إفتتحه نائب الرئيس العراقي ورئيس الوزراء المصري
مصر تستضيف مؤتمراً لدعم فرص الإستثمار في العراق

عبد المهدي متحدثا
نبيل شرف الدين من القاهرة: انطلقت في مصر اليوم الخميس فعاليات المؤتمر الثاني لأعمال الاستثمار في العراق، والذي يناقش على مدى يومين الفرص الاستثمارية المتاحة في العراق والضمانات التي يمكن للمستثمرين الحصول عليها هناك، وذلك في حضور كل من أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري، وعادل عبد المهدي نائب الرئيس العراقي على رأس وفد حكومي رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين العراقيين .

وفي كلمته الافتتاحية أكد رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف أن مصر كانت في مقدمة الدول التي تعاونت مع العراق الجديد أملا في إعادة الأمان والاستقرار لأبناء شعبه، لاستعادة مكانته كدعامة راسخة في العالم العربي والمنطقة، منوها إلى أن مصر استقبلت على مدى الأعوام الخمسة الماضية المئات من أبناء العراق للتدريب في مجالات متنوعة تشمل إدارة الدولة ومؤسساتها الحكومية والأمنية والخدمات العامة والقطاعات الإقتصادية والفنية وغيرها .

أما نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي فقد أكد أنه سيشرح تفاصيل قانون الاستثمار العراقي الجديد الذي يتيح للمستثمرين العرب كثيرا من فرص الاستثمار في البلاد، مؤكداً تفاعل المستثمرين خاصة بعد التحسن الأمني الذي يشهده العراق حاليا، فهناك نوافذ كثيرة للاستثمار وفي مجالات عديدة وبشروط متيسرة وهي لا تختلف عن المستثمر العراقي، اذ اننا نعطي نفس الحصانات والتسهيلات والدعم اللازمين
ويناقش هذا المؤتمر الذي يستمر يومين عدة محاور تتصدرها فرص الاستثمار في العراق والسياسات المالية والمصرفية، والاستثمار في القطاعين الخاص والمختلط، فضلاً عن الاستثمار في الزراعة والصناعات الزراعية، وقد شهد افتتاح المؤتمر من الجانب المصري كل من وزراء التعاون الدولي والتنمية الاقتصادية والخارجية والتنمية المحلية، إضافة إلى أحمد جويلي الامين العام لمنظمة الوحدة الاقتصادية .

مصر والعراق
وأكد أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري استعداد بلاده بل وتطلعها أيضاً لاستقبال المزيد من العراقيين للتدريب واكتساب الخبرات ، مؤكداً أنها تسعى لاستثمار كل فرصة لتعميق تعاونها مع العراق بالرغم مما يرتبط بذلك أحيانا من صعوبات، ولفت إلى أن هذا المؤتمر يأتي امتدادا لسلسلة لقاءات استضافتها مصر بشأن العراق طيلة الأعوام الماضية، سواء كانت اجتماعات دول الجوار الموسعة بشرم الشيخ في نوفمير 2004 وفي مايو 2007 واجتماع إطلاق العهد الدولي للعراق في أيار (مايو) 2007، وهي الاجتماعات التي تناولت التعاون بين دول المنطقة والمجتمع الدولي من جانب والعراق من جانب آخر، كما احتضنت القاهرة برعاية الجامعة العربية مؤتمرا للوفاق الوطني العراقي في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005 ومؤتمر متابعته الذي عقد في شهر تموز (يوليو) من العام 2006 .

ورأى نظيف أن أول الاختبارات التي سيجتازها العراق هي حفاظه على وحدته وتماسكه رغم الضغوط القاسية التي تدفع نحو الفتنة والتناحر ورغم دعاوى التقسيم، ولفت إلى أن شعب العراقي قادر على النهوض بمسئوليات قيادة وطنه خالصة له على الرغم من أن العراق تحمل في الأعوام الأخيرة ظروفا خاصة أعطت أدوارا لأطراف خارجية لا تتوافق بالضرورة مع مصالح العراق، مؤكدا أهمية ترسيخ إرتباط العراق بمحيطه العربي وضمان ألا ينشأ بين العراق وأشقائه فجوة أو جفوة لا أساس لها، وأن مستقبل العراق سيظل كما كان تاريخه جزء لا يتجزأ من مستقبل وتاريخ الأمة العربيةquot;، على حد تعبيره .

وأشاد رئيس الوزراء المصري بما قطعه العراق خلال الأشهر الأخيرة من خطوات هامة في مجال الأمن وإستلهام ما تحقق من نجاح لقطع المزيد من الخطوات حتى يستعيد العراق كله الأمن..مرحبا في الوقت نفسه بالتشريعات التي أقرتها المؤسسات الدستورية العراقية باعتبارها خطوات هامة نحو استكمال البناء السياسي المستقبلي للعراق .

كما دعا رئيس الوزراء المصري رجال الأعمال إلى انتهاز فرصة هذا المؤتمر للتعارف وبناء الصلات واستكشاف فرص التعاون، مؤكداً أن هناك الكثير الذي يمكن تحقيقه من أعمال الآن وفي المستقبل،على الرغم من التحديات والصعوبات التي تقف في طريق البناء والتنمية .

الاستثمارات والأمن
من جانبه قال نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي إن العراق يعد أحد مكونات الجسد العربي ولا يمكن ان ينفصل عنه ، وان العالم العربي والأمة العربية ضرورة وحاجة أساسية للعراق وليس ترفا فكريا أو سياسيا، وأضاف إن غياب العراق عن الامة العربية والعكس خلل لا يجب السماح به تحت أي ظرف أو ذريعة كانت، وأكد أن العراق حريص على وحدته وبذل كل الجهد لترسيخها .

ومضى نائب الرئيس العراقي مؤكداً أهمية الاستثمار في العراق خاصة في ظل الامكانيات الكبيرة التي يحظى بها البلد سواء كانت نفطية وزراعية واقتصادية، مشيرا في هذا السياق إلى التحديات التي تواجه العراق والصعوبات الأمنية وعدم الاستقرار .

وأوضح عبد المهدي أن ميزانية العراق هذا العام تبلغ 70 مليار دولار وهناك سلسلة من القوانين والتشريعات التي إتخذت بهدف تشجيع الاستثمار وازالة كافة المعوقات امام المستثمرين،مضيفا ان التدمير الذي أصاب البنية الاقتصادية في العراق يحتاج إلى إعادة إعمار في كافة القطاعات، وبالتالي فإن هناك فرصا متزايدة للاستثمار فيها .

وأشار إلى ماتحقق من نجاح على الصعيد الأمني في البلاد وهو ماسيساعد على تحقيق الاستقرار وان العراق يعمل حاليا على الخروج من الفصل السابع من الولاية الاممية عليه وبالتالي الاسراع في خروج القوات المتعددة الجنسيات من العراق .

ودعا رجال الاعمال إلى الاستثمار في العراق واستغلال الفرص المتاحة للدخول جميع مشروعات إعادة الاعمار صناعية وزراعية وخدمات ونقل ومواصلات وموانئ وغيرها .

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الأول للأعمال والاستثمار بالعراق عقد في دبي في العام الماضي 2007 تحت لافتة (العراق موطن الاستثمار القادم) بحضور حشد كبير من الشخصيات الاقتصادية العراقية والعربية وخرج بتوصيات أهمها دعم الاقتصاد العراقي وتوفير سبل نجاحه .