أسامة مهدي من لندن: بدأت في اقليم كردستان العراق عمليات تشكيل فرقتين عسكريتين نظاميتين من قوات البيشمركة الكردية لضمهما الى الجيش العراقي الذي سيتولى دفع مرتبات منتسبيهما وبذلك ينخفض عدد افراد قوات البيشمركة الكردية من 90 الف فرد الى 75 الفا.وتأتي المباشرة بهذه الخطوة العملية اثر اجتماعات استمرت اربعة ايام بين وفد من وزارة الدفاع العراقية وضباط ومسؤولين في وزارة البيشمركة في إقليم كردستان جرت خلالها مناقشة كيفية العمل على تنفيذ القرار الصادر عن رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل فرقتين عسكريتين تابعتين لوزارة الدفاع المركزية تضمان 15 الف فرد من عناصر البيشمركة .

وقال جبار ياور المتحدث الرسمي باسم قوات حماية إقليم كردستان quot;البيشمركة quot; ان النقاشات تمحورت في هذه الاجتماعات حول الخطوات اللازمة لتنفيذ هذا القرار وكيفية العمل مع مراكز التطوع الموجودة في اربيل والسليمانية وتشكيل لجان تتولى فحص المتطوعين من الجنود وايضا اختيار الضباط الذين سوف ينتمون الى هاتين الفرقتين العسكريتين .

واكد ياور بدء توزيع استمارات على افراد البيشمركة لانجاز عمليات تشكيل الفرقتين العسكريتين اللتين ستكونان تابعتين لقيادة القوات العسكرية المركزية في بغداد . واشار في تصريح لفضائية كردستان الى ان من يتبقى من افراد البيشمركة خارج الفرقتين سيكونون حرساً لحدود الإقليم . واوضح ان الانضمام الى الفرقتين العسكريتين طوعي وليس اجباريا .

واكد انه تقرر ان يكون لجميع ابناء الطوائف والقوميات والاديان الموجودة في اقليم كردستان الحق في التطوع ضمن الفرقتين العسكريتين بحسب الشروط العسكرية المطبقة في الفرق العسكرية الأخرى في الجيش العراقي .

واوضح ياور ان هاتين الفرقتين العسكريتين سترتبطان من الناحية الادارية واللوجستية بوزارة الدفاع العراقية . واضاف ان الاجتماع بحث ايضا في ما اذا سيكون تحريك اي قطعات عسكرية من هاتين الفرقتين الى خارج المناطق الادارية لاقليم كردستان بالتنسيق والاتفاق بين رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

ويأتي تشكيل الفرقتين ضمن استراتيجية لوزارة الدفاع العراقية لزيادة الفرق العسكرية في الجيش الى 16 فرقة عسكرية لكي يتمكن الجيش من السيطرة على الوضع الامني في انحاء العراق وحماية ارضه وانجاز مهمة مكافحة الارهاب.

وحول تشكيل قوة خاصة بالأحزاب الكردية قال جبار ياور quot;لا يجوز أن تكون هناك أي قوات حزبية وستضم هاتان الفرقتان افرادا من جميع مكونات إقليم كردستانquot;. ونوه الى أن النظام العسكري العراقي يمنع العمل الحزبي داخل القوات الامنية وبذلك لن يتم السماح لمنتسبي هاتين الفرقتين بمزاولة العمل الحزبي إطلاقاً . وتوقع ان يقوم وفد يمثل حكومة كردستان بزيارة الى بغداد قريبا للانتهاء من مناقشة قضية الموازنة المالية للبيشمركة .

وتعتبر قضية صرف مرتبات افراد البيشمركة الكردية من موازنة الحكومة المركزية في بغداد او من حكومة كردستان احدى المشاكل العالقة بين الجانبين . وفي وقت سابق قال ياور ان بغداد ابدت استعدادها لدفع مرتبات افراد البيشمركة فقط في حالة تخفيضهم من 75 الفا الى 30 الفا ويبدو ان تشكيل الفرقتين قد جاء حلا وسطا للموقفين . واوضح ياور مطلع العام الحالي ان وزارة الدفاع العراقية تطالب بتحديد نسبة المنتسبين الى صفوف قوات البيشمركة التي تحولت الى اسم حرس إقليم كردستان بنسبة 2% من عدد الذكور في الاقليم . واشار الى ان هذا يعني تخفيض عدد المنتسبين الى 30 الفا . واوضح أن كردستان منطقة جغرافية معقدة يبلغ طول حدودها مع دول الجوار 180 كيلومترا بالإضافة إلى أنها لاتزال تعاني التهديدات الارهابية ولذلك فإن العدد الذي تحدده وزارة الدفاع العراقية غير قادر على حماية إقليم كردستان .

واضاف ياور ان عدد افراد البيشمركة بمختلف صنوفها مع المتقاعدين وهؤلاء جميعهم يستلمون مرتبات شهرية منتظمة يبلغ 90 الف عنصر وتم الاتفاق وبعد ان تم الاتفاق على تشكيل فرقتين عسكريتين منهم سينخفض عدد عناصر البيشمركة الى 75 الف عنصر . وقال quot;لكن الحكومة العراقية تطالب بحسب الوثيقة الدولية العامة بأن تتشكل قوات حماية كردستان من 2% من عدد الذكور القاطنين في كردستان ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 عاما وبهذا فإن عدد هذه القوات لايجوز أن يتخطى 30 ألفاquot; . واكد ان حكومة كردستان ترفض هذا الطلب لان لاقليم كردستان خصوصيته فهو منطقة جغرافية معقّدة . واضاف ان عدد افراد البيشمركة الحاليين يبلغ 76 الف عنصر وقال quot; غير انه اذا تغير الوضع في المستقبل فإننا مستعدون لتغيير هذا العدد وتقليصهquot;.

وكان رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني قد اجرى في بغداد الشهر الماضي مباحثات حول ثلاث قضايا رئيسة هي حصة الاقليم من ايرادات الدولة وعقود النفط بين الاقليم والشركات الاجنبية اضافة الى حسم رواتب قوات البيشمركة.

وفي حزيران (يونيو) الماضي اجرى وفد يضم ممثلين عن وزارتي الدفاع والداخلية في الحكومة المركزية ومجلس الامن القومي والقوات المتعددة الجنسيات مفاوضات مع المسؤولين الاكراد في اربيل عاصمة اقليم كردستان حول مستقبل قوات البيشمركة والميزانية المخصصة لها.
يذكر ان البيشمركة هي لفظ كردي بمعنى الفدائي كانت قد تأسست عام 1919 خلال الحركة التحررية لما سمي بملك كردستان الشيخ محمود الحفيد البرزنجي ثم جرى تطويرها وتنظيمها عام 1923.

وخلال حركة أيلول الكردية عام 1961التي كان يقودها الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارازاني ثم تحديث هذه المؤسسة العسكرية . وبعد عام 1991 حين اندلعت الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين في اقليم كردستان وتولي الاكراد السلطة فيه عام 1992 تم تأسيس اكاديميتين عسكريتين احداهما في محافظة السليمانية والثانية في محافظة دهوك لتخريج ضباط على اسس علمية وعسكرية صحيحة.