بوغوتا: سيحاكم 14 كولومبيا من قادة جماعات مسلحة بتهم الاتجار بالمخدرات والارهاب بعد ان سلمتهم بوغوتا الى الولايات المتحدة وسط اتهامات بان هذه الخطوة تهدف الى اعاقة تحقيق بشأن علاقات بين المسلحين واعضاء في الحكومة الحالية.وقام عملاء اميركيون بمرافقة المحتجزين من بوغوتا الى ميامي الثلاثاء.

وقال سياسيون من المعارضة الكولومبية بان عملية التسليم تهدف الى تجنب توجيه اسئلة قد تكون مزعجة حول الصلات بين قادة الجماعات المسلحة والحزب الحاكم.الا ان مديرة دائرة مكافحة المخدرات بالانابة ميشيل ليونهارت رحبت بالخطوة.

وقالت quot;لقد وصل 14 من زعماء احدى اكبر واقوى منظمات تجارة المخدرات في العالم وهم موثقو الايدي الى الاراضي الاميركية اليومquot;.
ويواجه هؤلاء تهما من بينها الاتجار بالكوكايين وتوفير الدعم المادي لمنظمة ارهابية معينة وتبييض الاموال، حسب بيان لوزارة العدل الاميركية. وهنأ وزير العدل الاميركي مايكل موكاسي بوغوتا على تسليم المتهمين.

وقال quot;نهنئ حكومة كولومبيا على شجاعتها وادراكها بان هذه الجرائم تمثل تهديدا حقيقيا على شعبينا. وعن طريق التعاون المستمر، سنضمن مثول من يرتكبون مثل هذه الجرائم امام العدالةquot;.

ومن بين اشهر المتهمين سلفاتوري مانكوسو الزعيم السابق لمنظمة القوات الكولومبية المتحدة للدفاع عن النفس، الذي اعترف منذ احتجازه قبل عامين في كولومبيا باتصالاته السابقة مع كبار المسؤولين الكولومبيين.

وتحقق المحكمة العليا في كولومبيا في نشاطات هذه المنظمة منذ عام 2006 وتمكنت حتى الان من اثبات وجود صلات بين عشرات السياسيين الحاليين والسابقين والجماعات المسلحة.

واتهمت جماعات المعارضة في كولومبيا الحكومة الكولومبية بتسليم المتهمين الى الولايات المتحدة لنسف التحقيق. وجاء في بيان للحزب الرئيسي في كولومبيا الثلاثاء ان quot;تسليم قادة الجماعات المسلحة هؤلاء تحول دون ان تدل اعترافاتهم على ضلوع نواب من الحزب الحاكم واعضاء من السلطة التنفيذية في +سياسة الجماعات المسلحة+quot;.

واضاف ان هذا يعد quot;سخرية من الضحايا وحقهم في الحصول على الحقيقة والتعويضquot;. واصدرت السلطات الكولومبية الثلاثاء مذكرات اعتقال بحق خمسة نواب سابقين بتهمة علاقتهم بجماعات مسلحة يمينية، حسب مكتب المدعي العام.

واضاف المكتب ان احد المشتبه بهم وهو النائب السابق في البرلمان جورج راميريز سلم نفسه للشرطة، بينما لا يزال الاربعة الاخرون طلقاء.
ويبلغ اجمالي عدد النواب والمسؤولين الحكوميين السابقين الذين يخضعون للتحقيق 68 شخصا منهم 32 جرى اعتقالهم وبينهم احد اقارب الرئيس الحالي.

وكانت منظمة القوات الكولومبية المتحدة للدفاع عن النفس سرحت مقاتليها في نيسان/ابريل 2006 للاستفادة من قانون يخفض مدة الحكم عليهم بالسجن ويحميهم من التسليم الى دول اخرى.

الا ان الولايات المتحدة قالت ان العديد من هؤلاء واصلوا تجارة المخدرات من خلف القضبان. وتشكلت الجماعات المسلحة قبل 30 عاما لحماية مالكي الاراضي الكولومبيين من المتمردين اليساريين، وبلغ عدد افرادها في وقت من الاوقات 31 الف مسلح.

وكانت تلك الجماعات تعتمد على تجارة المخدرات لتمويل نشاطاتها وارتبط اسمها على مدى سنوات بمذابح بحق المدنيين واغتيالات لشخصيات سياسية ورؤساء نقابات وصحافيين.