الكويت: للشهرة بريق خاص لا يستطيع الاحساس بقيمته الا من ذاق طعمه وجربه والباحثون عن الشهرة كثر مع تعدد القنوات المؤدية اليها الا أن أضواء الشهرة قد تكون سلاحا ذا حدين خاصة اذا كانت هدفا بحد ذاته فتنقلب حينها على صاحبها وتحرقه.
وعن الشهرة وعلاقتها ببعض المرشحين لمجلس الامة المقبل من حيث انها قد تكون هدفهم الوحيد من عملية الترشح وليس خدمة المجتمع والوطن كان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عدد من اللقاءات في هذا الصدد .

وقالت الاستاذة في جامعة الكويت الباحثة الدكتورة منى الغريب ان هناك الكثير من الاسماء غير المعروفة التي تقوم بترشيح نفسها في كل مناسبة يحل فيها المجلس ويعتبرون ان الامور مجرد فوضى واصفة الوضع في هذه الحال بأنه quot;سوق الجمعةquot; من ناحية ان quot;كل من هب ودب اصبح يرشح نفسهquot;.

وذكرت ان quot;البعض من محبي الشهرة لا يستطيعون الوصول اليها عن طريق تحقيق انجاز في مجال ما فيلجأ الى ترشيح نفسه متسلحا ببعض الشعارات الجوفاء التي لن تؤثر في الناخب الكويتي الواعي الذي مر بتجارب عديدة اصبح على ضوئها قادرا على تمييز المرشح الصادق من المزيفquot;.
واكدت ان بعض الفئات من المرشحين ليس على وعي تام بمعنى المسؤولية التي يتحملها في حال ترشحه كنائب لمجلس الامة وتعني قيامه بالمساهمة في خدمة المجتمع والشعب وان يكون ترشحه مبنيا على انجازات واعمال تكون داعمة له خلال هذه العملية.
وعزت الغريب ترشح هؤلاء الى quot;اما ان لديهم ثقة عالية بالنفس او ان لديهم وقت فراغ كبيرا ويريدون ملأهquot;.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الرضا اسيري ان سبب ترشح البعض من غير المؤهلين لذلك يعود الى عدة امور منها المالية بمعنى ان يكون ترشحه مجرد عنصر مساومة وابتزاز للمرشحين الاخرين وقد يكون لسبب آخر كتعويض عقدة نقص فيقوم بالظهور للشهرة فتكون مناسبة الانتخابات هي الانسب له لتعويض هذه العقدة وتحقيق الشهرة التي يسعى لها.

واضاف ان مثل هذا المرشح يكون عادة من الاسماء غير الجادة وغير المؤهلة التي ليس لها وقع او تأثير في الناخب وهو يعرف تماما انه بعد انتهاء فترة الانتخابات لن يحقق شيئا يذكر سوى تداول اسمه خلال الفترة التي تسبق عملية الاقتراع .
واوضح اسيري ان شروط عملية الترشح في دولة الكويت بسيطة وان الدستور وضعها على اساس يكفل لكل مواطن حق الترشح من دون ان يكون هذا الحق حكرا على فئة اقتصادية او سياسية او اجتماعية معينة مشيرا الى ان وضع القيود على عملية الترشيح قد يحد من مبدأ تكافؤ الفرص.

من جانبها اكدت استاذة العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الاوروبية الدكتورة هيلة المكيمي ان الشهرة quot;حق مشروع لكافة الناس ولا نستطيع ان نمنعه عن طالبه خاصة اذا تم عن طريق قنوات مشروعةquot;.
وقالت quot;هنا يأتي دور الناخب الذي عليه ان يحدد اختياره هل سيكون على اساس مرشحين يريدون تحقيق الشهرة على حساب مكتسباته الوطنية او مرشحين من ذوي الكفاءة يسهمون بدفع عجلة التنميةquot;.
ودعت الناخب الى ان quot;يضع خارطة طريق ترشده الى اختيار المرشح الانسب والافضل وليس المرشح الذي يبحث عن الشهرة أو الانتشار حتى ولو كان على حساب المجتمعquot;.