أسامة مهدي من لندن : اكد التيار الصدر التابع للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر ان الحملة التي تشنها القوات العراقية والاميركية ضده تأتي بسبب معارضته للاتفاقية الاستراتيجية الاميركية العراقية المنتظرة داعيا رئيس الوزراء العراقي بالعودة الى رشده ووقف هذه المواجهات واكد في اشارة الى القوى الشيعية قائلا quot;ان ابناء عمومتنا يقتلونا شر قتلة ويحرقون شهداءنا ويدمرون مكاتبناquot; .
واضاف التيار الصدري في بيان بعد ساعات من اعلان المالكي تصميمه على حل جيش المهدي التابع للتيار بالقوة ان الظلم قد عاد الى العراق مرة اخرى quot; ولكن بلباس ابناء عمومتنا ومن غمسنا اصابعنا لهم وكنا نرجوهم خيرا وهم يقتلوننا الان شر قتلة ويحرقون شهدائنا ويدمرون مكاتب الصدرين العظيمين حتى لاتبقى شامخة تدافع الدين واصولهquot; في اشارة الى والد مقتدى الصدر اية الله محمد صادق الصدر الذي اغتالته مخابرات صدام عام 1999 واية الله محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده المالكي الان والذي نفذ فيه الاعدام النظام السابق عام 1980 .
واضاف التيار الصدري في بيان وقعه النائب ناصر الساعدي الناشط البارز في التيار وسبق ان اعتقلته القوات الاميركية واستلمت quot;ايلافquot; نسخة من هذا البيان اليوم انه تيقن بأن quot;من يريد السلطة والثروة عليه ان يسعى للحصول عليها بأي ثمن حتى لو كلفه ذلك مبادئه التي كان يؤمن بها وما انتهاك حقوق الانسان لديه الا وسيلة لارضاء رغبات نفس جامحة سنحت لها الفرصة ان تحصل على فتافيت موائد اسياد الشر والانطواء بعباءة المحتل ولم تأخذ هذه النفس الامارة بالسوء عبرة من التي سبقتها في اعتلاء هذا الكرسي الذي من المفروض ان يكتب على باب قصره العبارة الخالدة (لو دامت لغيرك لما وصلت اليك)quot;.
وتساءل مخاطبا العراققين quot;هل تقبلون ان تعطى وتباع ثروات هذا البلد بدون ثمن للاجنبي وهل تقبل ضمائر الشرفاء ان تمرر اتفاقية امنية واقتصادية واجتماعية وثقافية يكون عمرها تسع وتسعون سنة لشركات اجنبية اميركية ولاصحاب القرار من العراقيين واصحاب الجنسيات المزدوجة فيها اسهم ثابتة ودائمية مستقبلا متجاوزين حالات القومسيون (العمولات) السابقة لتصبح لهم حصص ثابتة والشعب يأن من الجوعquot;.
وكان العراق والولايات المتحدة بدأتا في شباط (فبراير) الماضي مباحثات لتوقيع اتفاقية ستراتسجية طوبلة الامد بينهما تنظم العلاقة بين الدولتين وخاصة في ما يتعلق بالتواجد العسكري الاميركي في العراق والعلاقات الاقتصادية بينهما.
واضاف التيار الصدري قائلا انه بعد الاطلاع على مسودة هذه الاتفاقية ورفضها رفضا قاطعا منا quot;تعرضنا الى ما نتعرض اليه الان ويدفع ثمنه ابناء شعبنا من انتهاك واضح وصارخ لكل الحقوق المدنية وحقوق الانسان التي اوصت بها المواثيق والقوانين السماوية والوضعية وانتهاك الحريات ومبادئ العدالة والديمقراطيةquot; . واشار الى ان حصار مدينة الصدر المفروض عليها لاكثر من خمسة اسابيع وسياسة العقوبة الجماعية التي احترفتها النازية في الزمن الغابر والعمل بمبدأ معاقبة الجميع وأخذ البريء بجريرة المسيء الاتعبير واضح عن تنفيذ اجندة سياسية يراد من خلالها تمرير حالة مرفوضة جملة وتفصيلا ولايقبل بها الشرفاء وابناء هذا الوطن الجريح الذين ثبتوا ووقفوا يجاهدون البعث وازلامه يوم فر من يتربعون على الكراسي الان.
واكد التيار استنكاره quot;هذه الكارثة التي حلت بمدينة الصدرquot; . وطالب quot;كل الشرفاء من المسؤولين ومن منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان بان تتدخل لمنع استمرار قتل الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والعزلquot; . واضاف انه ينصح من يقف على رأس هذه الحملة الى quot; ان يعود الى رشده وان لا يكون قبلي الدوافع بالتصرف والعناد وان يتذكر ان فوق كل ذي علم عليمquot; وذلك في اشارة المالكي .
وكان المالكي اكد في مؤتمر صحافي امس ان القوات العراقية ستعمل على حل جيش المهدي وبقية الفصائل المسلحة بالقوة ورفض بقائها رديفا للجيش العراقي ونفى ان تكون مدينة الصدر معقل انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر محاصرة رافضا استخدام سكانها دروعا بشرية مشيرا الى ان ممارسات التيار الصدري تشبه اخلاقيات حزب البعث السابق . وقال ان السلاح يجب ان يبقى بيد الدولة وان يظل الجيش للدولة وليس للمليشيات . واشار الى ان من يعارض ذلك quot;سنقاومه بالقوة والاعلام والسياسة لانه لايمكن ان نسمح بوجود جيشين وبقوى تتدخل في شؤون الوزاراتquot; .
وقال تحسين الشيخلي الناطق المدني باسم خطة امن بغداد quot;فرض القانونquot; في مؤتمر صحافي امس ان 925 شخصا قتلوا منذ بدء الاشباكات قبل شهر بين جيش المهدي والقوات العراقية والاميركية في مدينة الصدر .
واضاف quot;وقع في مدينة الصدر 925 شهيدا وجرح 2605 اخرينquot; من دون توضيح اذا كان هؤلاء مسلحون او مدنين. واشار الى ان الجهود الطبية والمستلزمات متوفرة لسكان المدينة .
وقال ان quot;الحكومة العراقية تستهدف المجاميع المسلحة التي ترفع السلاح وتحاول فرض نفسها وتؤثر على امن وسلامة المجتمع ولا نستهدف اي تيار سياسي او اي حزبquot;.