نجلاء عبد ربه من غزة : لا زالت أصداء مقتل معلمة فلسطينية في جنوب قطاع غزة ،على يد الجيش الاسرائيلي بدم بارد ، متواصلة حيث يتساءل الكثير من الفلسطينيين عن الذنب الذي اقترفته المعلمة وفاء الدغمةالتي كانت تتمني أن تعيش حياة بسيطة مليئة بالفرحة والهناء، وان تربي أبنائها الستة تربية حسنة وتراهم في اعلي المراتب الحياتية.

عادت وفاء يوم الأربعاء الماضي من مدرسة quot; عبسان المشتركة ب quot;في بلدة خان يونس جنوب قطاع غزةالتي تدرس بها الصف الأول الأساسي هذه المدرسة تابعة لوكالة الغوث quot;الأنرواquot; وكالعادة ومثل كل يوم تأتي مسرعة لتوفي بالتزامات بيتها مثلما أوفت بالتزامات مدرستها ومهنتها, لكن للأسف قذائف الجيش الاسرائيلي كانت أسرع منها, فلم يتركوها تكمل أعمال بيتها ولم يتركوها تكمل الخبز الذي بدئت بصناعته وعجنه لأطفالها.

وتدور القصة خلال يوم اجتياح اعتاد عليه الفلسطينيين في مناطق غزة، ولكنهم لم يعتادوا على الجريمة التي راحت ضحيتها المعلمة الدغمة، حيث دق الجيش الاسرائيلي على باب منزلها بينما كانت تهم بتحضير الخبز لأبنائها، لتنهض وفاء وتغسل يديها لكن الجنود الإسرائيليين لم يصبروا ولم ينتظروا وفاء لتكمل غسيل يديها المليئة بالعجين فما من هؤلاء الجنود إلا أن قاموا بتفخيخ الباب وتأتي وفاء علي عجلة من أمرها لتفتح الباب ولا تعرف ماذا ينتظرها ولا تعرف إن فتحة الباب تمثل لها الفاصل بين الحياة والموت , وللأسف تفتح وفاء الباب وتنفجر بها تلك العبوات المليئة بالمتفجرات لتتفجر في وجهها المشرق وتفصل رأسها عن جسدها .

ولم ينتهي الأمر هنا بل قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بالتمثيل في جثتها ولفها في سجادة من سجادات البيت ورميها بعيدا والعبث في محتويات البيت وحبس ثلاثة من صغارها في غرفة والرعب يأكل براءتهم والخوف ينهي أحلامهم الصغيرة داخل تلك الغرفة, يعيش هؤلاء الأطفال تلك اللحظات والأم توفيت والأب خارج البيت ويأتي الأب ليعيش أسوء لحظات عمرة ويشاهد أسوء أفلام الرعب أمام عينية زوجة ممثل بجثتها وأطفال يتصارخون هل من مجيب, وتقوم الجنازة لتشييع جثمان الشهيدة التي قتلت بدم بارد وتمشي الجنازة وتلف بالمرحومة داخل فناء المدرسة لكي تودع وفاء المدرسة التي قضت بها حوالي السبع سنوات وهي تعمل بكل إخلاص وتفاني في عملها .

وتقول المعلمة آمال لـquot;إيلافquot;: quot; كانت معلمة مجتهدة ومتفانية في عملها وكانت لا تحب أن تزعل أي احد منها فكانت لا تتدخل في خصوصيات أي معلمة ولا تتدخل إلا في عملها فقط لا غيرquot; .

وأضافت أمال وهي زميلة وفاء قائلة عن أخر أيام وفاء quot; كان في يوم سابق لليوم الذي توفيت فيه وفاء درس توضيحي قامت بإعداده المدرسة وبحضور عدد من الزوار والمفتشين, لمشاهدة وتقييم الدرس وفي نهاية الدرس أخذت لجميع الزوار صورة جماعية وما كان من وفاء إلا لتتقدم وتقول للجميع ابتعدوا قليلا أريد أن أتصور, لم تكن وفاء تعلم إن تلك الصورة ستكون أخر ما يجمعها مع زميلاتها في العمل وستبقي هذه الصورة للذكرى علي مر الأزمان لن تنساها ذاكرة هذه المدرسةquot;.

وعن اليوم الذي استشهدت فيه وفاء تقول المدرسة أمال لمراسلة quot;إيلافquot; quot; جلبت أولادها الأربعة الصغار معها للمدرسة خوفا عليهم لأنه في هذا اليوم كان هناك توغل لجنود الاحتلال الإسرائيلي داخل المنطقة التي كان يوجد بها منزل وفاء, فخافت وفاء كثيرا علي أطفالها مما دعاها لجلبهم للمدرسة أأمن لهم من البيت حيث كان توغل الجيش الاسرائيلي.