فيينا: عبّر نائب رئيس الوزراء الكويتي ووزير الخارجية محمد صباح السالم الصباح عن quot;قلق بلاده البالغquot; إزاء التهديدات المحتملة التي يشكلها البرنامج النووي الإيراني على الأمن والبيئة والاستقرار في منطقة الخليج في المستقبل، وحذر من احتمال تعرض مياه الخليج إلى تسرب إشعاعي يؤدي إلى تلوثها. ولكن الوزير الكويتي أكد في نفس الوقت اهتمام الكويت بالاستخدام السلمي للطاقة الذرية وتحلية المياه في منطقة الخليج التي تعاني من أزمة الموارد في مياه الشرب على حد تعبيره.

جاء ذلك في تصريح صحافي أدلى به الشيخ الصباح بعد انتهاء اجتماعه اليوم الأربعاء مع رئيسة البرلمان الاتحادي النمساوي بربارا برامر. وكان الوزير الصباح اجرى مساء أمس مباحثات وصفها بـ quot;الشاملة والإيجابية والمثمرةquot; مع نظيرته النمساوية أرسولا بلاسنك، وتناولت سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التقليدية القائمة بين الكويت والنمسا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية.

وأوضح الشيخ الصباح أنه بحث كذلك مع الوزيرة بلاسنك آخر التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استعراض مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي طليعتها الأوضاع في العراق وسبل وقف دورة العنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في قطاع غزّة، وتفاقم النزاع المسلح في كلٍ من الصومال وجنوبي السودان.

ونوّه الوزير الكويتي بالتجربة الديمقراطية في الكويت، وأشار إلى أهمية مساهمة المرأة الكويتية في الانتخابات البرلمانية كمرشحة ومقترعة، والتي جرت في الأسبوع الماضي، ولكنه عبر عن الاسف لعدم فوز أية مرشحة كويتية في تلك الانتخابات.

وأعرب الوزير الكويتي عن اعتقاده بأن quot;مشاركة المرأة الكويتية الشؤون السياسية بحاجة إلى المزيد من الوقتquot;. واعتبر الوزير الصباح أن quot;الأوضاع في العراق في تحسن مطرد، وأن البلاد تسير على الطريق الصحيحquot;، ولكنه انتقد مستوى أداء الحكومة العراقية الحالية برئاسة نوري المالكي كما وصف الوضع الراهن في أفغانستان بأنه quot;معقد للغايةquot; من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية. وخلص الوزير الكويتي إلى القول بأن أفغانستان أصبحت بلداً منقسماً على ذاته في مرحلة تنعدم فيها الموارد الأساسية للحياة.

وكانت الوزيرة بلاسنك أعربت عن استعداد النمسا وأوروبا لإقامة quot;علاقات شراكة وثيقة مع سائر البلدان التي تنتهج سياسة تتسم بالاعتدال في الشرق الأوسط، وفي طليعتها دولة الكويت وبقية دول مجلس التعاون الخليجيquot;. وأوضحت الوزيرة بلاسنيك بعد انتهاء المباحثات التي أجرتها مع وزير الخارجية الكويتي أمس أنquot;الكويت ودول الخليج العربية تقع وسط منطقة توتر، وتحديداً بين العراق وإيران ذات الطموحات النووية، والنزاع القائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيليquot;. ورأت أن دول الخليج تساهم مساهمة فعالة تعزيز الأمن الاستقرار في المنطقة من خلال اعتمادها سياسة حكيمة تقوم على أسس المنطق والاعتدال، على حد تعبيرها.

ونوهت الوزيرة النمساوية بأهمية علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين دول الخليج وأوروبا ووصفتها بأنها علاقات شراكة تقليدية وتاريخية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ولاسيما في مجالات تعزيز أمن إمدادات الطاقة، ومكافحة العنف والتطرف والإرهاب، والعمل على تسوية النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات الدبلوماسية

وأعربت بلاسنيك عن اعتقادها بأن الكويت دولة شريكة تحظى بالاحترام والتقدير، وتساهم بدور محوري في الأمن الإقليمي في منطقة الخليج من خلال اعتمادها لسياسة متوازنة، وسبق لها أن شاركت بشكل فعال في مؤتمر الدول المجاورة للعراق في نيسان/أبريل الماضي، وشاركت في وساطة الجامعة العربية ونجاح مؤتمر الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين في الأسبوع الماضي، حسب وصفها.

كما أكدت الوزيرة النمساوية على أهمية مشاركة دولة الكويت إلى جانب بقية دول مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر الذي ستستضيفه الحكومة النمساوية بناءً على طلب الحكومة اللبنانية، والذي ستشارك فيه مجموعة من الدول والمنظمات المانحة في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يونيو المقبل، والمخصص لجمع التبرعات من أجل إعادة تعمير مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الواقع على بعد مائة كيلومتر شمالي العاصمة اللبنانية بيروت، والذي تعرض للتدمير الشامل خلال الاشتباكات المسلحة التي وقعت بين الجيش اللبناني ومسلحي القاعدة قبل حوالي ثمانية أشهر.

كما أشادت بلاسنك بأهمية خوض المرأة الكويتية الانتخابات البرلمانية الأخيرة، واعتبرتها خطوة مهمة على طريق احراز المزيد من المكاسب الديمقراطية وتكريس العدالة والمساواة بين المرأة والرجل في الكويت على حد تعبيرها، وخلصت بلاسنك إلى القول بأنها تتطلع إلى مشاركة نساء من جميع دول مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر الدولي للمرأة المقرر انعقاده في أثينا خلال الأسبوع المقبل.