لندن: أفردت الصحف البريطانية مساحات واسعة للسباق الحامي الوطيس بين السناتورين باراك أوباما وهيلاري كلينتون، المتنافسين الديمقراطيين لانتزاع ورقة ترشيح حزبهما لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. ففي صحيفة الديلي تلجراف نقرأ تحقيقا لمراسل الصحيفة في واشنطن يقول فيه إن مساعدي كلينتون بدأوا يمهدون الطريق أمامها لإعلان قرارها الانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض.

وينقل التقرير عن تيري مكولف، رئيس حملة كلينتون، قولها لمحطة إيه بي سي التلفزيونية الأمريكية قوله: quot;سنرى أين نقف عندما ننتهي يوم غد الثلاثاء. بعدئذ سيبدأ كبار الناخبين بالتحرك. إلا اننا سنحتفظ بموقفنا ونتمسك بمنطقنا حتى يحرز أحد الناخبين ذلك العدد المطلوب من المندوبين.quot; وحتى هارولد آيكس، كبير مستشاري هيلاري، والذي طالما أبدى استعداه الدائم لمتابعة الحملة حتى النهاية، فقد بدا أقرب إلى الإقرار بهزيمة كلينتون.

فقد نقل التقرير عنه قوله لمحطة إن بي سي التلفزيزنية عندما سُئل ما إذا كانت سيدة أميركا الأولى السابقة مستعدة لتهنئة أوباما بالفوز يوم الثلاثاء المقبل: quot;نحن نتوقع أن نحصل على الترشيح وها نحن ندعم قضيتنا ونثبت أنفسنا.quot;

أما عن أوباما، فتنقل الصحيفة عنه تلميحه يوم أمس الأحد عندما قال إنه يعتقد أن هيلاري ستتشاور مع زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وتعلن انسحابها هذا الأسبوع من السباق لتفسح المجال أمام أنصار الحزب للتوحد خلفه في مواجهة المرشح الجمهوري جون مكاين. وينقل تحقيق الديلي تلجراف عن محللين قولهم إنه من الممكن أن يُعرض على كلنتون مكانا مرموقا في الإدارة الأميركية القادمة في حال فوز أوباما بالرئاسة، وذلك في إطار خطط تفاوضية يرسمها مساعدو المرشحين وترمي إلى تخلي هيلاري عن أحلامها للوصول إلى البيت الأبيض .

ويضيف التقرير أن معسكر أوباما لا يزال قلقا من نوايا وطموحات كلينتون وهو يعمل على إعداد ما يسميها حزمة إنقاذ ماء الوجه من شأنها أن تسمح لها بمواصلة القيام بدور أساسي في إصلاح نظام الرعايه الصحية في البلاد.

وستحصل كلينتون، بناء على هذه الخطط، على حقيبة وزارة الصحة التي ستمنحها فرصة تطبيق الاقتراحات التي قدمها أوباما لإصلاح النظام الصحي في الولايات المتحدة، وذلك مقابل أن توافق على تمهيد الطريق لترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض الانتخابات الرئاسية. وتشير الصحيفة إلى أن محادثات مبدئية غير رسمية قد بدأت بالفعل بين معاوني أوباما وكلينتون لمناقشة إمكانية أن يقوم أوباما بتسديد الديون التي ترتبت على حملة منافسته والمقدرة بـ 11 مليون دولار أمريكي.

وتضيف الصحيفة أن أحد المقربين من دوائر أوباما في الحزب الديمقراطي قال إن السناتور الأسود سينظر في انضمام كلينتون إلى ما يؤمل في أن تكون إدارته القادمة جنبا إلى جنب مع اثنين من المنافسين السابقين في الرئاسة وهما جون إدواردز، الذي يُرجح أن يتولى منصب وزير العدل، وجو بايدن الذي يُقال إنه سيعين كوزير للخارجية، وبذلك يكون أوباما يحذو حذو الرئيس الجمهوري السابق أبراهام لينكولن في تقريب خصومه إليه.

أما صحيفة الفايننشال تايمز فتركز الضوء على حقيقة أن فوز هيلاري كلينتون في بورتو ريكو يفشل بالإطاحة بآمال وآحلام منافسها أوباما الذي ما زال يتقدم عليها بمسافة فارقة قبل الانتخابات التمهيدية الأخيرة التي ستجري يوم غد الثلاثاء في ولايتي مونتانا وساوث داكوتا. وتضيف الصحيفة أن المعلقين يعتقدون أن هيلاري تحاول المضي قدما في السباق نحو البيت الأبيض لتعزيز موقفها قُبيل التفاوض مع أوباما للخروج من هذا السباق للحصول على دور قيادي في مجلس الشيوخ.

أما مايكل كراولي، فينشر مقالا في صحيفة الجارديان جاء تحت عنوان quot;هل حان الوداع وهل أفلت نجوم عهد كلنتون؟quot;، يقول فيه: quot;إن حظوظ هيلاري آخذة بالنفاد، وإن هوس الناس بأوباما قد أعمى بصيرتها، فبات من المؤكد أن تقر بالهزيمة في الأسابيع القليلة المقبلة.quot;

ويشير الكاتب إلى أن هيلاري أخطأت تقدير مزاج الجمهور، حيث أمضت وقتا طويلا على العزف على وتر خبرتها، في الوقت الذي أظهر أداؤها في الحملة الانتخابية محدودية مهارتها السياسية، في الوقت الذي يريد الناخبون الذين يعتريهم الغضب التغيير في كابيتول هيل بعد فشل المرشحين الديمقراطيين السابقين جون كيري وآل جور بهزيمة جورج دبليو بوش في السباقين الماضيين.

وعلى صعيد متصل بأوباما، تنشر الصحيفة على نفس الصفحة تقريرا عن الأزمة التي يواجهها السناتور الديمقراطي وزوجته ميشال حاليا بعد تركهما لكنيستهما السابقة بسبب ما سببه بعض رموزها من مشاكل وإحراج لحملته. ينقل التقرير عن المرشح الديمقراطي الأسود قوله إنه يأمل بأن يؤجل قراره الالتحاق وأسرته بكنيسة جديدة إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، لا سيما quot;وأني أكون بعيدا طوال الوقت أيام الأحد وأنا لا أريد أن يُفسر الأمر سياسيا.quot;

وطالما كان الحديث عن كلينتون وأوباما، فلا بد أن يستوقف القارىء في الاندبندنت رسم كاريكاتير ساخر في الإندبندنت يظهر فيه السناتور الديمقراطي الأسود وقد شغر فاه وراح يطارد هيلاري غاضبا في بحر متلاطم الأمواج، بينما التي راحت بدورها تتعلق بخشبة كُتب عيها quot;فلوريداquot;، كناية عن أملها الأخير في متابعة السباق فيما لو احتُسبت لصالحها أصوات تلك الولاية المتأرجحة.