أسامة مهدي من لندن : دعا مساعد كبير للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الى الظهور ومخاطبة مواليه والموافقة على الاعتصام امام مقر المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني ووجه انتقادات لاذعة الى رئيس الوزراء نوري المالكي واتهمه باستغلال تضحيات الصدريين ضد النظام السابق لتولي منصبه .. فيما شدد الرئيس جلال طالباني على ضرورة الاستمرار في عمليات تطهير القوات الامنية من العناصر غير الكفوءة بينما انتقد خطيب جمعة كربلاء طريقة تجنيد الشباب وقال انها ستقود الى تردي الاوضع الامنية مستقبلا.

وقال امام وخطيب جمعة الكوفة (170 كم جنوب غرب بغداد) الشيخ اسعد الناصري والذي اعتاد الصدر ان يلقي خطب الجمعة منه ان الجماهير توجه اليه رغبتين الاولى هي quot;رؤية جميع الملايين لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله) على منبر الجمعة في مسجد الكوفة المعظمquot; .. والثانية هي الموافقة على الاعتصام في شارع الرسول أمام مقر المرجع السيستاني في النجف (170 كم جنوب غرب بغداد) للاحتجاج على مايلاقيه الصدريون من قتل واعتقال على ايدي السلطات وقواتها الامنية . ولم يظهر الصدر الى العلن منذ حوالي ستة اشهر وقال مقربون منه انه يوجد حاليا في مدينة قم الايرانية لتلقي علوم دينية تؤهله الوصول الى مرتبة المرجعية .

واشار الشيخ الناصري الى انه ظهرت على الساحة السياسية العراقية quot;شخصيات لم يعرفوا الشعب لا سابقاً ولا لاحقاً على عكس ابناء الشعب الذين عاشوا مرارات النظام السابق .. وقال ان هؤلاء اصبحوا كرقعة الشطرنج تتلاعب بها اميركا كيف تشاء في اشارة الى المسؤولين العراقيين الذين يتعاونون مع واشنطن .

وشدد على ان اميركا هي الراعية الاولى للارهاب والممول له ويشهد على ذلك أمران هما ما تتبناه من المواقف مع أسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني مع ماترتكبه اسرائيل ضده وثانيهما ماكان يحصل عليه تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن من الدعم الاميركي لفترة من الزمن لما ارتكبوا من جرائم بشعة ولما قام به طالبان ضد افغانستان quot;وثم انقلب السحرعلى الساحرquot; كما قال . واضاف ان اميركا كانت تمد بن لادن بكل انواع الاسلحة وكذلك دعمها للنظام العراقي السابق بكل انواع الاسلحة المحرمة . واشار الى ان اميركا لا يهمها الا المحافظة على مصالحها وهي على استعداد تام لقلب الطاولة على الطرف الاخر quot;وعلى الحكومة العراقية ان تعرف اميركا على حقيقتها ولا تنخدع بها quot;الا اننا مع الاسف نرى ان هذه الحكومة الهزيلة تنزلق كما حصل مع السابقينquot; في اشارة الى مواجهة القوات الاميركية لانصار الصدر ومساعدة القوات العراقية في ذلك . واضاف خطيب جمعة الكوفة ان الاميركيين يستخدمون الان اشد انواع التعذيب ضد المعتقلين من ابناء الشعب العراقي وآخرها حرقهم .

وانتقد الناصري رئيس الوزراء نوري المالكي لحملته التي يقوم بها ضد الصدريين الذين قال انهم هم الذين واجهوا النظام السابق وقدموا التضحيات . وقال ان هذه التضحيات قد استغلها المالكي وحزبه للوصول الى السلطة في اشارة الى تصويت الصدريين الى جانبه خلال تنافسه على منصبه مع القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي نائب رئيس الجمهورية الحالي عادل عبد المهدي .

ودعا المرجعية في النجف الاشرف الى اعلان موقفها الشرعي من حل جيش المهدي وقال quot; وقد طلب قائد الجيش (مقتدى الصدر) منهم ولم يصدروا اي اقرار وهذا دليل على رفضهم لحل الجيش . quot;واضاف ان موقف المالكي من الازمة الحالية سلبي ووصف تصريحاته عن عدم محاصرة مدينة الصدر بالمضحكة .

طالباني يؤكد ضرورة الاستمرار بتطهير الاجهزة الامنية

اكد الرئيس العراقي جلال طالباني ضرورة الاستمرار في تطهير الاجهزة الامنية من العناصر غير الكفوءة .جاء ذلك خلال اجتماع طالباني في بغداد اليوم مع وزير الداخلية جواد البولاني و اركان وزارة الداخلية حيث اشاد فخامته بدورواداء الوزارة في حفظ الامن و النظام و توفير الاستقرار مثمنا الجهود التي يبذلها الوزير لتطهير الوزارة من العناصر غير الكفوءة، مقدرا التضحيات التي قدمتها وزارة الداخلية في عمليات حفظ الامن و فرض النظام و ملاحقة الخارجين على القانون في بغداد و البصرة و المناطق الاخرى. وقال quot; اننا نمر بمرحلة مخاض بناء العراق الجديد و تثبيت هيبة الدولة و سيادة القانون و هذه المهمة تحتاج الى التضحيات و الصبر و الارادة الوطنية، مبديا تفاؤله بأن العراق سينتصر و سيقضي على الارهاب و الخارجين على القانونquot;. واكد ان العراق بلد عظيم، عندما يستقر سيكون قدوة لكل المنطقة من حيث الديمقراطية و التعددية و الحريات العامة و الازدهار. كما اشاد بعملية البصرة و دور القوات المسلحة العراقية من منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع في ترسيخ هيبة الدولة و سيادة القانون و ملاحقة الخارجين على القانون والمتلاعبين باموال الدولة.

و استمع طالباني الى شرح قدمه وزير الداخلية و اركان وزارته حول عمل الوزارة و اهم المشاكل التي تعيق خطوات الوزارة لتطبيق الخطط المستقبلية و السبل الكفيلة بتطوير قدرات قوات وزارة الداخلية، مجددا التأكيد على ضرورة الاستمرار في تسليح و تجهيز و تدريب قوات الامن و الشرطة و رفع قدراتها و دعا الى الاهتمام بنوعية منتسبي الاجهزة الامنية و الشرطة من خلال حملات التوعية المستمرة في صفوف هذه القوات.

واكد طالباني استعداده لمساندة الجهود التي تبذل لانجاح عمل الوزارة باعتبارها وزارة نشطة و مهمة و تؤدي واجبا وطنيا مقدسا في حفظ الامن و فرض النظام و القانون و حماية المواطن.

و في مؤتمر صحافي عقده وزير الداخلية عقب الاجتماع قال ان اركان الوزارة قدموا لرئيس الجمهورية شرحا حول إستراتيجية الوزارة، و ما يواجه هذه المؤسسة من تحديات و طموح باتجاه تأمين أفضل الخدمات الأمنية للمواطن العراقي في ظل التحسن الأمني الذي اعقب ما واجهه العراق من مشاكل امنية و خصوصا خلال خطط تطبيق فرض القانون في جميع المحافظات، مشيرا الى ان الظروف الامنية في تحسن ملحوظ.

و بصدد اهم المحاور التي بحثت في الاجتماع قال وزير الداخلية quot;كان التركيز في هذا اللقاء على رصد و تخصيص اموال كافية لتلبية و تأمين المستلزمات الضرورية لجهاز الشرطة و اجهزة وزارة الداخلية المختلفة لتمكينها من القيام بواجباتها في مختلف المحافظات، و اوضح ان هناك مجوعة من التشريعات و القوانين التي اعدتها الوزارة لسد الفراغات التشريعية الناشئة بعد سقوط النظام الاستبداديquot;.

واشار وزير الداخلية الى النجاح الكبير الذي حققته عملية quot;صولة الفرسانquot; في البصرة وقال ان العمليات في مدينة الصدر مستمرة . وحول ضرورة تطهير مدينة الموصل من الارهابيين قال وزير الداخلية quot;ان العملية في الموصل ستكون سريعة و ستواجه العصابات المجرمة و التنظيمات الارهابية للقاعدة محنة كبيرةquot;.

وعلى صعيد بناء القوات العراقية فقد انتقد المرجع الديني اية الله علي السيستاني في كربلاء ما وصفه بكثرة فتح مجال التطوع للشباب في الجيش والشرطة من دون عملية انتقاء مدروس أو quot;وفق أجندات خاصةquot; معتبرا إن ذلك حالة غير صحيحة لا تساعد في حل مشكلتي الأمن والبطالة.
ووصف احمد الصافي في خطبة الجمعة اليوم في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) quot;كثرة فتح مجال التطوع للشباب على الجانب العسكري والأمني وبلا انتقاء أو انه يفتح وفق أجندات خاصةquot; بأنها quot;حالة غير صحيحة.quot; وقال quot;لا اعتقد إن تطوع الشباب بهذه الطريقة سيحسن الوضع الأمني بل سيساهم في ترديه مستقبلا.quot; واضاف quot;نحن نريد أن نحسن الوضع الأمني وقواتنا الأمنية إلا إننا لا نريد أن نجعل المائة التي هي الحاجة ألفا لكي نعالج البطالة.quot;

ولفت الصافي في خطبته التي بثتها وكالة اصوات العراق إلى إن quot; هؤلاء (الشباب) يمكن أن يزجوا في مشاريع زراعية وصناعية وهم طاقات لا يجب أن تستهلك.quot; واشار الى ان quot;على الدولة إذا أرادت أن تعالج مشاكل البطالة عليها أن تعالجها حزمة واحدة لان عكس ذلك سيؤسس لحالة من التضخم غير المدروس.quot; وقال ان quot;البلدان تعتمد على ثرواتها الطبيعية والمادية لكي تنجح في الجانب الاقتصادي والاستقرار الأمنيquot;
quot;وشدد على ان quot;هذا الأمر يحتاج إلى رعاية الدولة التي يجب أن تؤسس مشاريع زراعية وصناعية مستقبلية وهو الأمر الذي يحتاج إلى تفكير جدي من قبل الحكومة العراقيةquot;لافتا إلى إنquot; ما تشهده الأسواق العراقية من وفرة المواد الغذائية المستوردة امر يشبه السرطان وعلى الدولة أن تنتبه لهquot; . واضاف ان quot;هناك جيل عمره فوق الأربعين عانى من ويلات النظام السابق والآن يقال عنه انه كبير بالعمر.quot; وأوضحquot; هذا الجيل إذا ما قدم على وظيفة قيل له انك كبير وذلك يعد عزلا لشريحة واسعة لها الخبرة مثلما سنزيد من معاناتها ولن تحل مشكلة البطالة.quot;