واشنطن: قالت مصادر في حملة هيلاري كلينتون الإنتخابية المنتهية أنها بصدد الإعلان عن إنسحابها من منافسات الحزب الديمقراطي للترشح للإنتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. وبهذا الاعلان تفسح كلينتون المجال امام منافسها الاقوى والاوفر حظا باراك اوباما، ومعززة الآمال في عودة التماسك الى الحزب بعد الانقسام الحاد الناتج عن الحملة الانتخابية للاثنين التي سادتها جوانب سلبية عديدة.

ومن المنتظر ان تعلن كلينتون عن انسحابها رسميا في كلمة تلقيها في واشنطن السبت، بعد اربعة ايام من فوز اوباما بالترشح عن الديموقراطيين عقب حملة تنافسية شديدة بين الاثنين، رفضت خلالها كلينتون الاعتراف والتراجع حتى بعد ظهور مؤشرات حتمية على تقدم اوباما.

وتقول المصادر في حملتها الانتخابية ان كلينتون تقضي وقتها في اعداد كلمة الانسحاب واعلان فوز اوباما، حيث يتوقع ان تقدم له دعما قويا سيحتاجه لضم اصوات الطبقة العاملة واصوات النساء متوسطات العمر التي تحظى كلينتون بدعمهن. وقد اجتمع الاثنان، اوباما وكلينتون، في لقاء خاص مساء الخميس، لكن مصادر حملتها رفضت الادلاء بشيء عما دار في اللقاء، لكنه كان لقاء انفراديا بينهما ولم يحضره اي من مساعديهما.

في هذه الاثناء، وعلى نحو مفاجيء، ظهر اوباما في حشد للترويج لحملة مدينة شيكاغو لاستضافة اولمبياد 2016. ويرى بعض المراقبين والمتابعين لشؤون الانتخابات الامريكية ان اوباما ما زال تحت ضغط للقبول بكلينتون في منصب نائب الرئيس، لكنه قال الخميس انه ليس في عجلة من امره لاتخاذ قرار بهذا الصدد.

من جانبها قالت كلينتون، في تصريحات خاصة لبعض زملائها في مجلس الشيوخ انها مستعدة للقبول بالترشح لمنصب نائب الرئيس، رغم تقليلها من اهمية هذا الاهتمام امام مؤيديها. يشار الى ان كلينتون كانت قد اعتبرت في البداية منافسا لا يقهر، لكن حظوظها تراجعت عندما حقق اوباما فوزا مبكرا، ليصبح فيما بعد اول مرشح اسود للرئاسة في تاريخ الحزب الديمقراطي.

ويعتقد المراقبون ان اختيار اوباما لكلينتون لتكون نائبة له في المنافسات الرئاسية المقبلة ستدعم بقوة موقفه من خلال دعم الطبقة العاملة في الولايات المتأرجحة الولاء. كما تضمن حصوله على الكثير من اصوات الاميركيين من ذوي الاصول الهسبانية (الامريكان اللاتينيين) وكذلك اصوات الناخبين الاكبر سنا، وعلى الاخص النساء.

ومن المتوقع ان تكون القضايا الرئيسية التي ستشكل محاور المنافسة يبن اوباما وخصمه الجمهوري جون ماكين العراق، وعلاقة المرشح الجمهوري بالرئيس الحالي الفاقد الشعبية جورج بوش.