واشنطن : تعود وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى الشرق الاوسط نهاية الاسبوع في محاولة لتحريك مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتوقفة، لكنها حذرت من ان التفاوض مع حماس غير وارد.وقبل هذه الزيارة الجديدة الى القدس والضفة الغربية، الخامسة عشرة للوزيرة الاميركية منذ اعلن الرئيس جورج بوش في تموز/يوليو 2006 عزمه اعادة احياء عملية السلام، ستجري رايس محادثات في بريطانيا تتناول الوضع الاقتصادي للفلسطينيين فضلا عن البرنامج النووي الايراني وكوسوفو.

ومن المقرر ان تغادر رايس واشنطن الخميس لتصل مساء الى لندن حيث ستشارك الجمعة في اجتماع للجنة الخاصة للمساعدات المقدمة للفلسطينيين يهدف الى تشجيع الجهات المانحة على تنفيذ التعهدات التي قطعتها في كانون الاول/ديسمبر الماضي في باريس.وستشارك الوزيرة الاميركية في لندن ايضا في اجتماع للجنة الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي، روسيا، الامم المتحدة) لمناقشة التقدم الذي حققته مفاوضات السلام منذ اعادة احيائها في مؤتمر انابوليس قرب واشنطن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وستشارك رايس في اجتماع لمجموعة الست، اي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) اضافة الى المانيا، المعنية بالملف النووي الايراني والذي سيبحث خصوصا في الحوافز التي قدمتها الدول الست الى النظام الايراني لثنيه عن المضي قدما في برنامجه لتخصيب اليورانيوم المثير للجدل.ويتضمن برنامج رايس في لندن محادثات مع نظرائها الاوروبيين حول قضية كوسوفو، كما تعقد لقاءات ثنائية مع نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند ومبعوث الرباعية توني بلير.

وستجري رايس يومي الاحد والاثنين في اسرائيل والضفة الغربية محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين في محاولة للتوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية هذا العام كما تعهد الرئيس الاميركي جورج بوش الذي دعا الى قيام دولة فلسطينية تعيش في سلام جنبا الى جنب مع اسرائيل.لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حذر بوش الاسبوع الماضي من ان quot;هوة كبيرةquot; ما زالت تباعد بين المواقف الفلسطينية والاسرائيلية من مواضيع النزاع الاساسية مثل استمرار الاستيطان الاسرائيلي وعدم ازالة حواجز الطرق في الضفة الغربية ومسألة حدود الدولة الفلسطينية الموعودة.

لكن بوش الذي سيزور القدس منتصف ايار/مايو، اكد الثلاثاء انه quot;لا يزال يأملquot; في ان يتوصل الطرفان الى اتفاق سلام قبل انتهاء ولايته في كانون الثاني/يناير 2009. ورفض بوش الدعوات التي وجهها عدد من الخبراء ولا سيما سلفه جيمي كارتر الداعية الى التفاوض مع حماس التي تسيطر منذ حزيران/يونيو 2007 على قطاع غزة. وقال quot;هناك هذه اللقاءات التي تعقد مع هؤلاء الناس، انهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخرquot;.

وبعيد هذا التصريح دافعت رايس امام اللجنة الاميركية اليهودية عن سياسة العزل التي تنتهجها ادارتها تجاه حماس التي ترفض بحسب قولها نبذ العنف ولا تعترف بحق اسرائيل في الوجود وترفض ايضا الاعتراف بالاتفاقات التي ابرمها الفلسطينيون مع اسرائيل.

وقالت الوزيرة الاميركية quot;ما قد يكون اكثر مدعاة للقلق هو ان قادة حماس يتم استخدامهم اكثر كمقاتلين بالوكالة عن نظام ايراني يقوم بزعزعة استقرار المنطقة ويسعى الى امتلاك قدرات نووية ويعلن رغبته في تدمير اسرائيلquot;.واضافت quot;كلا، ان السياسة المسؤولة الوحيدة هي بعزل حماس والدفاع عن النفس ضد تهديداتها الى ان تختار حماس دعم السلامquot;.