بيروت: شبكة اتصالات حزب الله التي اكد الحزب الشيعي انها quot;سلاح اشارةquot; وعنصر اساسي في استراتيجية quot;مقاومتهquot; لاسرائيل، هي الفتيل الذي فجر في الايام الماضية الازمة اللبنانية المستمرة.
وهذه الشبكة السلكية من الخطوط الهاتفية التي اكد وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة انها مدت بواسطة ايران، لعبت بحسب حزب الله دورا رئيسيا في قتاله خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان صيف 2006.
وقال الحزب الشيعي ان هذه الخطوط هي التي سمحت له بالحفاظ على الاتصال بين قيادة الحزب ووحداته الميدانية، عندما قطعت القوات الاسرائيلية الاتصالات الهاتفية الخلوية.

من هنا، الاهمية التي يوليها الحزب لهذا النظام الحيوي في حال تعرضه لهجوم من اعدائه في الخارج او في حال وقوع مواجهة مسلحة مع اخصامه في الداخل.
وكشف حمادة لصحيفة quot;الشرق الاوسطquot; مؤخرا ان هذه الشبكة اكتمل بناؤها في جنوب لبنان وسهل البقاع (شرق) وجنوب بيروت فضلا عن بعض المناطق المسيحية في جبل لبنان.
واضاف ان هناك اعمالا جارية لتوسيع هذه الشبكة شمالا، متهما الحزب الشيعي بانشاء quot;دولة داخل الدولةquot;.

من ناحيته اعلن وزير الاعلام غازي العريضي الاثنين للصحافيين ان هذه الشبكة هي في نظر الحكومة quot;غير شرعيةquot; مؤكدا انها قررت ملاحقة كل من يثبت ضلوعه في بنائها.
ورد الحزب الخميس في مؤتمر صحافي عقده امينه العام السيد حسن نصر الله على قرار الحكومة نزع الشبكة وملاحقة المتورطين فيها معتبرا اياه quot;اعلان حربquot; على الحزب. وفور انتهاء مؤتمره الصحافي استؤنفت المعارك المسلحة في بيروت.
وقتل خمسة وعشرون شخصا في غضون ثلاثة ايام من المعارك في لبنان لا سيما في بيروت، حيث سيطر مقاتلو حزب الله على مراكز مناصري الاكثرية النيابية.

وبحسب quot;الشرق الاوسطquot; فان جزءا من هذه الشبكة الهاتفية بنته ايران، عبر الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان التي ارسلت رسميا الى الجنوب بهدف المساعدة على اعادة اعمار المنازل التي دمرت صيف 2006.
وقال حمادة ان الغاية من هذه الشبكة quot;ليست امن المقاومة انهم يريدون ان يربطوا كل الميليشيات الايرانية والسورية، ويريدون ان ينصتوا على الجميعquot;.

واكد تقرير للحكومة اللبنانية مؤخرا ان هذه الشبكة يمكنها ان تضم حتى مئة الف خط، موضحا انها تتيح لحزب الله ربطها بشبكة الهاتف العمومية.
وذكرت صحيفة quot;النهارquot; الاربعاء يوم اندلاع المواجهات ان مسؤولين لبنانيين تلقوا تهديدات مباشرة حذرتهم من مغبة المس بهذه الشبكة.
وفي الوقت عينه مورست ضغوط بهدف عدم تطبيق قرار الحكومة تنحية رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير المقرب من حزب الله بعدما قررت الحكومة اعادته الى ملاك الجيش لعدم تبليغه رؤساءه بقضية اكتشاف كاميرات مراقبة تابعة لحزب الله تراقب احد مدرجات المطار.

وقال مسؤول في المعارضة طالبا عدم الكشف عن هويته لموقع quot;لبنان الآنquot; الالكتروني ان مسألة شبكة الاتصالات مسألة قديمة العهد متهما من اخرج هذا الملف ووضعه على طاولة مجلس الوزراء بالسعي الى تأجيج الازمة التي يغرق فيها لبنان منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2006.
وقال ان شبكة الاتصالات جزء من المنظومة الامنية لحزب الله تماما كسلاحه ومن البديهي ان يندرج الهدف من وراء نزع الشرعية عنها في اطار حملة اميركية تهدف الى تدويل قضية لبنان وامنه.