أسامة مهدي من لندن : أعلن وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ان بلاده ستسمي سفيرها في العراق خلال الايام القليلة المقبلة ووجه دعوة رسمية الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لزيارة دولة الامارات .
جاء ذلك خلال اجتماع المالكي مع الشيخ ال نهيان الذي وصل الى بغداد صباح اليوم في زيارة رسمية تستمر يوماً واحداً، بناء على دعوة وجهها له نظيره العراقي هوشيار زيباري. وتم خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والامارات في مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية منها معرباً عن اعتزازه بعمق الصلات الاخوية بين البلدين. ورحب دولة رئيس الوزراء بالتوجه الاماراتي الساعي الى تعزيز الحضور الدبلوماسي العربي في العراق كما قال بيان صحافي للمركز الوطني للاعلام لمجلس الوزراء ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot;. من جانبه نقل الوزير تحيات المسؤولين في بلاده الى نظرائهم العراقيين وسلم المالكي دعوة رسمية من نظيره الاماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لزيارة دولة الامارات في اطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين مؤكداً ان زيارته الحالية الى بغداد ستكون فاتحة لسلسلة زيارات وعلى جميع المستويات.
وكانت الامارات قد سحبت القائم بأعمال بعثتها الدبلوماسية في العراق في ايار (مايو) عام 2006 بعد خطف أحد دبلوماسييها واحتجازه لنحو أسبوعين وهي تبقي على مستوى تمثيل منخفض بالعراق منذ ذلك الحين.
وذكرت مصادر عراقية أن الزيارة تهدف إلى تأكيد دعم الإمارات للعملية السياسية في العراق ولجهود الحكومة العراقية في تثبيت الأمن دون أن يتضح ما إذا كانت الخطوة جزء من انفتاح عربي وخليجي كانت الحكومة العراقية قد طلبته بإصرار خلال الفترة الأخيرة.
ويناقش الوزير الإماراتي في بغداد بعض القضايا المتعلقة بالتمثيل الدبلوماسي الإماراتي في بغداد والذي كان قد تعرض لضربة قوية مع اختطاف السفير ناجي النعيمي في حزيران (يونيو) عام 2006 وإطلاق سراحه بعد مغادرة القائم بالأعمال للسفارة . وخطف النعيمي من حي المنصور في غرب بغداد اثناء وجوده في مبنى مركز ثقافي تديره حكومته مجاور لسفارة الامارات فيما قتل سائق النعيمي السوداني الجنسية بدوي أحمد ابراهيم المستشفى نتيجة إصابته البالغة التي تعرض لها أثناء عملية الخطف.
وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم quot;لواء الاسلامquot; تبنت عملية الخطف وطالبت بإغلاق السفارة الإماراتية في بغداد مقابل إطلاق سراحه الذي تم فيما بعد . والقائم بالاعمال هو الذي يدير البعثة الدبلوماسية الاماراتية في العراق حيث لم تعين الإمارات سفيرا فيه . وشكل ذلك ثاني هجوم خلال شهر تتعرض له البعثة الدبلوماسية الإماراتية في العراق بعد مقتل عراقيين يعملان في السفارة الإماراتية في هجوم على سيارتهما .
وكانت الحكومة العراقية قد طلبت عدة مرات في السابق من الدول العربية إعادة إحياء تمثيلها الدبلوماسي في بغداد وإظهار دعمها لجهود العملية السياسية العراقية. ويقول مراقبون إن الدول العربية كانت تتريث حيال هذا الأمر بسبب عدم رغبتها في إنجاز هذه الخطوة قبل حل بعض الملفات السياسية والامنية .
ومن المعروف أن رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان قد تقدم عام 2003 بوساطة عرض خلالها على الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين التنحي عن منصبه لتجنيب العراق ضربات عسكرية.