دمشق: حذرت سوريا من ان تحالفها مع ايران لن يتأثر بمفاوضات السلام غير المباشرة الجارية بينها وبين اسرائيل، في وقت ترغب الدولة العبرية في ان تقطع دمشق روابطها مع طهران لاضعاف الجمهورية الاسلامية.وكتبت صحيفة quot;تشرينquot; الحكومية السورية السبت ان quot;دمشق لا تريد شروطا مسبقة تضع العربة امام الحصان ولا تساوم في علاقاتها مع الدول والشعوبquot;.

واعتبرت الصحيفة ان وضع هذه quot;الشروطquot; اشبه بquot;عملية مساومة وابتزاز (..) تضع العصي في العجلاتquot;.وجاءت هذه الافتتاحية بمثابة تحذير للمسؤولين الاسرائيلية الذين يطالبون دمشق بقطع روابطها بدولة تعمل على تطوير برنامج نووي مثير للجدل ويدعو رئيسها محمود احمدي نجاد علنا الى quot;ازالة اسرائيل عن الخارطةquot;.

واعلنت سوريا واسرائيل الاربعاء بدء مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركية، ولم يخف مسؤولون اسرائيليون ان الهدف الاساسي لاي اتفاق هو تفكيك محور دمشق-طهران.واشترطت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الخميس لاحراز اي تقدم في المفاوضات مع دمشق ان تفك سوريا ارتباطاتها مع quot;ايران وحزب الله (الشيعي اللبناني) وحماس (الفلسطينية) وغيرها من المنظمات الارهابيةquot;.

ولم يقتصر الرد على هذا المطلب الاسرائيلي على سوريا وحدها التي ترى في هذه المفاوضات امكانية للعب دور اقليمي اكبر.فقد اعلن وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار الاحد ان سوريا تبقى حليفة طهران quot;الاستراتيجيةquot;، خلال لقاء مع نظيره السوري حسن توركماني.وتعزز هذا التحالف الذي يعود الى قرابة ثلاثين سنة بتوقيع اتفاق تعاون عسكري بين البلدين عام 2006 واعتبر المحلل السوري رضوان زياده متحدثا لقناة quot;الحرةquot; الفضائية بان quot;علاقة سوريا مع ايران اكثر من استراتيجية على المستوى العسكري والامني والاقتصاديquot;.واشار بصورة خاصة الى استثمارات ايرانية quot;ضخمةquot; في سوريا وصلت عام 2008 الى 1،5 مليار دولار في مجالات السيارات والطاقة والبنى التحتية والبناء والاسمنت.

والمفاوضات غير المباشرة السورية الاسرائيلية هي الاولى بين البلدين منذ تعثر العملية بينهما عام 2000 وهي تتعلق خصوصا بانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان التي احتلتها في 1967 لقاء السلام.واكدت ايران السبت على وجوب اعادة الجولان الى سوريا بدون شروط.واعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي السبت quot;اننا ندعم سوريا لتستعيد الجولان ولا نعتقد ان النظام الصهيوني قادر على املاء شروطه في هذا الملفquot;.

وتحدث وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاربعاء عن quot;التزاماتquot; من اسرائيل بالانسحاب من الجولان الى خط 4 حزيران/يونيو 1967quot; مذكرا بان هذه الالتزامات quot;ليست جديدة بل بدأت منذ تعهد (رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق) رابين عام 1993 والتزم به كل رؤساء الحكومات الاسرائيلية اللاحقينquot;. ويؤكد المسؤولون السوريون على ان لا تفاوض على الجولان، فيما تؤكد دمشق استعدادها للتفاوض في مسائل السلام الاخرى مثل المياه وتطبيع العلاقات والترتيبات الامنية.من جهته اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاحد عزمه على التفاوض بجدية مع سوريا وليس quot;عبر وسائل الاعلامquot;.