طهران، وكالات: هاجم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأربعاء الرئيس الأميركي جورج بوش، مؤكدا أن هذا الاخير لا يمكنه المس quot;بشبر واحد من ارض ايران المقدسةquot;.

وقال احمدي نجاد تعليقا على تصريح بوش الاخير الذي اعتبر فيه ان امتلاك ايران للسلاح الذري سيكون امرا quot;خطرا للغاية على السلام العالميquot;، quot;اقول لبوش ان عصرك انتهى وباذن الله لن يكون في امكانك ان تلحق الاذى بشبر واحد من ارض ايران المقدسةquot;. واضاف في خطاب القاه في مدينة شهر كورد (غرب) quot;اذا ظن العدو ان في امكانه ان يكسر الامة الايرانية بالضغط عليها، فهو مخطىء. الامة الايرانية (...) ستزيل الابتسامة عن وجههquot;.

وكان اجرى بوش محادثات مع الزعماء الاوروبيين في سلوفينيا في بدء جولة اوروبية قد تكون الاخيرة قبل نهاية ولايته في يناير/كانون الثاني المقبل. ويقول المراسلون إن القضايا الاقتصادية احتلت مركز الصدارة في مباحثات بوش الذي يشارك في القمة الأوروبية- الأميركية والتي حث خلالها على تعزيز موقع الدولار والتصدي لأسعار النفط المرتفعة.

كما حث الرئيس الأميركي شركاء بلاده الأوروبيين على تطبيق عقوبات أشد على إيران في مسعى لاجبارها على التخلي عن مشاريعها لتخصيب اليورانيوم. وتشمل هذه العقوبات - حسب البيان المشترك الذي تمخض عن اللقاءات الاميركية الاوروبية - خطوات من شأنها quot;منع المصارف الايرانية من دعم انتشار الاسلحة النووية والارهاب.quot; وتناولت المحادثات التي سيجريها بوش ايضا الوضع في زيمبابوي والتغير المناخي وموضوع انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي (الذي قال الرئيس بوش إن الولايات المتحدة تدعمه بقوة).

وسوف يزور بوش خلال جولته التي تستغرق أسبوعا ألمانيا وإيطاليا و وفرنسا والفاتيكان وبريطانيا إضافة إلى سلوفينيا التي تستضيف القمة. وتقول مراسلتنا في مقر القمة بالعاصمة السلوفينية ليوبليانا إن الرئيس بوش وصل محاطا بإجراءات أمنية مشددة وقليل من الاحتفاء الشعبي. وتضيف مراسلتنا إن القادة الأوروبيين وهم يستعدون لوداع بوش يريدون التركيز على ما يوحد أميركا وأوروبا.

ورغم ذلك فهناك قضايا خلافية مثل قضايا الاحتباس الحراري التي لا يتوقع أحد إحراز تقدم فيها، خاصة وأن المبعوث الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي حذر الأوروبيين من أن عليهم ألا يتوهموا أن الموقف الأميركي من تلك القضية سوف يتغير بشكل quot;سحريquot; مع وصول الرئيس الأميركي الجديد.

العصا والجزرة

وتضمن البيان الاوروبي الامريكي المشترك تحذيرا شديد اللهجة لايران بالا تواصل تحدي مطالب مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم. وجاء في منطوق البيان: quot;نحن مصممون على تطبيق العقوبات الصادرة بحق ايران بكل حزم وبشكل كامل، ونحن مستعدون لتعزيز هذه العقوبات باجراءات جديدة. سنستمر في التعاون فيما بيننا لاتخاذ الخطوات اللازمة لمنع المصارف الايرانية من استغلال النظام المصرفي الدولي لدعم انتشار الاسلحة النووية والارهاب.quot;

وكان مجلس الامن قد اصدر ثلاثة حزم من العقوبات بحق ايران تتضمن منع انتقال الاموال من والى ايران وحظر على سفر الايرانيين العاملين في المجال النووي. كما تحظر العقوبات تصدير المواد ثنائية الاستخدام الى ايران، وهي المواد التي لها استخدامات مدنية وعسكرية في آن. وتحاول واشنطن الآن تسليط الضغط على الشركات الاوروبية لاجبارها على اتخاذ مواقف متشددة من ايران حسب ما صرحت به مرسلتنا في العاصمة السلوفينية ليوبليانا.

في غضون ذلك، امرت ايران كافة المصارف العاملة فيها بنقل ودائعها واستثماراتها الى المصرف المركزي الايراني. ويقول المراقبون إن هذه الخطوة ليست طريقة لتفادي العقوبات الاقتصادي فحسب، بل هي ايضا جزء من خطة حكومية تهدف الى تأسيس مصرف ضخم يعمل بموجب الاسس والمبادئ الاسلامية.

وجاء في بيان القمة الاميركية الاوروبية الختامي: quot;نؤكد التزامنا باستراتيجية المسارين في هذه المسألة، الامر الذي يدل عليه تقديمنا حوافز جديدة، ونكرر ايماننا بأن الطريق الى حل مرض للطرفين ما زالت سالكة.quot;

تحديات مقبلة

وكان ديمتري روبل، وزير خارجية سلوفينيا التي تترأس الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن قد تحدث للصحفيين عن احتمال حدوث خلافات في المناقشات وقال quot; مثل كل العلاقات يمكن أن يكون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلافات في الرأيquot;. وقال بوش للصحفيين قبل بداية جولته إنه سوف يتحدث إلى الأوروبيين عن ضرورة تطوير تقنيات جديدة لخفض اعتماد العالم على الوقود العضوي.

رفسنجاني يؤكد على الطابع السلمي للنووي الايراني

بدوره أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي اكبر هاشمي رفسنجاني الطابع السلمي للبرنامج النووي لإيران، وشدد على أن طهران لا تنوي استخدام هذا البرنامج لأغراض عسكرية.

وقال رفسنجاني في مقابلة أجرتها معه صحيفة quot;الرياضquot; ونشرت في عدد اليوم: quot;وفقا لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية أسسنا مشروعنا النووي، وتعطي هذه الاتفاقية الحق لجميع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالاستخدام السلمي للطاقة النووية. وأيضا توجب الوكالة بالتعاون مع هذه الدول في هذا المجال. نحن خضنا هذه التجربة رغم أن الوكالة الدولية لم تقدم لنا الشيء الكثير وإذا سلكت الدول الأخرى هذا الطريق وفقا لحقوقها على أساس الاتفاقية فلا مانع في ذلكquot;.

وأضاف: quot;ليس لدينا أي رغبة في القيام بتحقيق أهداف عسكرية في مجال الطاقة النووية، ولذلك نعتقد بأن تنفيذ المشاريع النووية السلمية لسائر الدول هو أمر مسموح ولا مانع منهquot;.