نضال وتد من تل أبيب: ذكر موقع يديعوت أحرونوت، مساء الاثنين، أن عائلة الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط المحتجز لدى حركة حماس، قد تسلمت ظهر الاثنين، وكجزء من تعهد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمام الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر،رسالة أخرها كتبها الجندي الأسير شاليط لوالديه.

وقال الموقع إن الرسالة جاءت على أثر اللقاء الذي جمع بين رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، وبين الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، في دمشق قبل نحو شهر، عندما أبلغ مشعل الرئيس الأميركي أن حالة شاليط الصحية جيدة ، وأن الحركة تدرس إمكانية أن يوجه الجندي الإسرائيلي رسالة أخرى لعائلته، كبادرة تقدير لجهود كارتر.

وكانت جولة كارتر ومساعيه للتوصل إلى تهدئة، مع ما رافقها من تصريحات سياسية، قد قوبلت بغضب إسرائيلي ورفض للقائه والاجتماع به، كما منعت السلطات الإسرائيلية كارتر من الوصول إلى قطاع غزة للقاء قادة حماس.

إلى ذلك استذكر موقع يديعوت أحرونوت، أن موضوع شاليط يشكل بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، شرط أساسي يجب أن يشمله اتفاق وقف إطلاق النار والتهدئة، حيث تصر الحكومة الإسرائيلية على ربط الاتفاق بإطلاق سراح شاليط، أو تسريع المفاوضات بشأنه.

الحكومة الإسرائيلية تبحث ملف غزة

ومن المقرر أن تبحث الحكومة الإسرائيلية، في جلستها غدا، وهي الأولى منذ توجه أولمرت الأسبوع الماضي إلى الولايات المتحدة، الوضع في قطاع غزة وخيارات إسرائيل لمواجهة التطورات الأخيرة، لا سيما وأن أولمرت كان أرجأ قبل سفره للولايات المتحدة، توجه عاموس غلعاد إلى القاهرة لسماع رد حماس واستكمال المباحثات مع الوزير المصري عمر سليمان. وادعى أولمرت أن ملف التهدئة يجب أن يبحث بداية في المجلس الوزاري المصغر، وأن يكون القرار بهذا الخصوص قرار حكومي رسمي لا أن يترك لاتصالات جلعاد مع سليمان، وذلك على ضوء الأزمة التي تعصف بأولمرت، والتي بلغت الأسبوع الماضي ذروتها مع تهديد وزير الأمن الإسرائيلي، براك، رئيس الحكومة، بالسعي لحل الحكومة، إن لم يقدم أولمرت على تنحية نفسه، أو يقوم حزبه كديما بانتخاب خليفة له من داخل الحزب.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر رسمية إسرائيلية إلى أن أزمة أولمرت والتطورات الحزبية الداخلية في إسرائيل، كانت وراء عرقلة استمرار الاتصالات مع مصر بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق تهدئة مع حماس وباقي الفصائل الإسرائيلية.

في غضون ذلك، ارتفعت تصريحات مسؤولين إسرائيليين، وفي مقدمتهم أولمرت، تحدثت عن قرب الحسم العسكري في غزة، فقد أعلن أولمرت منذ نهاية الأسبوع الماضي أن الضربة العسكرية المرتقبة في غزة، أصبحت الآن أقرب من أي وقت مضى، في حين نقلت الإذاعة الإسرائيلية، هي الأخرى، يوم الجمعة الماضي، عن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود براك إن الضربة العسكرية قد تسبق التهدئة.

إلى ذلك لم يستبعد مراقبون أن يتجه أولمرت وبراك إلى الخيار العسكري قريبا، وذلك للخروج من الأزمة التي تعصف بكليهما، فأولمرت يسعى لكسب الوقت، بانتظار موعد التحقيق المضاد مع تالينسكي، في السابع عشر من الشهر القادم، في حين يبحث براك عن مخرج يريحه من تنفيذ وعيده لأولمرت، بطرح مشروع قانون لحل الكنيست، في الأسبوع القادم، إذا لم تقم كديما باختيار خليفة لأولمرت. وقالت مصادر حزبية إن براك لا يريد في واقع الحال حل الكنيست، والذهاب إلى انتخابات جديدة، سيكسبها نتنياهو، وإنما يفضل أن يؤدي الضغط على كديما،إلى انتفاضة داخل حزب أولمرت تطيح بأولمرت من منصبه، خصوصا وأن أكثر من 63% من الإسرائيليين، قالوا في استطلاع أجرته يديعوت أحرونوت ونشرت نتائجه أمس، إن على أولمرت الاستقالة حتى قبل تقديم لائحة اتهام ضده.

وفي هذا السياق من المقرر أن يجتمع أولمرت، هذا الأسبوع، بعضو الكنيست، تساحي هنغبي، رئيس لجنة التوجيه في حزب كديما والذي أعلن عن عزمه عقد اجتماع للجنة التوجيه الحزب لبحث موضوع الانتخابات الداخلية في كديما.