دبي: أكد الجيش اليمني أنه استعاد سيطرته على منطقة quot;بني حشيشquot;، الواقعة على مشارف العاصمة صنعاء، بعد أن تمكن من دحر العناصر الموالية لزعيم التمرد في محافظة quot;صعدةquot;، عبد الملك الحوثي، الذي ما زال مصيره مجهولاً، بعد تقارير تحدثت عن مقتله أو إصابته، خلال مواجهات تجددت هذا الأسبوع.

وأعلن مصدر مسئول بوزارة الدفاع أن القوات المسلحة والأمن، وبتعاون المواطنين، quot;تمكنت من تصفية كافة أوكار عناصر الفتنة والتمرد الخارجة على القانون في مديرية بني حشيش، وذلك بعد أن قامت تلك العناصر بالإخلال بالأمن والسكينة العامة، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.quot;

ونقل مصدر مطلع عن المصدر العسكري تشديده على أن quot;القوات المسلحة والأمن لن تتهاون مع أي شخص، تسول له نفسه المساس بالأمن والسكينة العامة.quot; في الغضون، دعا وزير الداخلية، مطهر رشاد المصري، من وصفهم بـquot;عناصر فتنة التخريب والتمرد والإرهاب، الخارجين على النظام والقانونquot;، في محافظة quot;صعدةquot;، إلى سرعة تسليم أنفسهم إلى رؤساء السلطة المحلية وأقسام الشرطة في المحافظة وغيرها، quot;قبل فوات الأوان.quot;

وقال الوزير اليمني: quot;تلك العناصر تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما ترتب عن فتنة التمرد التي أشعلتها في بعض مديريات محافظة صعدة، وما ارتكبته من جرائم وقتل في حق المواطنين، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وقطع الطرقات، وتشريد المواطنين من منازلهم وقراهم، والتسبب في معاناتهم.quot;

ونقلت وكالة quot;سبأ نتquot; الرسمية للأنباء عن وزير الداخلية قوله: quot;إن تلك العناصر الإجرامية الحالمة بإعادة حكم الكهنوت الإمامي، ليس أمامها من خيار سوى الاستسلام.quot; وكانت القوات اليمنية قد بدأت حملة عسكرية حاسمة ضد المتمردين الشيعة من أنصار الحوثي في محافظة quot;صعدةquot;، منذ بداية الأسبوع الجاري، وسط تقارير quot;غير مؤكدةquot; تشير إلى مقتل، أو على الأقل إصابة، عبد الملك الحوثي.

وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن العملية العسكرية بدأت منذ نحو ثلاثة أيام، حقق فيها الجيش اليمني تقدماً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين. وأشار المصدر إلى سماع دوي طلقات مدفعية في منطقة quot;بني حشيشquot; على مشارف العاصمة صنعاء، مساء الأحد، في خضم أنباء عن وصول بعض المتمردين إلى العاصمة والتهديد بتنفيذ تفجيرات هناك.

وتأتي التقارير عن الحملة العسكرية بعد تعهد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في كلمة سابقة بحسم عسكري لفرض الأمن في quot;صعدة.quot; وقال الرئيس اليمني في كلمة الخميس بمناسبة العيد الوطني الثامن عشر: quot;لاشك أنكم تتابعون تطورات الأوضاع في بعض مديريات محافظة صعدة نتيجة لفتنة التمرد التي أشعلها الحوثي، ولقد حرصت الدولة منذ الوهلة الأولى على احتواء هذه الفتنة حقناً للدم اليمني وإحلال السلام والأمن في تلك المديريات.quot;

وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة 26 سبتمبر، تابع صالح : وإزاء كل الجرائم التي ارتكبتها تلك العناصر وأخرها ما حدث ضد المصلين في أحد مساجد صعدة؛ فان الدولة سوف تضطلع بمسئوليتها الوطنية والدستورية والقانونية لفرض سلطة النظام والقانون.. وحماية الوطن والمواطنين.quot;

إلى ذلك، أشار المصدر المطلع إلى أن إعلان الحكومة اليمنية تدشين رحلات جوية إلى المحافظة، يُعد مؤشراً على سير المجريات لصالح الحكومة. وكانت الاشتباكات المتواصلة بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة من أنصار الحوثي في محافظة صعدة باليمن، قد أودت بحياة أكثر من 20 شخصاً بين صفوف الجانبين، في مواجهات جرت في مطلع الشهر الجاري.

وقال ناطق باسم الفصيل المتمرد إن هجوماً في الرابع من مايو/أيار الحالي، على معسكر للجيش نجم عنه مقتل 11 جندياً، في الوقت الذي أشارت فيه الداخلية اليمنية إلى سقوط عشرات المتمردين في المعركة. وقامت الحكومة اليمنية حينها بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محافظة صعدة ، شمال غربي البلاد، والتي يبلغ عدد سكانها قرابة 450 ألف نسمة، وفرضت تعتيماً إعلامياً على مجريات الأحداث. يذكر أن الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة، والتي اندلعت في يونيو/ حزيران عام 2004 أدت إلى مقتل الآلاف من الجانبين، إلى جانب سقوط مدنيين.