عمان : يمهد الاردن وفرنسا للتعاون النووي بينهما من خلال توقيع وزيري خارجية البلدين الجمعة اتفاقا يؤطر للتعاون في المجال النووي.ووفقا لمصدر اردني مسؤول فان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيوقع عقب وقت قصير من وصوله الى عمان الجمعة مع نظيره الاردني صلاح الدين البشير اتفاقا مبدئيا للتعاون النووي بين البلدين.

ويشكل الاتفاق اطارا عاما للتعاون النووي بين البلدين ويعد مرحلة اولى بين ثلاث مراحل توجه هذا التعاون.
وقال مسؤول في هذا المجال لوكالة فرانس برس ان quot;الاتفاق يعد خطوة ضرورية قبل توقيع اتفاق بروتوكولي بين حكومتي البلدين واتفاقات اخرى تجاريةquot;.وقد وقع الاردن، الذي كان اتخذ قرارا بتطوير الطاقة النووية السلمية، اتفاقا مماثلا للتعاون النووي مع الولايات المتحدة ويسعى لتوقيع اتفاقيات في هذا المجال مع كندا والصين وكوريا الجنوبية.

وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان quot;فرنسا تبدو الخيار المفضل للاردن فيما يتعلق بالتعاون النووي مستقبلا، حيث تكتسب شركة اريفا الافضلية من خلال اختصاصها في مجالي استخراج اليورانيوم وبناء المفاعلات النوويةquot;.واضاف ان quot;بروتوكولا فرنسيا-اردنيا سيتم توقيعه في الاسابيع المقبلة يفصل مجالات التعاون المختلفة بما فيها التدريب والسلامة النوويةquot;.

ويمهد البروتوكول لمفاوضات تسبق المرحلة الثالثة وهي التوقيع على اتفاقيات تجارية تتعلق باستخراج اليورانيوم، فالاردن يسعى لايجاد شريك في استخراج اليورانيوم ومن ثم بناء مفاعل نووي.ووفقا لمصدر مقرب من هيئة الطاقة النووية الاردنية فان quot;المملكة تبحث عن شريك عالمي يضمن تشغيل مناجم اليورانيوم لديها ويزودها بمفاعل نووي كما يوفر التدريب للعاملين ويساعد في مجال السلامة والتخلص من النفايات الناتجة عن استغلال الطاقةquot;.

وتعد شركة quot;اريفاquot; احدى الشركات القلائل في العالم التي تستطيع تقديم هذه الخدمات.وتثير احتياطات الاردن من اليورانيوم اهتمام العديد من البلدان في ضوء بحث دول العالم عن اليورانيوم.وكان رئيس هيئة الطاقة النووية الاردني اكد مطلع ايار/مايو الحالي ان المملكة وكندا ستوقعان اتفاقية للتعاون النووي نهاية الصيف الحالي، مشيرا الى اتفاق مع شركة كندية لدراسة جدوى استخراج اليورانيوم من الفوسفات.

وقدر خالد طوقان احتياطات اليورانيوم في الفوسفات الاردني quot;بحوالى 130 الف طنquot;.ويتواجد اليورانيوم في عدد من المناطق في الاردن منها منطقة اساسية تقع على بعد نحو 70كم جنوب-شرق العاصمة الاردنية وسط المملكة الا ان مركز مصدر اليورانيوم غير معروف.وكانت الحكومة الاردنية قد طرحت مؤخرا عطاء لاستكشاف مناجم اليورانيوم.

وقد ابدت شركة quot;اريفاquot; الفرنسية وشركة quot;ريو تينتوquot; الاسترالية-الانكليزية التي يقتصر اختصاصها على الاستخراج لكنها غير معنية ببناء مفاعلات نووية، اضافة الى شركات صينية وكندية اهتمامها بالمشروع.ووفقا للمصدر نفسه، سيتم تشكيل لجنة بالتعاون مع مستشار دولي لاختيار الشركة الفائزة بعطاء التنقيب مع حلول ايلول/سبتمبر القادم، وعقب ذلك سيطرح عطاء ثانيا بما يتعلق ببناء المفاعل النووي.

ويأمل الاردن ان تشكل الطاقة النووية 30% من حجم الطاقة المنتجة في هذا البلد بحلول 2030.واقر مجلس النواب الاردني عام 2007 قانونا يسمح باستخدام الاردن الطاقة النووية للاغراض السلمية وخصوصا على صعيد توليد الكهرباء وتحلية المياه. ويسعى الاردن لانشاء اول مفاعل نووي لهذا الغرض بحلول عام 2015.

وتعتبر المملكة ،التي تستورد 95% من احتياجاتها من الطاقة، واحدة من افقر عشر دول في العالم للمياه، حيث يتجاوز العجز المائي 500 مليون متر مكعب سنويا حسب التقديرات الرسمية.واكد رئيس الوزراء الاردني نادر الذهبي منتصف الشهر الحالي ان التزود بالطاقة النووية يعتبر quot;أولوية رئيسيةquot; في استراتيجية المملكة التي تفتقر الى مصادر الطاقة التقليدية والمياه.