واشنطن: تعتزم الولايات المتحدة هذا الاسبوع في باريس اعادة تأكيد ثقتها في افغانستان بقيادة رئيسها حميد كرزاي الذي يستعد لعرض خطة خمسية طموحة بقيمة خمسين مليار دولار لاعادة اعمار البلاد.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركي شون ماكورماك الاثنين ان الخطة التي سيعرضها كرزاي الخميس على مؤتمر التنمية واعادة الاعمار في افغانستان quot;تكشف عن حاجات كبيرةquot; في هذا البلد الذي دمرته نزاعات استمرت ثلاثين عاما، مضيفا ان quot;حاجاته هائلةquot;.

لكنه اضاف quot;لن نتخلى عن ثقتنا بهمquot; معتبرا ان quot;هذا المؤتمر في باريس هو وسيلة لاثبات ان ثقة الاسرة الدولية في الافغان والحكومة الافغانية لن تزولquot;. وقال quot;سبق وقمنا بذلك في الماضي، تخلينا عن افغانستان ورأينا ما الذي حصلquot;، في اشارة الى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي تبنتها شبكة القاعدة في وقت كانت تتخذ من افغانستان ملاذا لها، واضاف quot;ان الولايات المتحدة لن تكرر هذا الخطأquot;. ولم يحدد ماكورماك قيمة المساهمة الاميركية المزمعة لكنه حض الاسرة الدولية على اظهار quot;سخاءquot; في باريس.

وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية المكلف شؤون افغانستان باتريك مون لوكالة فرانس برس ان بلاده تأمل ان يعلن المشاركون في مؤتمر باريس عن وعود مساعدات بقيمة اجمالية قدرها 15 مليار دولار. واوضح ان هذا المبلغ يغطي مساهمات الاسرة الدولية منذ مؤتمر الجهات المانحة لافغانستان الاخير المنعقد عام 2006 في لندن والمساهمات المستقبلية. واضاف ان هدف المؤتمر ليس تمويل مجمل الخطة الخمسية التي سيعرضها كرزاي اذ يحول اختلاف التشريعات من دولة الى اخرى دون امكانية حصول ذلك. وعلى سبيل المثال، فان المساهمات الاميركية يجب ان يوافق عليها الكونغرس قبل ان يتم صرفها فعليا.

وكشف تقرير اخير للكونغرس الاميركي ان الولايات المتحدة خصصت حوالى 140 مليار دولار لافغانستان في اطار quot;حربها على الارهابquot; منذ العام 2001. ومن اصل هذا المبلغ، تم تخصيص حوالى عشرة مليارات دولار لاعادة الاعمار والتنمية.

والسيدة الاميركية الاولى لورا بوش التي قامت بزيارة قصيرة لكابول الاحد، هي التي ستعلن مساهمة بلادها في مؤتمر باريس، فيما تلقي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس خطابا يتمحور حول السياسة الاميركية حيال افغانستان. واعلنت لورا بوش منذ الان ان الولايات المتحدة ستخصص ميزانية قدرها 80 مليون دولار لمشاريع تربوية في افغانستان. وقال الرئيس جورج بوش انها خلال زيارتها quot;لمست تقدما، لكنها لاحظت ايضا انه ما زال ينبغي القيام بالكثيرquot;.

ويقوم بوش حاليا بجولة اوروبية يأمل في التمكن خلالها من حض حلفائه الاوروبيين على تقديم دعم اكبر لافغانستان. وافادت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية السبت عن خيبة امل الادارة الاميركية ازاء عجز كرزاي، احد الحلفاء الاساسيين للولايات المتحدة، عن الاضطلاع بالتحديات التي تواجهها بلاده وفي طليعتها الفساد وتهريب المخدرات.

وتنتج افغانستان بحسب الامم المتحدة حوالى 93% من الافيون في العالم. وتبلغ عائدات هذا القطاع حوالى اربعة مليارات دولار في السنة يخصص قسم منها لتمويل حركة التمرد التي يقودها عناصر طالبان.

وقال ماكورماك الاثنين quot;نبحث بشكل معمق مع الحكومة الافغانية مسائل اعادة الهيكلة وحسن الادارة ومكافحة الفسادquot; مضيفا quot;كل هذا مرتبط ايضا بمجهود ضخم لمكافحة انتاج الخشخاشquot;.