المالكي يؤكد العمل على عودة طوعية لجميع اللاجئين
الجلبي يدعو العراقيين إلى التهيؤ لمرحلة 'الرئيس أوباما'

الصدر يبدأ تحركا شعبيا ضد الإتفاقية العراقية الأميركية
أسامة مهدي من لندن: دعا رئيس المؤتمر الوطني العراقي نائب رئيس الوزراء السابق احمد الجلبي العراقيين الى التهيؤ لمرحلة فوز المرشح الديمقراطي الاميركي باراك اوباما في انتخابات الرئاسة المقبلة وسحب قوات بلاده من العراق محذرا من حروب طائفية ستنتج من ذلك مشددا على ضرورة الاتفاق على خطاب سياسي وطني يجنب البلاد ذلك .. بينما اكد رئيس الوزراء العراقي ان حكومته تفضل عودة طوعية لجميع اللاجئين العراقيين الى بلدهم وذلك خلال اجتماعه في ستوكهولم مع الجالية العراقية المقيمة في السويد التي يزورها حاليا .

وقال الجلبي وهو الرئيس الحالي للجنة الحشد الشعبي لعملية فرض القانون في كلمة خلال تجمع جماهيري في بغداد وارسل نصها الى quot; إيلاف quot; الليلة الماضية مكتبه الاعلامي ان quot; اميركا مقبلة على الانتخابات في تشرين الثاني ( نوفمبر ) المقبل ومن المحتمل ان يفوز الحزب الديمقراطي بهذه الانتخابات وان يأتي مرشحه باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الاميركية . وقال ان مع وصول اوباما الى هذه المرحلة فإنه بدأ يبشر الشعب الاميركي بسحب القوات الاميركية من العراق .. والسؤال ماذا لو فاز اوباما برئاسة الولايات المتحدة واعلن انسحاب القوات الاميركية في نهاية عام 2009 ؟ ماذا سيحصل ؟ quot;.

وشدد على ضرورة استعداد العراقيين لهذا التطور والتعامل مع نتائجه وقال quot;اصبح الكثير يعتقد ان بقاء القوات الاميركية في العراق امر مفتوح وأنه ليس هناك فترة لنهايته وهذا غير صحيح لان هناك تذمرا في اميركا من وجود قواتهم في العراق كما ان قادة جيوشهم يقولون انهم لا يستطيعون القيام باي عملية عسكرية كبيرة اخرى في العالم بسبب تواجد قواتهم في العراق فضلا عن ان نفقاتهم الشهرية في العراق الان تبلغ 12 مليار دولار وهو ما سبب ازمة اقتصادية كبيرة داخل اميركا وحتى ان البنوك الاميركية بدأت تحجز على مساكن المواطنين الاميركيين بسبب عدم قدرتهم على دفع أقساط قروض شرائها فضلا عن تضاعف قيم المواد الغذائية بنسبة اربعة اضعاف والانحدار .. والانحسار الاقتصادي اصبح واضحا في المجتمع الاميركي والكثير من الاميركيين يؤكدون ان هذا الامر سببه الوجود الاميركي في العراق لذلك فإن احتمال انسحابهم وارد ويترجح كل يوم عندما تزداد شعبية quot;اوباماquot; والسؤال هو ماذا سيحصل بيننا في العراق ؟quot;.

واجاب على هذا السؤال محذرا quot;اذا لم يكن هناك خطاب سياسي وطني عراقي بعيد من الطائفية ومن المحاصصة فستنشب حروب بين العراقيين لا نستطيع ان نتوقع نتائجها وما سيحصل بعدها ولذلك فإن من اهم واجباتنا الوطنية نحن العراقيين الان ان نضع الخلاف الطائفي جانبا وان نتحد في برنامج وطني عراقي يسعى الى تعزيز استقلال وسيادة العراق والدفاع عن ارضه ووحدته شعبا وارضا وان يكون هذا البرنامج اساس العمل السياسي في ما بيننا لنفاجئ العالم بان الشعب العراقي هو فعلا شعب واحد وجدير بان يكون وريث هذه الحضارات الكبيرة التي بدأت في ارضهquot; .

وحول الانتخابات النيابية التي جرت اواخر عام 2005 وفاز فيها الائتلاف الشيعي قال الجلبي quot;في الانتخابات الماضية لم نواجه انتخابات لاختيار ممثلين وانما كانت عبارة عن استفتاء طائفي .. واسأل جميع الحضور من هو ممثلكم في مجلس النواب؟ ورغم ذلك ذهبتم لصناديق الاقتراع وصوتم ولكن لم تعرفوا من هو ممثلكم ..فهل هذا صحيح عندما تقرر وتنتخب بعدها تجد نفسك دون ممثل؟ هذا الوضع سيتغير والقائمة المغلقة ستنتهي وتأتي بدلا منها القائمة المفتوحةquot; .

وتحدث الجلبي عن الثروة النفطية في العراق فقال انه quot;يوجد في العالم 18 حقلا نفطيا عملاقا وتسعة منها في العراق الذي يمتلك اكبر احتياطي نفطي في العالم والدولة العراقية تمتلك الان ارصدة تقدر بحوالى 57 مليار دولار ما يعني ان كل مواطن عراقي يملك تقريبا الفي دولار وفي النتيجة ان كل عائلة عراقية متكونة من ستة أفراد تملك اثني عشر الف دولار ويجدد هذا المال سنويا .. ولكن السؤال هو : هل هذا مستوى حياة العائلة العراقية وهي تملك هذا المال سنويا ؟ الجواب كلا والمشكلة كبيرة جداquot;.

واكد ان مشكلة العراق ليست في نقص الاموال quot;انما مشكلتنا سوء الادارة والبيروقراطية التي تتعامل مع الناس من الطبقات العليا وتتعامل مع العراقي وكأنه ليس بصاحب حق .. المسؤولون والموظفون يأخذون رواتب من اموالكم لذلك ادعوكم الى التفكير بجدية وربط الانتخاب بنوع الحكم الذي يأتي .. ان الانتخاب يجب ان يكون على أساس تحقيق المطالب والبرامج التي تخدم واقع المجتمع .. الشعب العراقي شعب ذكي لكن آفة الطائفية والخوف الطائفي والتمحور الطائفي والمتاريس الطائفية هي التي اوصلتنا الى هذه الحالة والوضع المأسوي الانquot;.

وحول تأخر الاوضاع في العراق قال الجلبي quot;ان الذي كان يدخل من الكويت الى العراق قبل خمسين عاما كالذي يدخل من القرون الوسطى الى القرن العشرين ولكن الذي يدخل الآن من العراق الى الكويت كمن يدخل من القرون الوسطى الى القرن الواحد والعشرين .. ولماذا حياة المواطن في دبي وقطر والكويت احسن من حياة المواطن العراقي؟ علما ان العشائر العراقية لا تقل اصالة وعراقة وجاها عن اي عشيرة موجودة في هذه الدول الثرية بالبترول لكن شتان ما بين مستوى حياة هؤلاء ومستوى حياة العراقيين ومع الاسف اننا في عام 2008 ونتحدث عن مشكلة توفر المياه ونهر دجلة في مرمى النظر ومع الاسف نتكلم عن الكهرباء والنفط في العراق يفوق احتياطيه اكثر من اي مكان في العالمquot;.

يذكر ان العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي قد دعوا مؤخرا المرشحة الى الرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون إلى إعلان انسحابها من السباق الانتخابي امام اوباما لأنه يستنزف طاقات الحزب والمرشح الأوفر حظاً ولمنحه الوقت للاستعداد للمعركة الانتخابية الرئاسية. ورغم أن المعارك التمهيدية بين عضوي مجلس الشيوخ الأميركي أوباما وغريمته كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق إلى البيت الأبيض لم تُحسم نتائجها بعد إلا أن الأول بدا واثقاً من الفوز ليبدأ رحلة البحث عن نائب له وسط سرية شديدة.

المالكي يؤكد العمل على عودة طوعية لجميع اللاجئين
اكد رئيس الوزراء العراقي اهتمام حكومته بعودة طوعية لجميع اللاجئين العراقيين الى بلدهم وذلك خلال اجتماعه في ستوكهولم مع الجالية العراقية المقيمة في السويد التي يزورها حاليا .

وقال المالكي في كلمة امام افراد الجالية ان الهجرة كانت quot;نتيجة حتمية ايام النظام الدكتاتوري بسبب القمع السلطوي والاعدامات والحرمان من ابسط حقوق الانسان ولكن بعد سقوط البائد لم يكن القتل والقمع والترويع من قبل السلطة وانما من قبل الارهابيين والخارجين عن القانون الذين يسعون الى شل الدولة وتعطيل سلطة القانونquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الى quot;ايلافquot; الليلة الماضية .

واشار الى انه لم يكن في العراق ايام النظام السابق اي حريات واليوم لدينا حريات واسعة وهناك مئات الصحف والمجلات التي تصدر في البلد وتكتب بلا رقابة ولاقيود quot;فالحكومة لم تتسلل الى الحكم عن طريق الدبابات وانما جاءت عبر صناديق الانتخابات وقد استوعب ابناء شعبنا هذه الحريات رغم ان البعض ظل يستخدم اخلاقية النظام البائد في تهميش واقصاء الاخرينquot;. واكد ان تنظيم القاعدة الارهابي فقد ملاذاته وان متابعة الاعمال الارهابية كشفت ان وراءها اعوان النظام السابق وهم يقتلون الاطفال والنساء والابرياء لكي لاتنجح التجربة الديمقراطية فهؤلاء لايستطيعون العيش في اجواء الحرية والمنافسة عبر الانتخابات الديمقراطية .

وقال المالكي quot;ان قواتنا المسلحة انتقلت من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم وملاحقة عناصر القاعدة وفلول النظام السابق في جميع انحاء العراق وقد تحول جيشنا الى جيش مهني كما تحولت شرطتنا الى شرطة مهنية وهذا ماتجلى بشكل واضح في معركة الموصل والتي تدل على تنامي القدرات العراقية وتؤشرعلى استعدادنا لاستلام كامل الملف الامنيquot; . وخاطب ابناء الجالية العراقية قائلا quot; من واجبنا ان نهيئ الارضية لعودتكم لكي تسهموا في عملية اعمار وبناء وطنكمquot; .. واشار الى اهمية اطلاع الجالية على اوضاع العراق بعيدا من التهويل والتضخيم الاعلامي للامور السلبية .

وأضاف المالكي أن quot;سياسة الحكومة هي مع إعادة المهاجرين بالتشجيع وليس العودة القسريةquot; . واضاف quot;أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية تحسنت وهناك ميزانية كبيرة لتسهيل العودة الطوعيةquot; تبلغ الاموال المخصصة لها 195 مليون دولار . وقال ان نسبة اللجوء العراقي قد انخفضت حاليا إلى أدنى المستويات .. واوضح ان عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين يريدون العودة وهناك تسهيلات لهم في مجال السكن والاقتصادquot; .وقد ادت الاوضاع الامنية والعنف الطائفي الذي شهده العراق خلال السنوات الاربع الماضية الى هروب حوالى ثلاثة ملايين عراقي الى خارج بلدهم .

واشار المالكي الى ان لجنة مختصة ستأتي الى السويد لدراسة مشاكل اللاجئين وتقديم مقترحات لحلها الى الحكومة . واكد انه quot;لايجوز ان نتعامل مع ابناء الجالية وفق خلفيات سياسية ومن حق اللاجئ العراقي ان يحصل على جواز سفر له ولابنائه حتى لو ارتكب مخالفة بحق العراق ومن اجل ان يبقى العراق في قلوب العراقيين يجب ان نقدم لهم كل الخدمات فالعراق الجديد يختلف عن العراق في عهد النظام الدكتاتوري الذي لايقيم وزنا للانسانquot; . وفي ختام اللقاء استمع رئيس الوزراء العراقي الى مطالب واسئلة الحضور ووعد بتذليل المشاكل التي تواجه ابناء الجالية العراقية .

وقبل ذلك أكد المالكي للحكومة السويدية التي استقبلت أكثر من 40 ألف لاجئ عراقي منذ عام 2003 أن حكومته تعمل على تشجيع المواطنين على العودة إلى الوطن.

وحضر المالكي في السويد مؤتمرا دوليا لاعمار العراق وقال للصحافيين انه شرح جهود حكومته خلال اجتماعه مع رئيس وزراء السويد فريدريك راينفيلت . واضاف quot;شرحنا لرئيس الوزراء ان للحكومة العراقية مشروعا سياسيا واستراتيجية واضحة ومحددة سننفق عليها الكثير من الاموال لنعد المناخ المناسب والظروف لعودة اللاجئين طواعية.quot; وقال quot;حين يصبح هناك مزيد من الامن ومزيد من الوظائف.. نعرف بالفعل أن عشرات الالاف من الاسر في كل الدول عبرت عن رغبتها في العودة.quot;

وقال راينفيلت إن بلاده استقبلت اعدادا من اللاجئين العراقيين تفوق كل دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة مجتمعة . واشار الى ان الوضع العراقي مازال بحاجة الى مزيد من الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية وتحسين الاوضاع الاقتصادية وفرض سيادة القانون . واوضح ان المواطنين السويديين من اصل عراقي يشكلون نسبة 1% من عدد سكان السويد.

وفي العام الماضي وحده دخل نحو 18 الف لاجئ عراقي السويد التي يصل عدد سكانها إلى تسعة ملايين. وتوصلت الحكومة السويدية مؤخرا الى اتفاق مع العراق يمكن ان يتضمن اعادة البعض بالقوة. وأعرب عراقيون يعيشون في السويد عن قلقهم من ان تؤدي الاجتماعات بين المسؤولين السويديين والعراقيين هذا الاسبوع الى موجة من اعادة قسرية الى العراق .