الخرطوم: لاحقت القوات السودانية من يشتبه انهم من متمردي دارفور في الخرطوم يوم الاثنين بعد هجوم غير مسبوق للمتمردين في مطلع الاسبوع على العاصمة السودانية واعتقلت زعيم المعارضة الاسلامية حسن الترابي قبل ان تطلق سراحه لاحقا. وابقى دوي طلقات الرصاص الخرطوم في توتر. وهذه هي المرة الاولى التي يصل فيها القتال الى العاصمة على مدى عقود من الصراع بين الحكومة المركزية ومتمردين من مناطق نائية في بلد منتج للنفط. وقال الزعيم المتمرد في دارفور خليل ابراهيم يوم الاثنين انه سيشن مزيدا من الهجمات على العاصمة السودانية الخرطوم حتى تسقط حكومة الرئيس عمر حسن البشير. ويعتقد ان 65 شخصا قتلوا في الهجوم الذي بدأ يوم السبت.

وفي اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية قال خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة التي هاجمت الخرطوم في مطلع الاسبوع ان هذه مجرد البداية لعملية وان النهاية ستكون بانتهاء هذا النظام. واضاف quot;لا تتوقعوا هجوما واحدا اخر.. هذه مجرد البداية.quot; ويتهم السودان تشاد المجاورة بدعم المتمردين وقطع علاقاته الدبلوماسية معها يوم الاحد. وقالت الحكومة التشادية يوم الاثنين إنها اغلقت حدودها مع السودان.

ونفت تشاد اي تورط لكن محللين يقولون إنها ربما دعمت متمردي حركة العدل والمساواة للانتقام من هجوم على العاصمة التشادية قبل ثلاثة اشهر لمتمردين قالت انهم تلقوا دعما من الحكومة السودانية. وتسنى سماع دوي تبادل اطلاق النار عند مشارف ام درمان التي يفصلها النيل عن قلب الخرطوم والتي احتدم فيها القتال في مطلع الاسبوع. وجعلت واقعة اطلاق نار في وسط الخرطوم العمال يفرون في فزع.

وقال مسؤول بوزارة الداخلية يوم الاثنين ان بعض المتمردين لا يزالون مختبئين في اجزاء من ام درمان وانه تم تمديد حظر للتجول لاجل غير مسمى. وقال عبد المجيد عبد الفريد وهو مسؤول محلي لرويترز من ولاية كردفان المجاورة إن الجيش السوداني اشتبك مع متمردي حركة العدل والمساواة في منطقة تبعد نحو ثلاث ساعات بالسيارة عن ام درمان. وقال ان هناك ضحايا من المدنيين مضيفا ان الجرحى يصلون الى بلدته حمرة الوز.

ونفت حركة العدل والمساواة ان هناك اية اشتباكات. وقال الطاهر الفقي المسؤول الكبير في الحركة لرويترز في اتصال هاتفي عبر الاقمار الصناعية انهم يعرفون ان الخرطوم ارسلت متمردين تشاديين من دارفور الى المنطقة مضيفا انهم لم يشتكبوا معهم بعد. وقال ان لهم قوات في تلك المناطق وانهم يعلمون ان بعض المتمردين التشاديين الذين جندتهم الحكومة تم ارسالهم من الفاشر لمواجهة بعض قواتهم في تلك المناطق معربا عن ثقته في انهم سيردونهم على اعقابهم.

واعتقل زعيم المعارضة الترابي الذي قال ان هجوما للمتمردين على الخرطوم قد يحسن فرص السلام في دارفور هو واربعة على الاقل من كبار اعضاء حزبه المؤتمر الشعبي لمدة 12 ساعة. وقالت ابنته انه اطلق سراحهم دون توجيه اتهام.

وقال الترابي لرويترز بعد اطلاق سراحه ان quot;هذا .. يبدو في الواقع واعدا حيث سيتعين على الجميع التصرف بشكل رشيد والانخراط في عملية سياسية بالنسبة لدارفور وبالنسبة لعلاقات الجوار وبالنسبة للمضي قدما نحو انتخابات تشارك فيها كل الاحزاب.quot; وقال المستشار الرئاسي غازي صلاح الدين العتباني لرويترز ان اعتقال الترابي جاء في اطار تحقيق بشأن احتمال تلقي المتمردين مساعدة من الداخل. وأضاف انه ليس متأكدا مما اذا كان المحققون قد وجودوا اي دليل. لكنه اوضح ان ذلك اجراء استباقي لمعرفة ما اذا كان هناك اي مساعدة قدمت من الداخل.

ولحركة العدل والمساواة احدى حركات التمرد في دارفور جدول اعمال اسلامي وكان بعض زعمائها حلفاء للترابي في الماضي لكنه ينفي دعم المتمردين. وقال مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية لرويترز ان الحكومة مستعدة لاي هجوم اخر وقال انه يشك في تأكيد ابراهيم بأنه لا يزال في ام درمان. واضاف ان الحكومة تعلمت بعض الدروس وستكون افضل استعدادا لو تجرأ ابراهيم على شن هجوم اخر. وتقدم المتمردون بسرعة خاطفة مسافة 600 كيلومتر عبر الصحراء من دارفور ليهاجموا ضاحية ام درمان في غرب الخرطوم يوم السبت فيما قال احد زعمائهم انها محاولة للاستيلاء على السلطة.

وفي عام 2005 أنهى اتفاق سلام بين الشمال والجنوب حربا أهلية وعزز اقتصاد السودان بزيادة انتاج النفط في الجنوب لكن هذا الاتفاق لم يشمل الصراع الذي اندلع في دارفور قبل خمسة أعوام. ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص لاقوا حتفهم في حين أجبر 2.5 مليون اخرين على النزوح عن ديارهم في دارفور منذ حمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح. وتقول الحكومة ان عشرة الاف فقط لاقوا حتفهم.