نجلاء عبد ربه من غزة:عملياً.. إسرائيل هي المستفيد الأول مما يجري في غزة بالتوازي مع حركة حماس، فكلاهما يسيران على خط متوازي، ولكلاهما مصالح تتلاقى وأخرى تتقاطع، إلا أن إسرائيل يدها طويلة، كما يقول عدد من المحللين السياسيين الفلسطينيين، وتستطيع أن تقتل أية قيادي فلسطيني وقتما شاءت، إلا أن السؤال المطروح الآن، لماذا لم تقدم إسرائيل على قتل قيادات حماس الحالية، فيما قتلت مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين، ونائبة الذي وصف بأسد فلسطين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

المراقب للأحداث يدرك تماماً أن الموساد الإسرائيلي يتخلص من القيادات الفلسطينية المؤثرة بالدرجة الأولى على أمن إسرائيل الداخلي وحتى الخارجي، فعناصره مدربين جيداً على التنكر في أكثر من شكل، للوصول إلى الهدف المراد. ويستذكر الأكاديمي محمد سعيد كيف وصل الموساد الإسرائيلي لقلب جزيرة مالطا القبرصية وقتلت مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي، إضافة لدخول تونس وقتل الرجل العسكري الأول في حركة فتح خليل الوزير.

ويدخل القتال بين إسرائيل والفلسطينيين تحديداً مرحلة المد والجذر، ففي حالات كثيرة توقف القتال، وبدأت مفاوضات سرية في دول غربية مختلفة للوصول إلى تفاهم مشترك، وهو ما سربته قيادات إسرائيلية وفلسطينية معاً، إلا أن فترة التهدئة الغير معلنة بين الطرفين ما تكاد تستمر، حتى تندلع حرباً أكبر من ذي قبل.

ويعتقد محمود أبو عايش أن إسرائيل لن تقدم quot;على الأقل في هذه المرحلةquot; بالبدء في إجتياح قطاع غزة، ويعزو أبو عايش ذلك لسيطرة سلاح الجو الإسرائيلي على الأجواء، وبالتالي تستطيع إستهداف وقتل العشرات من القياديين السياسيين والعسكريين في غضون ساعات معدودة، وبالتالي لا جدوى من فرضية دخول قطاع غزة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، لطالما يستطيع تنفيذ مهمته على أكمل وجه جواً دون أي إضرار قد تلحق بجنوده.

ويرى أبو عايش أن إسرائيل معنية بتواجد قوة فلسطينية إلى حدٍ ما كـ quot;حركة حماسquot; التي تتخذ من المقاومة هدفا لها، تنفذ من خلالها مشروعها الهادف لتهجير الفلسطينيين عن أراضيهم من خلال إدعاءها بالدفاع عن نفسها لمحاربة ما تسميه quot;الإرهابquot;. ويضيف quot; حركة حماس أوجدتها إسرائيل في سبعينيات القرن الماضي من خلال ما يعرف بالمجمع الإسلامي، وذلك لخلق توازن بين مقاومة الفلسطينيين في الخارج متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وبين رؤية للسلام والحكم الذاتي مع فلسطيني الداخلquot;، إلا أن مجريات الأمور تغيرت تماماً مع رؤية الرئيس الراحل ياسر عرفات حول السلام.

من جانبه، يؤكد المحامي وليد سليمان أن إسرائيل قتلت أهم الشخصيات والقيادات الفلسطينية الذين وقفوا حجر عترٍ أمام طموحها الصهيوني الهادف بالسيطرة والإستيلاء على الأراضي العربية من النيل إلى الفرات. ويقول سليمان quot; لن تعجز إسرائيل عن قتل إسماعيل هنية أو الزهار أو أيٍ من قيادات حماس والجهاد الإسلامي.. حتى قيادات الخارج، إلا أنهم لا يشكلون أية خطر على الإطلاق بالنسبة لإسرائيلquot;. ويضيف المحامي الفلسطيني إن حركة حماس إنكشفت أمام العالم الإسلامي بأنها ليست quot;حركة ربانيةquot; كما تدعي، وأن ما تمارسه على أرض غزة من قتل وتعذيب لجميع شرائح الشعب الفلسطيني، وليس لحركة فتح quot;غريمهاquot;، أمر يروق لإسرائيل ذلك quot;فإسرائيل تريد أن ينهك الفلسطينيون ولا يستطيعون المقاومةquot;.

ولهذا السبب يقول سليمان، إسرائيل تكذب عندما تقول أنها ستقتلع جذور حركة حماس من قطاع غزة، فهي تعمل على تقوية حركة حماس من خلال تلك التصريحات. ويعتقد أن الموساد الإسرائيلي عندما يخطط لقتل قيادي فلسطيني quot;لا يكشف ذلك مسبقاً لوسائل الإعلام، فكل ما هنالك هو دعم إسرائيلي لترسيخ واقع مرير إسمه حركة حماس في قطاع غزةquot;.

ويكشف خبير عسكري فلسطيني متقاعد، فضل عدم الكشف عن إسمه، أن حركة حماس بجناحها العسكري، تتعمد أن تضرب صواريخها بإتجاه أماكن ليست مأهولة بالإسرائيليين، لأنها تخشى ردة الفعل الإسرائيلية. وتدرك الحركة الإسلامية أن قتل أي مستوطن إسرائيلي يعني قتل 10 من الفلسطينيين بعد ساعات، لذلك تعطي حماس مهمة إطلاق الصواريخ لحركة الجهاد الإسلامي.