سلوفينيا: دعا الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم ايران الى الاستفادة من العرض الدولي الذي سيحمله الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا مجددا رفضه لامتلاك طهران اسلحة نووية.

وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة السلوفينية يانس يانسا ورئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو عقده في قصر بردود التاريخي هنا ان بلاده لن تقبل بأي حوار مع طهران قبل ان ترد ايران على حزمة الحوافز المحسنة الدولية التي يحملها سولانا الى المسؤولين الايرانيين بهدف وقف انشطة تخصيب اليورانيوم مثلما يطالب بذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن الدولي.

واكد بوش في المؤتمر الصحافي على الاستمرار في العمل بسياسات العقوبات ضد طهران واحتمالية البحث عن خيارات اخرى لاجبارها على وقف انشطة التخصيب التي باتت تثير قلق المجتمع الدولي. وشدد على اهمية الزيارة التي سيقوم بها سولانا الى طهران والتي يحمل فيها رسالة واضحة وصريحة الى الايرانيين مفادها ان المجتمع الدولي لن يسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية.

واشار الى ان quot;ايران بسياستها الحالية تعزل نفسها عن بقية المجتمع الدولي وتلقي بمصير شعبها الى المجهولquot; معربا عن امله في ان تتلقى طهران رسالة سولانا بشكل ايجابي والا فانها ستواجه المزيد من العقوبات الاقتصادية المشددة. وردا على سؤال حول موقف القمة الاوروبية الأميركية من التهديدات الاسرائيلية الاخيرة بشن عمل عسكري ضد طهران ابدى تفهمه للقلق الاسرائيلي من مخاطر البرنامج النووي الايراني خصوصا وان ايران دأبت على توجيه تهديدات الى اسرائيل بازالتها من الوجود.

واعرب الرئيس الأميركي عن شكره للدور الذي يضطلع به الاتحاد الاوروبي وفي دعمه للجهود الأميركية في العراق مؤكدا ان التعاون بين اوروبا والولايات المتحدة من شانه ان يحقق الكثير من الانجازات. ووصف بوش محادثاته مع رئيس الوزراء السلوفيني وقادة المفوضية الاوروبية بانها كانت بناءة جدا مشيدا بما قدمته سلوفينيا خلال توليها الرئاسة الدورية للاتحاد وهي الدولة التي كانت قبل 20 عاما تعاني من انظمة استبدادية وديكتاتورية.

وأشار الى ان المحادثات تناولت ايضا الوضع في الشرق الاوسط ولبنان ودارفور ومسالة ضمان الامدادات من الطاقة مشيدا بهذا الخصوص بموقف العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تعهد له خلال زيارته الاخيرة الى المملكة بان السعودية ستضخ مزيدا من الخام في السوق العالمية للحد من الارتفاع من اسعار النفط.

وردا على سؤال حول تقييمه للمباحثات الاوروبية الاطلسية اليوم قال الرئيس بوش ان هذه المباحثات اظهرت مدى تطابق وجهات النظر بين الجانبين في مجمل القضايا السياسية الدولية.

واقر بوش في الوقت ذاته بوجود اختلاف في بعض وجهات النظر بين الجانبين حول مسالة تعهد الولايات المتحدة بمكافحة التغيرات المناخية وسبل الحد من انبعاث ثاني اكسيد الكربون لافتا الى انه ما دامت الدول الناشئة مثل الصين والهند لم تتعهد فان هذه المسالة ستبقى دائما محل خلاف. وفيما يتعلق بمستقبل انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي اعرب الرئيس الأميركي عن اعتقاد بلاده بانه يتعين ان تصبح تركيا عضوا في الاتحاد الاوروبي.

من جانبه اعتبر رئيس الوزراء السلوفيني يانس يانشا ان القمة الأميركية الاوروبية كانت ايجابية ومثمرة. وقال ان المحادثات تناولت الى جانب العلاقات الثنائية بين اوروبا والولايات المتحدة قضايا عدة اخرى ابرزها تطورات الاوضاع في العراق ولبنان والملف النووي الايراني والاوضاع في الشرق الاوسط والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

واضاف ان القمة تناولت ايضا تحرير العلاقات التجارية ومكافحة الاحتباس الحراري وقضايا تتعلق بحماية البيئة والطاقة وحقوق الانسان وتبني استراتيجية عالمية مشتركة لمحاربة الارهاب والغاء عقوبة الاعدام على الصعيد العالمي. واشاد رئيس الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي بما وصفه الدور التاريخي للولايات المتحدة في اعادة اعمار اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية من خلال مشروع مارشال.

وقال في هذا الخصوص انه لولا الولايات المتحدة لما كنا هنا ولما كنا ننعم بالحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية. من جهته اكد رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو عمق العلاقات التي تجمع بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واصفا العلاقات بين ضفتي الاطلسي بانها ممتازة جدا.

وذكر باروزو ان الولايات المتحدة واوروبا تعتمد استراتيجية مشتركة في مجال الطاقة لمواجهة الارتفاع الحاد في اسعار النفط مشيرا الى ان هذه الخطة تضمن مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وفيما يتعلق بموضوع حماية البيئة قال باروزو انه ستكون هناك مباحثات على مستوى عال في المستقبل بشان مسائل تتعلق بالبيئة. واكد ان الولايات المتحدة واوروبا التي تجمعهما القيم والمبادىء المشتركة ستعملان جنبا الى جنب لتعزيز مبادىء حقوق الانسان والديمقراطية لتشمل جميع دول العالم مشيرا الى ان العالم يواجه اوضاعا متشعبة جدا.