اسلام اباد: إنتقد الرئيس الباكستاني برويز مشرف مروجي الشائعات لنشرهم أحاديث بأنه يزمع التنحي لتجنب عزله من جانب الحكومة الجديدة ومحاولة التسبب في إحداث صدع بينه وبين الجيش. وقال مشرف في مأدبة اقيمت مساء الخميس quot;مروجو الشائعات يرغبون خلق خلافات بيني وبين الجيش.quot;

وانتشرت تكهنات بأن مشرف حليف الولايات المتحدة قد يستقيل منذ ان جاءت الانتخابات التي جرت في فبراير شباط الى السلطة بتحالف يود ان يراه خارج السلطة ان اجلا أو عاجلا وأثارت احدث شائعة قلقا بين المستثمرين. وتحدثت رواية في الصفحة الاولى من صحيفة quot;ذا نيوزquot; يوم الخميس عن اجتماع عقد في ساعة متأخرة من مساء اليوم السابق بين مشرف والجنرال أشفق كياني الذي حل محل الرئيس في منصب قائد الجيش في نوفمبر تشرين الثاني وقالت ان الرئيس قرر التنحي. ونفى مشرف بشدة هذه الرواية.

وقال مشرف وهو يشير الى عدد المرات التي التقى فيها مع كياني في الآونة الاخيرة quot;كان اجتماعا روتينيا وبحثنا قضايا. لدينا افضل علاقة.quot; وقال انه سيتناول معه العشاء يوم الاحد. وفي وقت سابق يوم الخميس أصدر الجيش بيانا قال فيه ان كياني quot;يأسف لان قسما من الصحافة يحاول اضفاء اثارة دون ضرورة على امور وظيفية روتينية.quot;

وشاركت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون في تحول باكستان السياسي نحو العودة الى الديمقراطية وتوجد مخاوف من ان عدم الاستقرار في بلد مسلم لديه اسلحة نووية سيفيد في نهاية الامر المتشددين الاسلاميين. وتسببت الشكوك في عدم استقرار المستثمرين الذين يشعرون بالقلق بالفعل بشأن الكيفية التي ستجلب بها الحكومة الجديدة العجز المالي والتجاري تحت السيطرة.

وقال مشرف الذي بقي صامدا وهو يتابع الانقسامات تتطور في الائتلاف الجديد بشأن كيفية التعامل معه quot;انني أؤمن بسياسة المصالحة وليس سياسة المواجهة.quot; وأعد حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعم الحكومة التي تم تشكيلها منذ شهرين تعديلا دستوريا يقع في 62 صفحة يقلل مهام الرئيس الى مجرد رئيس صوري لا يملك سلطة حقيقية.

وقال مسؤول كبير في حزب الشعب الباكستاني ان التعديل الدستوري سيستغرق عدة اشهر لمناقشته لكنه قد يقنع مشرف بالانسحاب بكرامة في غضون ذلك. ونواز شريف الشريك في الائتلاف ورئيس الوزراء الذي اطاح به مشرف لا يصبر على مشاهدة غريمه يعزل من منصب الرئيس.

ويزمع نواز شريف خوض انتخابات فرعية تجري في الشهر القادم على مقعد في الجمعية الوطنية بعد ان حظر عليه خوض الانتخابات التي جرت في فبراير شباط. وقال محللون سياسيون انه بينما قام الجيش بدور دستوري أكبر منذ الانتخابات فانه من غير المرجح ان يسمح كبار قادته باهانة قائد سابق. وحكم الجيش باكستان أكثر من نصف تاريخ البلاد منذ انفصالها عن الهند في عام 1947 تحت الحكم البريطاني.