مهند سليمان من المنامة: اثارت العبارات واللافتات التي رفعها عشرات الايرانيين امام سفارة الامارات في طهران والتي جاءت تحت عنوان quot; أبناء ايران يتطلعون صوب البحرينquot; ، استياء كبيرا لدى المسؤولين في الحكومة البحرينية في ظل غياب اي موقف رسمي ايراني يدين او يستنكر quot;الوقاحة الإيرانيةquot; حسبما وصفها مراقبون في البحرين.
ويرى المراقبون ان ايران تتعمد استفزاز دول الجوار رغم معرفتها بمدى تعكير هذه الاجواء والمسيرات لصفو العلاقات ، مشيرين إلى انها تأتي متناقضة لتصريحات وجولات رئيسها نجاد في دول الخليج خلال الاشهر الماضية ، مشبهين الوضع بأنها حرب من خلف الكواليس وإن إيران ستخسر الكثير بسبب هذه الاستفزازات.
تكرر الاستفزازات الإيرانية بخصوص ملكيتها للبحرين واعتبار ولاية ايرانية تابعة لها ليس بسابقة جديدة ، فقد سبق ان توترت الاوضاع بين البحرين وإيران خلال النصف الثاني من العام الماضي على اثر مقالات لمستشار المرشد الاعلى ورئيس تحرير صحيفة كيهان علي شريعتمداري والتي استدعى في ذلك الوقت حضور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى البحرين لتلطيف الاجواء.

ورفض المراقبون لغة التصادم التي تنتهجها إيران والتى تلجأ اليها كلما وجدت نفسها محشورة ومعزولة جراء سياساتها المعادية للغالبية العظمى من دول العالم حيث عادت مرة أخرى وبعد ممثل قمة الهرم الايرانى على خامنئى على لسان طلابها بالمطالبة بالبحرين وادعائه بأنها تمثل محافظة من محافظات ايران.

واكد المراقبون quot; ان التناقض الايراني مفضوح ففى الوقت الذى تؤكد فيه ايران انها تريد السلام والاستقرار فى المنطقة وأنها لا تتدخل فى الشئون الداخلية لدول الجوار تقابله عمليا وواقعيا سياسات مخطط لها جيدا يديرها الجناح المحافظ وأجهزة الاستخبارات الايرانية والحرس الثورى وتسعى هذه السياسة الى تصدير الثورةquot;.
مسئول بحريني تحدثت إليه إيلاف اكتفى بالقول ان الاستفزازات الإيرانية ليست في صالح علاقتها مع الخليج وإن الحكومة البحرينية مازالت تنتظر تعليق الحكومة الايرانية على الادعاءات التي تمثل تدخلا سافرا وصريحا فى شئون دولة مستقلة وذات سيادة وعضو فى الامم المتحدة.
وحول تعرض المظاهرات لدولة الإمارات وجزرها اكد المسئولquot; موقفنا واضح فيما يتعلق باستمرار احتلال جمهورية ايران للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، وهو دعم حق السيادة للامارات على جزرها وعلى المياه الاقليمية والاقليم الجوى والجرف القارى والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لا يتجزأ من دولة الامارات العربية المتحدةquot;.
ويشار هنا إلى ان ايران سيطرت على هذه الجزر الثلاث في 1971 قبيل اعلان قيام دولة الامارات العربية المتحدة وبعيد جلاء القوات البريطانية عنها، وتتحكم هذه الجزر بحركة المرور في مضيق هرمز بين الامارات وايران.

خلفيات الاحداث
وتأتي تطورات الاحداث اثر مظاهرة طلابية وشعبية أمام سفارة دولة الإمارات في طهران للاحتجاج على قيام السلطات الإماراتية بتغيير اسم الخليج الفارسي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية quot;آرناquot;. وتطلق إيران على الخليج الذي يفصلها عن الدول العربية اسم الخليج الفارسي فيما تسميه الدول العربية بالخليج العربي.
وذكرت الوكالة أن المتظاهرين أطلقوا شعارات تطالب بإغلاق سفارة الإمارات في طهران، وطرد السفير الذي وصفوه بـquot;الصهيونيquot; ، بالإضافة إلى ترديدهم شعارات معادية لإسرائيل والولايات المتحدة.
ونقلت الوكالة عن مهدي بلوكات نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية للطلبة المستقلين، قوله إن quot;قادة الإمارات وضعوا أنفسهم باختيار أميركا والكيان الإسرائيلي بدلا من سعيهم في مصالح شعبهم والمصالح الشعوب الإسلاميةquot;، وانتقد مواقف الإمارات حيال القضية الفلسطينية.
وذكرت الوكالة أن المشاركين في التجمع الاحتجاجي وقعوا علي بيان عبروا فيه عن احتفائهم باليوم الوطني للخليج الفارسي ودعوا المسؤولين في البلاد إلى البحث فورا حول الخطوات التي تقوم بها الإمارات بهذا الصدد، فيما دعا بلوكات الطلبة إلى المشاركة في احتجاج في الثالث من شهر نوفمبر في حال استمرت سياسات الإمارات التوسعية، حسب تعبيره.
وردد المحتجون هتافات منها: quot; أبناء ايران يتطلعون صوب البحرينquot; ، quot; الخليج الفارسي لن ينفصل عن ايرانquot; ، وquot; لا نسمح بانفصال الخليج الفارسي عن ايرانquot; ، وquot; الخليج الفارسي هو وطننا وهويتناquot; وquot; طنب الصغرى وطنب الكبري هما ملكناquot;.
كما حمل المحتجون لافتات كتب عليها quot; لا تستطيع الدول المصطنعة انكار الحق التاريخي للشعب الايرانيquot; ، وquot; يا وطني ليس لارواحنا قيمة في سبيل الدفاع عنكquot; ، quot; كل القوميات الايرانية منسجمةquot; ، وquot; تقوم الامارات بالانتحارquot; وquot; يحيى الخليج الفارسيquot; وquot; الخليج الفارسي لن يصبح خليجا عربياquot;.