لندن: روبرت فيسك تساءل من بيروت، والتي يقيم فيها منذ الحرب الأهلية، عن ما إذا كانت لبنان تستحق أن تشهد حربا أخرى؟. ولكن سؤال فيسك أتى بصيغة النفي.

في الاندبندنت أون صنداي كتب فيسك إنه quot;بالرغم من كل ما حدث خلال الأيام الماضية فإن الناس في لبنان ليس لديهم شهية لصراع أهلي آخر.quot;

وفي المقال يذكر فيسك الكثير من الشواهد على أنه quot;يشك كثيراquot; في اندلاع حرب أهلية أخرى في لبنان. ومن ضمن هذه الشواهد معرضا حضره لصور من الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين 1975 وحتى 1990 والتي قضى فيها ما يزيد على 150 ألفا من اللبنانيين والفلسطينيين نحبهم.

لكن بموازة ما يذكره من شواهد على أن لبنان لن يشهد حربا أهلية أخرى فإنه يسرد الوقائع المخيفة لما حدث في الأيام الماضية من quot;اقتتال بين قوات حزب الله وأمل وقوات الأكثرية النيابية وما وقع من خطف وذبح في عاليه في جبل الشوف بين قوات تابعة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط وقوات من حزب اللهquot;.

وفي نهاية مقاله يقول فيسك إنه quot;يشك كثيرا في أن تقوم حرب أهلية أخرى بالرغم من أن رجال حزب الله مروا من أمام شقتي المطلة على الكورنيش وهم مدججين بالأسلحة، وبالرغم من أن سيارتي بها آثار طلقات رصاص، مملوكة - ودعنا نتكلم بصراحة - لحلفاء حزب الله ميليشيا أمل (لمالكها نبيه بري رئيس مجلس النواب). وكما كل الذين يعيشون هنا فأنا وسائقي سعداء بأننا لم نكن في السيارة. ولكن في لبنان السؤال هو: من سيقود السيارة؟quot;.

لبنان وquot;حمام دم طائفيquot;
وبالرغم من تفاؤل فيسك في الاندبندنت إلا أن هيو ماكلويد في الاوبزرفر كتب تحت عنوان quot;ما يحدث في لبنان ينذر بحرب أهليةquot;، أنه في الوقت الذي يفرض فيه حزب الله حصارا على بيروت فإن الحكومة اللبنانية تقول إنها لن تخضع للابتزاز من قبل الجماعة المسلحة، وهو ما يزيد المخاوف من وقوع حمام دم طائفي.quot;

وينقل ماكلويد بعض ما يحدث في بيروت مثل quot;قيام مقاتل من حركة أمل الشيعية بفتح النار على جنازة مواطن مدني من السنة في طريق الجديدة ما أسفر عن مقتل اثنين.quot;

كما ينقل عن مسؤول كبير في تيار المستقبل قوله من داخل قصر قريطم حيث مقر إقامة سعد الحريري إن quot;ما يحدث هو احتلال إيراني لبيروت. أي حكومة ستتولى أمر لبنان ستجد نفسها من الآن وصاعدا على برميل من البارود إذا اتخذت أي قرار ضد إيران.quot;

ولا ينسى ماكلويد أن يذكر أن quot;قائدا في أمل يدعى أبو علي ويبلغ من العمر 50 عاما قال لي إنه أحضر ابنتيه لحي شهد مواجهات في بيروت من quot;أجل أن يشاهدا من هم أعدائهماquot; ثم أطلق تعهدا قال فيه quot;إن شاء الله سنسيطر على بيروت عسكريا ومن ثم سنقبض على جميع الخونة وسنقرر من سيكون الرئيس ومن ستكون الحكومة.quot;

ويقول ماكلويد quot;إنه خلال 12 ساعة استطاع مقاتلو أبو علي الشيعة أن يفوا بتعهده، حيث انتشروا من معاقلهم في المناطق الجنوبية من بيروت ليسيطروا على الأحياء التي تفصل بين السنة والشيعة وذلك قبل أن يجتاحوا بيروت الغربية التي تقطنها أغلبية سنية.quot;

براون ما بين الانفصال والطرد
في الديلي تلغراف كان عنوان الصفحة الأولى الرئيسي هو: quot;براون: لن أسمح أبدا للانجليز والاسكتلنديين بالانفصالquot;.

وفي التفاصيل كتب المحرر السياسي للجريدة باتريك هينيسي إن quot;رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون تعهد بفعل كل ما في وسعه لمنع انفصال اسكتلندا عن انجلترا وتفكك المملكة المتحدة وذلك في خضم جدال محتدم في اسكتلندا حول إجراء استفتاء يسمح للمواطنين الاسكتلنديين بتقرير ما إذا كانوا يرغبون باستقلال بلدهم عن المملكة المتحدة.quot;

وجاء تصريح براون بعد أن تحدت ويندي ألكسندر، زعيمة حزب العمال في البرلمان الاسكتلندي، الوزير الأول في اسكتلندا وزعيم حزب الوطنيين الاسكتلنديين ألكس سالموند بتنفيذ خطط حزبه حول إجراء استفتاء بين الاسكتلنديين لمعرفة ما إذا كانوا يفضلون البقاء ضمن المملكة المتحدة أو الاستقلال كجمهورية أيرلندا.

أما الصنداي تايمز فاختارت أن يكون الموضوع الرئيسي لصفحتها الأولى حول تصريحات لجون بريسكوت، نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لعشر سنوات، قال فيها إنه نصح بلير بطرد جوردن براون من الحكومة عندما كان يحتل المنصب الوزاري الأهم فيها وهو وزير المالية.

ويقول بريسكوت أيضا أنه ترجى براون أن يستقيل من الحكومة ويعارض بلير من الصفوف الخلفية في مجلس العموم، لكن الأخير رفض أن يقامر.

ويقول نائب رئيس الوزراء السابق أن رجاءه لبراون أن يستقيل وطلبه من بلير أن يطرده يعود إلى أنه أكثر شخص علم بما بين الاثنين من خلاف عميق بالرغم من تبوأهما المنصبين الأعلى في حزب العمال والحكومة البريطانية.

quot;الطغاة يخدمون فقط أنفسهمquot;
quot;الطغاة ينقذون فقط أنفسهم، وليس شعوبهمquot;. هذا هو ما كتبه كريس ماكجريل في الاوبزرفر والذي أتبع عنوان مقاله بالقول إن quot;الإنسانية هي آخر شيء يمكن توقعه من الأنظمة المارقةquot;.

في المقال يقدم ماكجريل بورما وزيمبابوي كمثالين على أن الأنظمة الحاكمة في هاتين الدولتين لا تهتمان لمصلحة شعوبها، ويقول إن quot;الطغمة العسكرية الحاكمة في بورما تخشى من تدفق الأجانب إلى داخل البلاد خلال عمليات توزيع المساعدات الغذائية على ضحايا إعصار نرجيس خوفا من أن يتم افتضاح سجلها في حقوق الإنسانquot;.

quot;بينما يحاول نظام الرئيس الزيمبابوي على مدى أسابيع إخفاء نتيجة الانتخابات خوفا من خسارة الحكم لصالح معارضيه الذي يصفهم بالخونة والعملاءquot;.

ويختم ماكجريل مقاله بالقول إنه quot;بالرغم من ادعاءات النظامين البورمي والزيبمبابوي بأنهما يخدمان شعبيهما إلا أن البورميين والزيمبابويين يعلمون جيدا أن حكامهم لا يخدمون إلا أنفسهم.quot;