أعلن عن مواجهة واسعة للمسلحين في الموصل ودعا لحماية المدنيين
المالكي: العملية ستطوي صفحة الإرهاب في عموم العراق

أسامة مهدي من لندن: اعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي فور وصوله الى مدينة الموصل الشمالية اليوم عن تنفيذ عملية مسلحة واسعة هناك اطلق عليها quot;ام الربيعينquot; وهي الصفة التي يطلقها العراقيون على المدينة التي تم اعتقال 543 مطلوبا فيها حيث دعا الى حماية المدنيين وتجنيبهم إضرار العمليات العسكرية مشددا على ان ذلك سيطوي صفحة الارهاب في جميع انحاء العراق .. بينما نفى رئيس الاركان العام اعتقال الضباط القدامى في الموصل واشار الى ان حوالى 6 الاف من ضباط وجنود المدينة في الجيش السابق قد التحقوا بالجيش الجديد وهم يقومون حاليا بواجباتهم ضمن تشكيلاته .

واكد المالكي اليوم والذي كان اشار امس الاول الى ان العمليات في الموصل لم تبدأ بعد، أن الهدف من عملية أم الربيعين المقبلة هو تطهير الموصل من العصابات الارهابية المجرمة وانهاء معاناة المدنيين وتوفير الاجواء المناسبة لعمل المؤسسات ودوائر الدولة وتمكينها من أعمار المدينة وتقديم الخدمات لأهاليها الكرام . وأشار خلال اجتماع الذي ترأسه اليوم في غرفة عمليات الموصل (375 كم شمال بغداد) بحضور وزيري الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني ان عملية أم الربيعين ستفتح صفحة جديدة في حياة أهالي الموصل quot;ولابد لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الامنية من اتخاذ السبل الكفيلة لنجاح العملية أسوة بالعمليات الناجحة في مدينتي البصرة وبغدادquot; كما نقل بيان رسمي عنه ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; بعد ظهر اليوم .وبدأت عمليات quot;ام الربيعينquot; بعد ظهر اليوم بعد الانتهاء من عمليات quot;زئير الاسدquot; التي مهدت لهذه العملية الجديدة.

المالكي يدعو إلى حماية المدنيين
ودعا المالكي القوات المسلحة والاجهزة الأمنية الى بذل جهودها لحماية المدنيين ومراعاة حقوق الانسان وتجنيب المواطنين اي ضرر جراء العمليات العسكرية . وأشاد بأهالي مدينة الموصل وأبناء العشائر لتعاونهم مع قواتنا المسلحة في محاربة العصابات الارهابية وفرض القانون . وتعتبر الموصل وهي عاصمة محافظة نينوى المدينة الثالثة في العراق بعد بغداد والبصرة في عدد السكان حيث يقطنها اكثر من مليوني نسمة .

واعرب المالكي عن ارتياحه برغبة أهالي الموصل وابناء العشائر quot;بالعمل مع قواتنا المسلحة وأجهزتنا الامنية لتخليص مدينتهم من الزمر الارهابية المجرمةquot; . وأكد ان نجاح عملية أم الربيعين سيتيح لأبناء الموصل المساهمة بجد في عملية الاعمار والبناء وستعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية وطي صفحة الارهاب في عموم العراق . واستمع المالكيإلى شرح مفصل من الفريق الركن رياض جلال قائد عمليات نينوى عن مستوى الاستعدادات والتحضيرات والجهود التي بذلت من أجل إنجاح عملية أم الربيعين لتحقيق كامل اهدافها .

وكان المالكي قال الاثنين الماضي ان العمليات المسلحة في الموصل لم تبدأ بعد وان ما جرى هو تحشيد للقوات الامنية لا يستدعي اعلان حالة الطوارئ. واوضح اثناء اجابته على مداخلة لأحد النواب العراقيين في جلسة لمجلس النواب ان العملية العسكرية لم تبدأ وما يجري هو عمليات تمهيدية وان العمليات الامنية الحقيقة ستبدأ قريبا. واضاف ان العمليات لم تبدأ والذي يجري الآن هو عمليات تمهيدية وستعلن عن العمليات الحقيقية قريبا بعد استكمال العمليات التمهيدية. وقال quot;بعد تثبيت مقدمات انطلاق العمليات الكبرى على مستوى المحافظة جميعا وليس على مستوى المركز ستنطلق العمليات العسكريةquot;. واضاف ان quot;من ضمن الأفكار التي سنعمل عليها وأتمنى من نواب مدينة الموصل في البرلمان أن نجتمع في الموصل لكي يشترك الجميع في عملية إدامة العمليات العسكرية ومراقبتها لمعالجة المخالفاتquot;. وقال quot;نريد من شيوخ العشائر ووجهائها والسياسيين فيها الاجتماع من أجل المصالحة الوطنية بين المكوناتquot;.
وأوضح أن الجيش العراقي سيلاحق الإرهاب والقاعدة وبقايا النظام السابق ولابد من دعمه ومعاقبة المخطئين والذين يتجاوزون حقوق الإنسان وفق القوانين المعمول بها .

ودافع المالكي عن شرعية العملية العسكرية التي تتخذها حكومته لفرض القانون في المدن العراقية مؤكدا quot;ان السلطة التنفيذية تمارس حقها بموجب الدستور لحماية الوطن والمواطنين وتستهدف فقط الخارجين عن القانون دون جهات سياسية معينةquot;. واشار الى ان العمليات العسكرية تستهدف القضاء على الخارجين على القانون وقال إنه من الطبيعي ان توقع خسائر مادية وبشرية ولكن الحكومة تحرص في الوقت نفسه على الحفاظ على حقوق الانسان.

واضاف ان أهم انجاز هو تشكيل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية على أسس مهنية وتقدم حقيقي في هذا المجال ونحن بحاجة الى جهود أخرى .. وانه تم حسم العديد من المشاكل في هذا الصدد اذ إن أداء الجيش تحسن بشكل كبير وهناك نجاحات كبيرة على الأرض على الرغم من بعض الخلل الذي نعمل بجدية للقضاء عليه . وشدد على ان العام الحالي سيشهد تطورا في تسليح الجيش والشرطة مشددا على ان الاقتتال الطائفي انتهى في العراق الى الابد.

وكان قادة امنيون عراقيون اعلنوا السبت الماضي عن انطلاق عملية quot;زئير الاسدquot; في مدينة الموصل لملاحقة العناصر الارهابية فيها والتي باتت معقلا اخيرا لمقاتلي تنظيم القاعدة.
وفي وقت سابق اليوم وصل المالكي الى مدينة الموصل يرافقه مستشار الامن القومي موفق الربيعي لقيادة العملية العسكرية هناك .

اعتقال 543 مطلوبا في الموصل
وقال مصدر امني ان المالكي عقد فور وصوله اجتماعا مع وزيري الدفاع والداخلية الموجودين هناك اضافة الى قادة العمليات الميدانية لبحث تقدم العملية العسكرية التي دخلت يومها الخامس باعتقال 543 مطلوبا .

وكان وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد العبيدي قد وصل الى المدينة امس يرافقه قائد القوات البرية وعدد اخر من القادة للإشراف على العملية العسكرية quot;زئير الأسدquot; . ومن اجل محاصرة المسلحين فقد تم اغلاق معبر ربيعة الحدودي بين العراق وسوريا لمنع هروب المسلحين الى البلد الجار .

واعلن وزير الداخلية العراقي جواد البولاني الذي يقوم بزيارة تفقدية إلى محافظة الموصل اعتقال 543 مطلوبا ومشتبها فيه . واكد الإمساك بأعداد كبيرة quot;من أوكار الأسلحة والاعتدة العائدة للجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية الخارجة عن القانونquot; كما قال بيان لوزارة الداخلية الى quot;ايلافquot; . واضاف ان هؤلاء المعتقلين متهمون بتنفيذ اعمال ارهابية واجرامية .
واعلنت السلطات العراقية الجمعة الماضي حظرا شاملا للتجوال في المحافظة بالتزامن مع وصول عسكريين كبار على رأس قطعات عسكرية ضخمة .

واشارت الى ان حظر التجوال قد فرض بسبب وصول معلومات عن دخول سيارات مفخخة الى عدد من اقضية ومدن المحافظة لاستهداف القوات العراقية والمدنيين في المحافظة . وحذرت من ان كل من يخالف اجراءات حظر التجوال سيعامل على انه quot;هدف عسكري.quot;

وكانت السلطات العراقية تخطط لشن حملة عسكرية واسعة في مدينة الموصل التي ينشط فيها المسلحون منذ بداية العام الحالي وارسلت الى هناك حوالى 40 الف عسكري لتنفيذ الهجوم الذي تأجل بسبب تدهور الاوضاع في مدينة البصرة الجنوبية وشن عملية عسكرية واسعة فيها بدأـ اواخر اذار (مارس) الماضي . وكان المالكي اعلن مؤخرا ان عددا من المدن بينها الموصل بحاجة الى عملية مماثلة لتلك التي شهدتها البصرة مؤخرا لتحريرها من سطوة المسلحين .

رئيس الاركان ينفي اعتقال ضباط سابقين في الموصل
وقال رئيس أركان الجيش إن العملية في محافظة نينوى جرت لها استحضارات كبيرة ودقيقة من العمل التعبوي والاستخباري والدعم اللوجستي منذ فترة ليست بالقصيرة وتمت استضافة عدد كبير من شيوخ ووجهاء وأهالي نينوى و تمت دراسة كل مقترحاتهم وحاجاتهم وعلى ضوء ذلك وضعت الخطة الأمنية بموجب الالتزامات الدستورية و الوطنية والأخلاقية للسكان لتوفير الأمن في المحافظة .

واضاف في تصريح نقله بيان لوزارة الدفاع ان كل إجراءات الخطة الأمنية ستنفذ من قبل قوات عسكرية نظامية من الجيش والشرطة وبإشراف مباشر من قبل رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية وأعضاء مجلس النواب ممثلي محافظة نينوى . وحول ما تردد من اشتراك قوات البيشمركة في العمليات اشار الى ان هذا خلاف الحقيقة لأنها قوات حرس إقليم كردستان وواجباتها في داخل إقليم كردستان .

وحول ماتردد عن اعتقال ضباط تطوعوا للجيش العراقي من أهالي الموصل فقد شدد على ان هذا غير صحيح موضحا ان اوامر قد صدرت بتعيينهم وهم حاليا منتسبون في وحدات وزارة الدفاع ويعملون بولاء ووطنية عالية وبلغ عددهم 398 ضابطا و5491 جنديا . وحول استهداف العملية لضباط الجيش السابق والبعثيين قالquot; فهذا كلام غير صحيح فهم مواطنون عراقيون طالما لا يمارسون أي نشاط معاد للدولة والأجهزة الأمنية أو الذين يثبت ارتكابهم جرائم ضد المواطنينquot; .وقال quot;نحن نحترم كل شيوخ ووجهاء وشخصيات الموصل وملزمون باحترامهم والحفاظ عليهم واستنادا إلى واجباتنا ولكن نقول لبعض الأفراد بان يكونوا صادقين مع الله ومع شعبهم في قول الحقيقة وان لا يقفوا امام القانون للقصاص قضائيا من المجرمين الذين سفكوا دماء الأبرياء بالاغتيال وزرع العبوات الناسفة في الطرقات العامة أو تفجير الأطنان من المتفجرات في حرب إبادة كما في مناطق سنجار وتلعفر و الأسواق العامةquot; .

وحول منع التجوال اشار المسؤول العسكري إلىانه جاء نتيجة حرص القيادة العسكرية لتجنيب المواطنين الأبرياء التعرض لنيران الاشتباكات التي قد تحدث نتيجة لتواجدهم في المكان والزمان الخطأ عند تنفيذ العملية العسكرية. وشدد بالقول quot;عهد منا كقوات جيش عراقي سنكون الأبناء الأوفياء للدماء الزكية التي سفكت في سبيل تقديم المذنبين امام العدالة وسننفذ العملية بالعزيمة والإصرار نفسهما كما نفذناها في البصرة و الانبار وبغدادquot;.

الموصل تجمع للقاعدة
وشهدت الموصل اواخر كانون الثاني (يناير) الماضي تفجيرين كبيرين في شارع الببسي في منطقة الزنجيلي في الضواحي الغربية للمدينة اسفرا عن مقتل وجرح اكثر من 205 أشخاص .
وقالت المصادر ان منظمات عراقية مسلحة تتقاطع توجهاتها مع تنظيم القاعدة خاصة في استهداف المواطنين العاديين والبنى التحتية بالتفجيرات قد اصدرت تعليمات الى عناصرها بالابتعاد عن مكامن مسلحي القاعدة في المدينة . واشارت الى ان هذه التنظيمات تسعى من خلال ذلك الى الفصل بينها وبين القاعدة وهو امر يكرس الخلاف بين هذا التنظيم والجماعات المسلحة العراقية والتي انخرط الالاف منها في تنظيمات مجالس الصحوات في انحاء البلاد وساهمت مع القوات الحكومية في التصدي للقاعدة .

وعبرت عن اعتقادها ان هذه التعليمات ستسهل تنفيذ الخطة العسكرية الحكومية التي تتراوح بين شن هجوم مسلح واسع في المدينة او شن هجومات موقعية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة خاصة وان ابتعاد المسلحين العراقيين سيساعد على حصر التنظيم في ملاذاتها والقضاء عليها .
ومنذ شهرين تعزز القوات العراقية عناصرها من الجيش والشرطة في الموصل حيث وصلت اليها من بغداد اعداد من الدبابات والمروحيات بهدف quot;سحق ميليشيات القاعدة في الموصلquot; وإنقاذ الوضع الأمني المتفجر على ما يؤكد مسؤولون في وزارتي الدفاع والداخلية .

وتوقعت المصادر ان تترك القوات الاميركية القوات الأمنية العراقية تواجه ميليشيات القاعدة في عملية اختبار قوية لمدى جدارتها العسكرية في حماية الوضع الأمني لكنها ستتدخل بقوات جوية كثيفة إذا ما رأت انهيارا في الوضع الأمني في الموصل. وفي وقت سابق أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري توجه قوات عراقية إلى الموصل لتطهيرها من تنظيم القاعدة الإرهابي. وقال إن قوات عديدة بينها آليات مدرعة توجهت إلى الموصل. وأشار الناطق إلى أن هذه القوات توجهت بناء على طلب من القادة هناك. ويذكر أن القوات المشتركة العراقية والأميركية كانت قد بدأت أواخر السنة الماضية هجماتها الكبيرة على ملاذات وأماكن تواجد القاعدة في المحافظات الشمالية خاصة ديالى وتنفذ هذه الأيام هجومات موضعية في الموصل.