وكان زعيم التمرد عبد الملك الحوثي حمل الرئيس صالح مسؤولية الحفاظ على الأمن والاستقرار وحقن الدماء ووقف الحروب.

الانتخابات... مقاطعة أحزاب اللقاء المشترك

مع اقتراب موعد إجراء انتخابات المحافظين المقرر إجراؤها في السابع عشر من مايو القادم ترتفع وتيرة السباق الإعلامي المحموم بين أحزاب اللقاء المشترك التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات وبين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أعلن عزمه إجراء انتخابات المحافظين بعد تعديلات دستورية أجراها على قانون السلطة المحلية ووافق عليها البرلمان. مظاهر هذا التنافس بدا واضحًا من وسائل إعلام الطرفين اللذين يسعيان الى حشد الآراء والمواقف المؤيدة لوجهات نظرهما في محاولة منهما لكسب ود الشارع الذي يرى نفسه بعيدًا عن اهتمامات الطرفين .

غير أن هذا السباق بلغ ذروته بمحاولة الطرفين انتزاع دليل مشروعية لموقفه من خلال اللجوء لمدير امعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية في اليمن بيتر ديمتروف الذي سعت أحزاب المشترك والمؤتمر الشعبي العام لاستصدار تصريحات منه تدعم وجهة نظرها ويتبين في الأخير ان الرجل ايد الجانبين وبدت أحاديثه مناقضة لبعضها مثلما هي مواقف الفريقين المتباينة من انتخابات المحافظين.

ففي تصريحه لموقع الصحوة نت الإخباري التابع للتجمع اليمني للإصلاح انتقد بيتر ديمتروف إجراء انتخابات المحافظين معتبرا عدم وجود أي معنى لذلك في ظل غياب الصلاحيات وفي ظل النظام الحالي وقال ان التعديلات الأخيرة ذكرت حكم محلي واسع الصلاحيات بلغة مطاطية عائمة وان المحافظين الذين سينتخبون سيكونون مجرد اختيار إداريين للحكومة المركزية quot;.

وفي الحوار ذاته،اعتبر ديمتروف ان أحزاب المشترك والمؤتمر الشعبي العام في طريقهما للفشل نتيجة تركيزهما على العملية الانتخابية فقط متجاهلة قضايا المواطن العادي وقال: quot;هذا أمر غير منطقي لأن الانتخابات ليست غاية، ولكنها وسيلة للناس وللأحزاب، بحيث انه في آخر المطاف الانتخابات تفرز منتخبين ممثلين من قبل الناس يمثلون قضياهم ويدافعون عنهاquot;.

غير ان مدير المعهد الذي قال إن وجهة نظر احزاب اللقاء المشترك تتوافق كثيرًا في ما يخص الانتخابات مع رؤية وتوجه المعهد الديمقراطي، قال في تصريحات نشرها موقع 26 سبتمبر، إن عملية المقاطعة للانتخابات من قبل أحزاب اللقاء المشترك تعطي انطباعًا خاطئًا عن المقاطعين، وتعكس عدم وصولهم إلى الرشد السياسي, كما تعطي رسالة خاطئة لأنصار المقاطع، وتؤكد ضعف المقاطع، وعدم قدرته على خوص المنافسة الديمقراطية مع الآخرينquot;.

تصريحات ديمتروف جاءت خلال لقاء جمعه بوزير الإدارة المحلية عبد القادر على هلال أشاد خلالها- وفقا للخبر- بمستوى التجهيز والتحضير للانتخابات لكن على نقيض تصريحه بعدم انتخاب المواطنين للمحافظين قال المسؤول الاميركي quot;إن انتخاب المحافظين من قبل أعضاء المجالس المحلية يقوي من دور المجالس في إدارة الشأن المحلي ويزيد من أهميتها بدلاً من تجاوزها عبر الانتخاب المباشر من المواطنينquot;.

وتعكس هذه التصريحات المتناقضة التي يسعى كل طرف الى اعتبارها شهادة تأكيد لموقفه حالة عدم الوفاق والرضى وتصاعد الازمة السياسية المتفاقمة بين الطرفين.