رانيا تادرس من عمان: اسدلت محكمة امن الدولة اليوم الستار على قضية تنظيم ارهابي يتزعمة عزمي الجيوسي وحاول تفجير مبني المخابرات العامة، بالحكم على ثمانية من اعضاء التنظيم بالاشغال الشاقة المؤبدة مخفضة من الاعدام شنقا. وحكمت رئاسة محكمة امن الدولة بالاعدام على خمسة حضوريا وثلاثة غيابيافيما قررت اسقاط التهمة عن الارهابي ابو مصعب الزرقاوي وذلك لثبوت وفاته.

وكان المتهمين الثمانية الذين ينتمون الى تنظيم كتائب التوحيد الذي خطط عناصره بتحريض من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الارهابي ابو مصعب الزرقاوي لتفجير مبنى المخابرات العامة بواسطة قنابل كيماوية عام 2004 حسب لائحة الاتهام، سبق ان رجع الى امن الدولة منقوضا من محكمة التمييز (2007) كونه لا يجوز قانونا ان يكون المدعي العام خصما للمتهمين، وبذات الوقت هدفا لهم ضمن مخططهم التنظيمي.

وكانت محكمة التمييز نقضت قرار quot;امن الدولةquot; في مطلع ايار العام الماضي والذي قضت فيه محكمة امن الدولة في 15 شباط العام الماضي باعدام 9 متهمين في القضية من بينهم الهارب انذاك (ابو مصعب الزرقاوي) وكل من (عزمي الجيوسي،وحسين شريف،احمد سمير عبد الفتاح، حسن عمر سميك وأنس الشيخ/سوري الجنسية)اضافة الى الحكم بالاعدام على ثلاثة غيابيا وهم كل
من(ابراهيم زين العابدين الملقب ابو حذيفة، سليمان خالد درويش/الملقب ابو الغادية سوري الجنسية، شوقي عمر/ الملقب ابو احمد الامريكي )،كما تم اعلان عدم مسؤولية كل من المتهم السابع محمد سلمة والمتهم السادس حسني شريف شقيق المتهم الثاني . كما دانت المحكمة المتهم الثامن وسيم ابو عياش بالاعتقال ثلاث سنوات، في حين حكم على الظنين جمال الدغيدي الذي تغيب عن المحاكمة بالسجن مدة عام بعد ادانته بتهمة أخفاء شخص اقترف جناية ومساعدته على التواري عن وجه العدالة .

وافرج عن الدغيدي بعد اضراب عن الطعام اجراه في سجنه مطالبا اخلاء سبيله بالكفالة كونه قضى في السجن اكثر من مدة العقوبة حتى لوثبتت عليه التهمة . يذكر ان دائرة المخابرات العامة احبطت العملية التي خطط لها عناصر التنظيم وفق ما جاء في قرار الحكم في منتصف نيسان عام 2004، بعد ان ضبطت السيارات التي كانت معدة لاقتحام مبنى المخابرات والمواد الكيماوية المتفجرة والسامة في ذات الوقت والتي ركبها المتهم الاول الجيوسي بحكم خبرته لتبث سمومها لحظة الانفجار .

وكان الجيوسي تلقى تدريبات على تركيب المتفجرات الكيماوية على يد متخصصين من تنظيم القاعدة في افغانستان، اضافة الى دورة في تزوير الوثائق في لبنان . اضافة الى اتفاقه مع الزرقاوي على تنفيذ عمليات عسكرية على الساحة الاردنية في العراق بعد ان بايعه على السمع والطاعة بحضور القتيل موفق العدوان احد المقربين من الزرقاوي والذي قتل في مواجهات الهاشمي الشمالي المسلحة.

وكانت الجهات الرسمية اعلنت بالصحف صور لاربعة اشخاص فارين من وجع العدالة كانت تبحث عنهم المخابرات العامة قبيل تفكيكها للتنظيم وهم(موفق العدوان،وحسن سمسمية،وصلاح المرجة)الى جانب المحكوم الاول الجيوسي .

وفي مواجهات مسلحة جرت في نيسان عام 2004 داخل منطقة الهاشمي الشمالي قتل جميع الملاحقين بأستثناء المتهم الاول الجيوسي، والذي تم اعتقاله في منطقة ماركا الشمالية بعد مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل ابراهيم ابو الخير احد المطاردين في التنظيم . وكانت المحكمة دانت جميع المحكومين بجناية المؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية بأستثناء المتهمين السابع محمد سلمة والسادس حسني شريف، كما عدلت التهمة بالنسبة للمتهم الثامن وسيم ابو عياش من المؤامرة الى الشروع باعمال لم تجزها الحكومة من شأنها تعكير صفو علاقة المملكة مع دولة اجنبية. وفيما يتعلق بالتهمة
الثانية والثالثة وهي حيازة وتصنيع مادة مفرقعة بدون ترخيص قانوني بقصد استعمالها على وجه غير مشروع فقد ادين بها المتهمين الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والعاشر(احمد فضيل الخلايلة/الملقب ابو مصعب الزرقاوي). ويشار الى ان المحكوم الجيوسي وبالتعاون مع محكومين اخرين بشراء مواد كيماوية تدخل في صناعة التفجيرات من الاسواق بحجة انه معلم مختبر في احد المدارس او انه صاحب محل صالون حلاقة ثم قام بتركيبها داخل مختبرات اعدها في مدينة اربد لهذه الغاية وفق لائحة الاتهام . وعن التهمة الرابعة وهي حيازة سلاح اتوماتيكي دون ترخيص قانوني بقصد استعماله على وجه غير مشروع فقد دانت المحكمة المحكومين الاول والرابع والتاسع والعاشر. ويذكر ان المحكوم الجيوسي كان قد هرب الاسلحة الاتوماتيكية التي تم ضبطها بواسطة صهريج نفطي من العراق الى الاردن .

وادانت المحكمة المتهمين الاول والرابع بتهمة حيازة وحمل سلاح ناري بدون ترخيص قانوني(مسدسات)كما ادانت المتهمين الاول والثاني والثالث والرابع بتهمة الانتساب لجمعية غير مشروعة(كتائب التوحيد)التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ولو تمكن تنظيم كتائب التوحيد الذي ادانته المحكمة من تنفيذ هجومه الكيماوي لتسبب بمقتل 80 الف انسان على الاراضي الاردنية وفق تصريحات صحافية وقت ضبط العملية . ويذكر ان الجيوسي كان ينوي في بداية الامر تنفيذ عملية عسكرية تقليدية تستهدف مدعي عام امن الدولة واحد ضباط المخابرات، الا انه لم يتمكن ثم توجه لمحاولة القيام بهجوم صاروخي على خليج ايلات، الا ان زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وجهه للقيام بعملية عسكرية ضد مبنى المخابرات العامة . ويذكر ان تنظيم القاعدة انفق على هذه العملية ما يزيد عن 180 الف دينار اردني كي يتمكن من انجاحها وفق مصادر رسمية اعلنت ذلك بعد الكشف عن التنظيم . وتنقل عناصر التنظيم قبل احباط مخططهم بين ثلاث دول عربية هي(العراق،سوريا والاردن)مكان هدف العملية،حيث دخل المحكومين الى الاردن بواسطة جوازات مزورة .

و المتهمون تم محاكمتهم على ذمة سبعة تهم وجهها اليهم المدعيين العامين لدى محكمة امن الدولة اهمها المؤامرة بقصد القيام باعمال ارهابية والانتساب الى جمعية غير مشروعة (كتائب التوحيد والجهاد برئاسة الزرقاوي )وحيازة وتصنيع مواد مفرقعة بدون ترخيص لاستخدامها على نحو غير مشروع وحيازة اسلحة اتوماتيكية بقصد استعمالها على وجه غير مشروع ومحاولة اخفاء احد المطلوبين عن السلطات .