أسامة مهدي من لندن: قال حزب البعث العراقي المنحل ان المعاهدة الاستراتيجية طويلة الامد التي يجري العراق والولايات المتحدة مفاوضات حاليا لتوقيعها ستعيد العراق الى عهود الوصاية والانتداب .

واضاف الحزب في بيان اليوم انه quot; في ظل الشلل الكامل في الحياة الاقتصادية والأجتماعية والسياسية والثقافية كافة تتواصل التحضيرات بين ادارة بوش وحكومة المالكي quot;بهدف تهيئة الأجواء والمستلزمات الكفيلة لتوقيع عقد الاذعان والمعاهدة الاسترقاقية الجديدةquot; والتي طفت على السطح منذ عقد الدائرة التلفزيونية المُغلقة بينهما في أواخر تشرين الثاني الماضي quot; بأسم (اتفاق المبادئ واعلان النوايا) بين أميركا والعراق . واتهم الحزب رئيس الائتلاف العراقي الشيعي عبد العزيز الحكيم بأنه quot;عراب هذه المعاهدة المقيتة لغرض تسويقها لدى أطراف الحكومة واستحصال الموافقة الايرانية الضمنية على المعاهدة quot;الاسترقاقية التي تدعم احتلال أميركا للعراق وتضمن المصالح الأميركية والايرانية على حد سواء في استمرار رهن الثروة النفطية العراقية لآجال زمنية طويلة وإبقاء العراق ساحة للتواطآت والمنافسات الأميركية الايرانية لاقتسام المصالح والنفوذ وتطبيق الاستراتيجيات الخاصة بكل منهماquot;.

واضاف الحزب في بيانه الذي نشره على موثع الكتروني ناطق بأسمه ان ترويجات تتم الان من قبل المسؤولين العراقيين لتسويق المعاهدة quot;وعرضها على مجلس النواب بالتزامن أو بالتعاقب مع تمرير ما يُسمى قانون النفط والغاز الذي يُمثل العصب الرئيسي لهذه الاتفاقية الناهبة لثروات العراق بالترافق مع بناء القواعد الأميركية الثابتة ودوام بقاء القوات الأميركية في العراق.. في استباق ملحوظ للانتخابات الأميركية وقرب انتهاء ولاية (المجرم) بوش ومعارضة الديمقراطيين وقطاعات غير قليلة حتى من الجمهوريين وقطاع واسع من الرأي العام الأميركي لاستمرار وجود القوات الأميركية المُحتلة في العراق وعرض الكونغرس الأميركي مشروعاً لقبول الكونغرس عرض بوش لتمويل (الحرب في العراق وافغانستان) بمبلغ 70 مليار دولار مقابل البدء بسحب القوات الأميركية من العراق خلال مدة لا تتجاوز نهاية العام 2009 واستعداد ادارة بوش لإجهاض هذا المشروع على نحو فاضحquot; .

واشار الحزب الى ان تواصل quot;هذه الاستحضارات لتوقيع معاهدة الاسترقاق الجديدة هي محاولة لاعادة العراق الى أعوام 1922 و 1930 و 1948 أعوام معاهدات الأنتداب أو الوصاية والاستعمار المُعلن والمُغطى ولا بد لأبناء شعبنا الذين قبرّوا تلك المعاهدات كلها وقبروا معاهدة (بورتسموث) سيئة الصيت عام 1948 قبل ستين عاماً وقبروا حلف بغداد 1955 في ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 قبل خمسين عاماً وطردوا الشركات النفطية الاحتكارية عند التأميم في عام 1972 ان يواصلوا جهادهم الملحمي لتفويت الفرصة على توقيع مثل هذه المعاهدات الجائرة وعدم تمرير المزيد من القوانين المُريبه وشن نضال لاهوادة فيه لمنع حصول ذلكquot;.

واكد الحزب في الختام quot;ان تحقيق وحدة الشعب العريضة ووحدة القوى المُناهضة للاحتلال خصوصا فصائل المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية وبدعم مجالس العشائر المناهضة للاحتلال والتغلغل الايراني وبتصعيد كفاح الشعب السياسي المُستند الى ثورته المسلحة وفوهات بنادق مقاومته الباسلة نوفر الضمانة الاساسية لدحر هذه المخططات وقبر المعاهدات الاسترقاقية والتشريعات الباطلة الجائرةquot; كما قال .

معروف ان واشنطن وبغداد بدأتا اواخر شباط (فبراير) الماضي مفاوضات مكثفة لاعداد معاهدة تعاون استراتيجي في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية ينتظر ان يتم التوقيع عليها في تموز (يوليو) المقبل .