باريس : اعلن مصدر في الرئاسة الفرنسية ان الرئيس السوري بشار الاسد سيكون ضمن ضيوف فرنسا في احتفالاتها بمناسبة العيد الوطني في 14 تموز/يوليو، ما يشكل مؤشرا جديدا على التقارب بين البلدين منذ انتخاب رئيس جديد في لبنان.

واوضح المصدر الخميس ان الرئيس الاسد مدرج على لائحة المدعوين الى الاحتفالات الفرنسية بمناسبة العيد الوطني في باريس الى جانب نحو 50 من رؤساء الدول والحكومات الذين سيشاركون في اطلاق مشروع الاتحاد المتوسطي في 13 تموز/يوليو.

وقال المصدر quot;لقد دعي جميع رؤساء الدول بالطبع للبقاء من اجل حضور احتفالات 14 تموز/يوليوquot; التي سيحل عليها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ضيف شرف هذه السنة.

غير ان وجود الرئيس السوري في المنصة الرسمية لهذه الاحتفالات التي تشمل العرض العسكري التقليدي على جادة الشانزيليزيه في باريس، سيكون له طابع رمزي خاص.

وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي استأنفت فيه باريس مؤخرا اتصالاتها مع سوريا وتتبع معها سياسة انفتاح منذ انتخاب ميشال سليمان رئيسا جديدا للبنان بعد تعطيل الانتخابات الرئاسية لفترة طويلة بسبب معارضة حلفاء دمشق في لبنان.

وكان وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا قام في بداية الاسبوع بزيارة رسمية لفرنسا هي الاولى لعضو في الحكومة السورية منذ ثلاث سنوات.

وكان جاك شيراك سلف الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي، اوقف الاتصالات مع النظام السوري اثر اغتيال quot;صديقهquot; رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في 2005 في اعتداء اشارت لجنة تحقيق دولية الى تورط مسؤولين امنيين كبار لبنانيين وسوريين فيه. وتنفي سوريا اي تورط له في عملية الاغتيال.

وكان ساركوزي اشار في بداية حزيران/يونيو الى ان بشار الاسد سيحضر quot;على الارجحquot; الى باريس في 13 تموز/يوليو للمشاركة في قمة اطلاق الاتحاد من اجل المتوسط.

ومشروع الاتحاد هذا الذي يشمل اسرائيل، يثير شكوك وحتى معارضة بعض القادة العرب وخصوصا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.

وانتقد مسؤولون سياسيون في المعارضة الفرنسية مشاركة الرئيس السوري في احتفالات 14 تموز/يوليو في فرنسا.وقال الحزب الاشتراكي الفرنسي الاثنين ان دعوة الاسد لقمة الاتحاد من اجل المتوسط quot;امر جيدquot; لكنه quot;ليس من الحكمةquot; ان quot;تستمرquot; الدعوة لتشمل احتفالات 14 تموز/يوليو.

والاحد دعا زعيم الوسط الفرنسي فرانسوا بايرو الى quot;التفكير بكثير من العنايةquot; قبل استقبال الرئيس السوري. وقال quot;ان مسألة سوريا تثير الكثير من القلق في لبنان خصوصا مع رؤية رئيس الدولة السورية يشارك بدور اساسي في اجتماعات 13 تموز/يوليو الخاصة بالاتحاد من اجل المتوسط وفي عرض 14 تموز/يوليوquot;.وكان استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي في كانون الاول/ديسمبر في باريس اثار انتقادات عديدة حتى في صفوف الاغلبية اليمينية الحاكمة.

من جهة اخرى لم تبد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حماسة لعودة الاتصالات بين باريس ودمشق. واعربت الاربعاء عن املها في ان تنقل باريس quot;الرسالةquot; الصحيحة لدمشق واضافت ان quot;هذه الرسالة هي ان على سوريا الاستفادة من كل الفرص التي يمكن ان تعرض عليها خلال المفاوضات غير المباشرة التي بدأها الاتراك مع الاسرائيليين والسوريينquot;.وتابعت رايس ان quot;على سوريا القيام بواجباتها بموجب قراري مجلس الامن 1559و1701 اللذين يدعوانها الى عدم التدخل في الشؤون اللبنانية وترسيم حدودها مع لبنان وتعيين سفير فيه على غرار ما تفعل اي دولة مسؤولةquot;.

وقالت ان quot;على سوريا دعم الجهود التي بدأها الفلسطينيون والاسرائيليون لايجاد حل يقوم على دولتينquot;. واضافت quot;اذا كانت هذه هي الرسالة، فاني اعتقد انها بالغة الاهميةquot;.

اما عن الحوار المتوسطي الذي يريد ساركوزي تنظيمه، فقالت رايس quot;سيتكلل بالنجاح اذا ما تعهد الاطراف حيال الشرق الاوسط حيث تتم مواجهة التطرف بدلا من تأجيجه ويتم دعم جهود بعض الدول الديموقراطية الضعيفة للحفاظ على سيادتهاquot;.