فيينا: ينتظر أن توزع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الحاسم حول البرنامج النووي الايراني في ظل مخاوف غربية من تساهل التقرير الذي سيصدره البرادعي مع ايران.

وسيحدد تقرير المدير العام للوكالة محمد البرادعي الذي يحمل عنوان (اختبار المصداقية) هل ردت ايران على جميع أسئلة الوكالة عن نشاطاتها النووية الحساسة وبناء عليه سيحدد التقرير مدى مصداقية ايران في التعامل مع المجتمع الدولي.

وكان النقاش أثناء المفاوضات التي جرت في غضون الشهرين الماضيين بين كبار المسؤولين في الوكالة والمسؤولين الايرانيين قد تركز على بحث مسألة quot;الدراسات المزعومةquot; التي ما تزال تثير قلق الدول الغربية حول طبيعة الأبحاث النووية والتجارب العسكرية التي أجرتها ايران في العشرين سنة الماضية ومن بينها اختبارات على اطلاق صواريخ من منصات سريعة الارتداد لم تعلن عنها في حينه.

وقبل ساعات من صدور هذا التقرير المهم أعربت مصادر غربية دبلوماسية مطلعة في الوكالة الدولية عن خشيتها من ابداء البرادعي نوعا من التساهل مع طهران في تقريره المرتقب بحجة أنها قدمت بعض المعلومات المتصلة بمسألة الدراسات المزعومة وأتاحت الفرصة للوكالة لاجراء مقابلات مباشرة مع أفراد قيل ان لهم ارتباطا بتلك الدراسات التي تعتبر المسألة الحاسمة حسبما تقول الوكالة.

وأكدت المصادر أنه حتى في ظل توفر مثل هذه المعطيات في تقرير البرادعي الا أن الشكوك الغربية لا تزال تحوم حول طبيعة هذا البرنامج الايراني وهل كان مكرسا لأغراض توليد الطاقة الكهربائية مثلما يكرر المسؤولون الايرانيون على الدوام.

وذكرت أن قرار ايران الأخير بتركيب دفعة جديدة من أجهزة الطرد المركزي يمثل تحديات صارخة لقرارات مجلس الأمن الثلاثة بخصوص ايران والتي تضمنت مجموعة من التوصيات تطالب طهران بتجميد كل أنشطة تخصيب اليورانيوم الى حين تسوية كل المسائل العالقة في برنامجها النووي.

وطالب المصدر نفسه طهران بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم والمصادقة على بروتوكول التفتيش الاضافي الذي يسمح للوكالة الذرية بالقيام بزيارات ميدانية مفاجئة الى أي من المرافق النووية الايرانية كأحد تدابير بناء الثقة مع المجتمع الدولي.

في غضون ذلك كشف مصدر دبلوماسي عربي أن مجموعة دول عدم الانحياز في الوكالة كثفت من اتصالاتها لايجاد حل سلمي لأزمة البرنامج النووي الايراني.

وقال المصدر في تصريح اليوم ان مندوبي حركة عدم الانحياز بدأوا منذ يوم الجمعة الماضي اجتماعا بهدف التشاور وتنسيق المواقف قبل انعقاد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقررة في الثاني من الشهر المقبل.

وكشف المصدر أن مجموعة دول عدم الانحياز في الوكالة الدولية للطاقة أعدت بيانا يستعرض التطورات الايجابية الأخيرة للملف النووي الايراني مشيرا الى أن البيان الذي صوتت عليه دول عدم الانحياز سيقرؤه السفير الكوبي لدى الوكالة باعتبار بلاده رئيسا حاليا للمجموعة.
وينتظر أن يناقش مجلس محافظي الوكالة في اجتماعه المرتقب تفاصيل تقرير البرادعي في حيث تحدثت بعض التقارير الاعلامية عن بروز خلافات في وجهات النظر داخل الوكالة تسببت في ارجاء نشر التقرير الذي كان مقررا ليوم الجمعة الماضي في الوقت الذي نفت فيه الوكالة جملة وتفصيلا هذه المزاعم.

يذكر أن طهران تعتبر أن جميع المسائل قد تمت تسويتها بموجب خطة العمل الايرانية ومذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بينها وبين الوكالة في اغسطس الماضي كما ان مسألة الدراسات المزعومة التي أثيرت أخيرا لاأساس لها من الصحة بل بيانات ملفقة.

وقال مندوب ايران لدى الوكالة علي أصغر سلطانيه ان الاتهامات لاتستند الى أي اساس مشيرا الى أنه أثناء الاجتماعات مع مسؤولي الوكالة بين لهم أن الوثائق والمعلومات الواردة في هذه الوثائق يمكن العثور عليها بسهولة في مصادر مفتوحة.