نبيل شرف الدين من القاهرة : عقب إرجاء سفر البابا شنوده الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى الولايات المتحدة لمدة يوم، وذلك بسبب ظروف الطيران، فبعد أن كان مقررًا سفره مساء أمس الثلاثاء على متن طائرة خاصة مجهزة، قرر الرئيس المصري حسني مبارك أن تقله، فقد غادر البابا القاهرة اليوم الأربعاء على متن طائرة إسعاف سويسرية مؤجرة من قبل الرئاسة المصرية متوجهًا الى مستشفى quot;كليفلاند كلينكquot; بالولايات المتحدة إثر اصابته بشرخ في عظام الفخذ، وسط توقعات بأن يبقى البابا شنودة في الولايات المتحدة لمدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، لإجراء الجراحة والعلاج الطبيعي الذي يعقبها .

ووصل البابا شنودة الثالث إلى مطار القاهرة بسيارة اسعاف نقلته من مقر الكاتدرائية بالعباسية إلى مطار القاهرة، حيث كان في وداعه حاتم الجبلي وزير الصحة المصري، والذي صرح عقب مغادرة البابا شنودة: quot;لقد أبلغته تحيات ودعوات الرئيس مبارك الذي كلفني بوداعه في المطار للاطمئنان عليهquot; .

وأشار وزير الصحة المصري إلى أن البابا شنودة الثالث يعاني من شرخ بالفخذ، وقال quot;إن رحلة الطائرة إلى الولايات المتحدة طويلة ومرهقة وتستغرق 14 ساعة يتخللها التوقف في مدينة زيورخ السويسرية للتزود بالوقود، وفور وصوله للمستشفى سيتم إجراء الأشعة والفحوص اللازمة له تمهيدًا لتحديد اسلوب العلاج، وإذا اقتضى الأمر يتم تركيب شريحة له، لكن إذا أوصى الأطباء بعدم إجراء الجراحة وترك الشرخ ليلتئم فإن الامر سوف يستغرق وقتًا أطول للعلاجquot; .

أحوال الكنيسة

وكان عدد كبير من المواطنين المسيحيين والمسلمين ورجال الدين الأقباط في وداع البابا شنودة لدى سفره، ورافقه طاقم السكرتارية الخاص به والذي يضم الأنبا يؤانس والأنبا أرميا .

وقال بيان رسمي للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذوكسية quot;إن قداسة البابا شنودة انزلقت قدمه في مسكنه الخاص في المقر البابوي، وإن الفحوص الطبية التي اجريت لقداسته فور نقله لمستشفى السلام بالمهندسين أثبتت وجود شرخ بعظمة الفخذ اليسرى بعيدًا عن مفصل الحوضquot;، ولفت إلى أن quot;الرأي الطبي أفاد بأن البابا يحتاج إلى تركيب شريحة في عملية جراحية تتطلب تخديرًا جزئيًاquot; .

ويعاني البابا شنودة الثالث من اضطرابات صحية في وظائف الكليتين وارتفاع نسبة الكرياتينين في الدم وقد أجرى فحوصًا شاملة عدة مرات بمستشفى كليفلاند خلال الأعوام الماضية .

والبابا شنودة الثالث هو البطريرك السابع عشر بعد المئة في سلسلة الآباء البطاركة الذين جلسوا على كرسي quot;مار مرقسquot; الرسول في الكنيسة القبطية، وهو من مواليد الثالث من آب (أغسطس) عام 1923 بقرية (سلام) بمحافظة أسيوط (جنوب مصر) لأسرة من الطبقة الوسطى، وتخرج في كلية الآداب قسم التاريخ، بجامعة quot;فؤاد الأولquot; ـ القاهرة حاليًا ـ ثم إلتحق بـquot;الكلية الاكليريكيةquot; في العام 1946 واختتم دراسته فيها عام 1949، وفي العام 1954 التحق بالرهبنة باسم quot;انطونيوس السريانيquot;، حتى تمت رسامته كاهنًا عام 1958، وعام 1962 صار اسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية والكلية الإكليريكية وquot;مدارس الأحدquot;، وفي 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 1971 رسم بطريركًا للكرازة المرقسية حتى اليوم.

صورة للتقرير الطبي