الإضراب في يومه الثاني: مجلس الوزراء يبحث اعلان حالة الطوارئ

معركة على مطار بيروت... وأبواب جهنم قد تفتح

مشاهدات يوم الإضراب المشتعل

دمشق: تناولت الصحف السوري الرسمية وشبه الرسمية اليوم (الخميس) أحداث لبنان التي جرت يوم أمس ضمن أسلوب خاص بها، فأشارت إلى أن أساس المشكلة هو منع الحكومة اللبنانية للمظاهرة التي أقامها الاتحاد العمال العام ورفضها الاستجابة لمطالبه تشجيعها الميليشيات التابعة لأحزاب الموالاة المشاركة في الحكومة لتساهم في منع هذه التظاهرات .

ولم يهتم الإعلام السوري كثيراً بما قالته الحكومة اللبنانية عن تمديد شبكة اتصال خاصة بحزب الله في معظم أنحاء لبنان ومراقبته للمطار بآلات تصوير، واعتبرت أن قرارات الحكومة المتعلقة بإزالة الشبكة وآلات التصوير وتغيير مدير أمن المطار هي عمليات استفزازية ضد المقاومة وحزب الله، وتتوازى مع السياسة الإسرائيلية.

وركزت هذه الصحف على أن ميليشيات الموالاة أطلقت ناراً كثيفاً على المسيرة العمالية وأن الجيش اعتقل عشرات المسلحين من هذه الميليشيات، ورأت أن إجراءات المعارضة هي quot;إملاءات خارجية وزرع للفتنةquot;.

وجاء موقف الصحف السورية هذا ضمن عرضها لأخبار الأحداث اللبنانية، لكنها لم تكتب تعليقات أو تحليلات خاصة بهذه الأحداث، فقد نشرت صحيفة الثورة شبه الرسمية عنواناً رئيسياً على صفحتها الأولى يقول quot;إن ميليشيات السلطة تطلق النار على تظاهرة عمال لبنانquot;، وأن quot;إجراءات الحكومة إملاءات خارجية وزرع للفتنةquot;، بينما نشرت صحيفة تشرين الحكومية خبر أحداث لبنان كخبر رئيسي فيها وقالت quot;إطلاق نار كثيف من ميليشيات 14 شباط على المسيرة العماليةquot;، وquot;الجيش يعتقل 21 مسلحاً من تيار المستقبل وحزب القواتquot; الموالين للسلطة.

وتتطابق سياسة الصحف السورية مع الموقف السوري المتحالف مع المعارضة اللبنانية التي ترى أن من حقها تمديد شبكة اتصالات خاصة بها لمقاومة إسرائيل ولعب دور هام في شؤون مطار بيروت الدولي الذي ربما تأتيها مساعدات بطريقه.

ولا شك أن الدعم السوري هو دعم كامل لموقف المعارضة اللبنانية، وقد لاقت دمشق جراء هذا الموقف ضغوطاً شديدة من الدول العربية المعتدلة وخاصة السعودية ومصر، ومن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية، وساءت علاقاتها مع هذه الدول من أجل ذلك.

المعارضة السورية في لبنان تعتبر أحداث بيروت حرباً طائفية

إلى ذلك اعتبر معارضون سوريون مقيمون في لبنان أن الأحداث التي تشهدها بيروت وضواحيها هي إعلان حرب طائفية بين حزب الله (الشيعي) و(السنة) في المدينة، وحثوا علماء المسلمين السنة في سورية إلى quot;تهيئة الشارع السوري لعصيان مدنيquot;، من أجل الوقوف quot;في وجه المد الشيعي الفارسيquot; على حد تعبيرهم.

وقالت أمانة بيروت لإعلان دمشق المعارضة في نداء إلى العلماء المسلمين السنة في سورية اليوم الخميسquot; إن حقيقة ما يحصل في لبنان هو أن حزب الله وبتنسيق مع النظام السوري والنظام الإيراني quot;بدؤوا حرباً على أهل السنة في مدينة بيروتquot;، وقالت إنهم قاموا (أي حزب الله) quot;بحرق وقتل وتدمير بحق ممتلكات وحرمات الأحياء السنيةquot;، مشيرة إلى أن الطائفة السنية quot;عُرفت بتسامحها ورعايتها لمختلف الطوائف والمذاهب وبالأخص الطائفة الشيعية الكريمةquot; وفق تعبير الأمانة.

وأيدت الأمانة موقف مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني الذي شن هجوماً (الأربعاء) على حزب الله، ودعا العالمين العربي والإسلامي لاتخاذ موقف ووضع حد لما يحدث في لبنان.

ودعت الأمانة علماء المسلمين السنة في سورية إلى quot;تهيئة الشارع السوري لعصيان مدنيquot; من أجل الوقوف quot;في وجه المد الشيعي الفارسيquot; وفق تعبير الأمانة.

وفي السياق ذاته، لم يصدر عن المعارضة السورية في الداخل أي موقف ـ حتى اليوم ـ مما يحدث في لبنان، وبرر البعض صمت المعارضة داخل سورية (خاصة تجمع إعلان دمشق) عن أحداث لبنان الأخيرة نتيجة خوف المعارضة من رد فعل السلطات السورية تجاه أي موقف أو تصريح يتعلق بلبنان، خاصة وأن رموزاً من المعارضة تم اعتقالهم لإصدارهم بيان quot;إعلان دمشق بيروتquot; الذي دعا إلى ضرورة قيام علاقة جيدة ومميزة بين البلدين بعيداً عن الهيمنة والتدخل.